علي الرغم من التحذيرات والقرارات التي أصدرها المسئولون بمحافظة سوهاج للتشديد علي خطورة تربية الدواجن بأسطح وأحواش المنازل وبيعها في المحال والأسواق بصورة. إلا أن تربية الدواجن والطيور وبيعها في المحال والأسواق لاتزال مستمرة ومتزايدة ومعظم الأهالي وربات البيوت وأصحاب محال بيع الدواجن ضربوا بها عرض الحائط وواصلوا التربية وبيع الدواجن علنا علي مرأي ومسمع من المسئولين. تبادل المسئولون بالاجهزة المحلية بمجلس المدن والقري والاحياء - والطب البيطري والصحة الاتهامات بشأن مشئولية كل منهم. ففي الوقت الذي تأتي فيه عمليات تربية الدواجن من المصادر الاساسية للعديد من الاسر محدودة الدخل - وهي في الوقت ذاته من العادات المتوارثة - بالمنازل والبيوت بالقري والريف المصري - الا ان هذة العادات اصبحت تشكل خطرا كبيرا وخاصة بعدما ظهرت - في الفترت الاخيرة العديد من الاصابات واظهرت التحاليل ايجابية الحالات المصابة مما ادي الي وفاة عدد من هذة الحالات - اخرها وفاة معلمة بمركز البلينا. في البداية تقول سعاد كامل ربة منزل - أحرص علي تربية الطيور بانواعها المختلفة من فراخ وبط وارانب وغيرها في عشة أعلي سطح منزلي وأحرص علي العناية بها لانها المصدر الوحيد لتجهيز وجبة - خضار لاولادي وزوجي واهل بيتي في ظل ارتفاعا اسعا اللحوم الحمراء. تقول مديحة عبدالعال محمود ربة منزل - لم نسمع عن هذه الامراض والاصابات من تربية الطيور الا هذه الايام - وطول عمرنا نربي الطيور في منازلنا وطلعنا نجد امهاتنا وجداتنا تربي الطيور ايه اللي جري ؟!!! ولاننا اهل ريف نربي الطيور مهما كانت التحذيرات من خطورة تربيتها بالمنزل بسبب انفلونزا الطيور- ولا غيرها - فتربيتها خير وبركة لنا ولاسرنا ولا تكلفنا إلا القليل حيث تتغذي علي بواقي الطعام والتالف من الحبوب ولا تكلفنا شيئا ولكنها توفر علينا الكثير. تضيف بهية صالح عبد الحميد موظفة - انا ربة منزل وام لعدد 4 اولاد وبنات وكما تري أن سعركيلو اللحمة وصل 75 جنيها من يقدر يشتري اللحوم كل اسبوع لذلك أصبحت الفراخ بالنسبة لنا البديل الاساسي للبروتين نعوض بها اللحوم الحمراء مشيرة تعودت علي تربية الدواجن في بيتها حتي في عز ظهور انفلونزا الطيور لم أتوقف عن التربية لافتة كل أهالي قري سوهاج يربون الطيور في منازلهم ولا أحد يخشي ويخاف من الإصابة بهذا المرض ولاغيره. تكشف مني شحاتة علوان موظفة انها تعودت علي شراء الدواجن من الأسواق حيث تأتي - الفلاحات- من قري سوهاج للبيع في الأسواق الأسبوعية وعمري ما فكرت في حكاية مرض انفلونزا الطيور وهذا حالنا كل اسبوع ننزل السوق نشتري البط والارانب والفراخ من الريفيات اللاتي يأتين من قراهن للبيع ونحن نفضل هذا لانه- بلدي - وبعد عودتي من العمل أقوم بالذبح بنفسي وفي عدم وجود طعام بالمنزل أقوم بقلي البيض - او سلقه في الصباح اعمل به سندوتشات لاولادي وهم ذاهبون للمدارس لتكون وجبة سريعة للأسرة. توضح كميلة هاشم سيد ربة منزل أنها مستمرة في تربية الطيور بكل أنواعها علي سطح منزلها وأمام حوش المنزل لأن هذة الطيور نعتبرها خيرا في البيت ولحما طازجا ولا يكلف ربة المنزل شيئا لأن طعامه من إنتاج الأرض الزراعية وعندنا الغلال التي نربي عليها طيورنا ونجهز بها وجبات لزوجي واولادي بعد يوم عمل طويل وشاق في فلاحة الارض. تقول حمدية عبد النبي ربة منزل نعتبر المنزل الذي يخلو من تربية الدواجن والطيور بشكل عام يخلو من شيء مهم جدا ومن البركة حيث يعود علينا من تربية هذه الطيور الكثير من النفع للبيت الريفي فبدلا من اللجوء إلي الاسواق - المولعة اسعار بلهيب غلوها الشديد - للحصول علي احتياجاتنا من البيض نجده وندبره في بيتنا. ويكشف علي فريد محمد موظف أن بيوت الفلاحين بسوهاج بدون تربية الطيور تعتبر - خاوية علي عروشها - !!! حيث لا نستطيع الغذاء ولا المعيشة لأن الفلاحين يقومون ببيع الحمام والبط والأوز والفراخ بالأسواق لتوفير احتياجاتهم ومستلزمات أسرهم وأولادهم بالمدارس بالاضافة الي انها وجبات في متناولهم في اي وقت. احد اصحاب محلات بيع الطيور - أنه برغم التحذيرات من خطورة مرض انفلونزا الطيور لاتزال الأسر مستمرة في عملية الشراء بل بالعكس زادت كميات الشراء هذه الأيام حيث كنت أبيع400 فرخة يوميا أما الآن فأقوم ببيع أكثر من 600 فرخة بالاضافة الي الحمام والارانب والاوز مما يؤكد أن عملية البيع زادت والاقبال زاد وانا اعمل في هذه المهنة منذ اكثر من 9 سنوات لم نجد شيئا مما نسمع!! التقيتا الدكتور أحمد البدري وكيل وزارة الطب البيطري لسوهاج قال انه تم تشكيل غرفة عمليات مركزية بالمديرية وغرف فرعية بالإدارات البيطرية بمختلف مراكز المحافظة والوحدات البيطرية بالقري علي مستوي المحافظة لتلقي أي بلاغات بشأن ظهور أعراض مرضية علي الطيور. اضاف انه تم تشكيل فريق للتوعية المجتمعية من الطب البيطري للتعامل مع الأهالي خاصة ربات المنازل بجميع قري المحافظة بطريقة ودية وإعطائهن النصائح لتربية الطيور المنزلية بالطريقة الامنة واعطائهن التطعيمات بالتنسيق مع الصحة. اشار الدكتور احمد البدري أنه لا أحد يستطيع منع تربية الطيور في البيوت بشكل كامل فهي تعد مصدر رزق للفلاح الفقير والغني علي السواء وبالتالي لا يمكن الاستغناء عنها.