تموج الساحة المصرية الآن بالتراشقات والخلافات التي بدأت سياسية وللأسف تحولت فجأة لخلافات دينية.. كما أنه بكل أسف ظهرت لأول مرة في مصر فتاوي التكفير المتبادلة.. ويتبادل المحسبون علي العلم الديني التراشق اللفظي بصورة شوهت الكثير من القيم الدينية التي نشأنا وتربينا عليها وأصبح كل طرف يتعامل بمبدأ من ليس معنا فهو عدونا.. فلماذا يتم ذلك؟ ولصالح من يتم هذا الأمر؟ ومن المستفيد الرئيسي من هذه الخلافات؟ من هنا كانت الدعوة التي أطلقها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وأحالها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لهيئة كبار العلماء بتشكيل لجنة لوضع منظومة قيم وضوابط تدرس إن كانت هذه الفتاوي والأفكار صادرة من غير المتخصصين.. أم صادرة عن بعض المتخصصين المنتمين اسماً وشكلا للمؤسسة الأزهرية مع بعدهم عن الروح الأصيلة لها. وذلك حفاظاً علي الثوابت الشرعية والأمن الفكري للمجتمع.. ودفعا لكل ما يمكن أن يثير الفتن والجدل والانقسام بين أبناء المجتمع صداها الطيب لدي علماء الدين الاجلاء. ..والدعوة الطيبة التي أطلقها وزير الأوقاف دعوة طيبة ونشكره عليها كل الشكر من أجل أن نحافظ علي الفكر الإسلامي الصحيح ودون أن يتسبب ذلك في المساس بحرية الرأي من قريب أو من بعيد.. خاصة أن الهدف الأسمي لتلك اللجنة يجب أن يكون ضبط أمور الفتوي ومنع المتاجرين بالدين من العبث خاصة بعد انتشار الكثير من الفتاوي المضللة.. وهنا لابد أن يتم إيجاد صيغة للتعاون بين اللجنة ووسائل الإعلام بكل أنواعها خاصة أن الإعلام يلعب دوراً في تسرب الفكر المتشدد والمتطرف.. وكذلك الفكر المتساهل حيث تستضيف بعض قنوات التليفزيون بعض الذين يطلقون فتواهم دون علمه ووعي ويغلفون الرأي الديني بالرأي السياسي مما أدي إلي بلبلة فكر الشعوب وعدم إدراكهم لخطورة الموقف الذي تعاني منه الأمة بأسرها.. وهذه الفتاوي الدينية السياسية أدت إلي شحن الرأي العام ضد بعضه البعض.. وللأسف الفتاوي الدينية التي أصدرها أناس لا علاقة لهم بالعلم الديني الذي يحمل لواءه أزهرنا الشريف بعيداً عن المزايدات السياسية والمتاجرة بالدين. ..وبالفعل ونحن نتعرض لهذا الفكر المدمر لابد من مجموعة قوانين تحافظ علي هيبة علماء الدين وتحافظ علي هيبة الفتوي.. ولابد من أن يمارس الأزهر الشريف دوره المنوط به من خلال تلك اللجنة.. كما أنه لابد من قانون حاسم يمنع التجرؤ علي الفتوي لمواجهة أدعياء الافتاء كما يتم وقف فتاوي الاحتقان والتضليل الذي انتشر في العالم الإسلامي. ..وأناشد الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف التكاتف لمواجهة أصحاب هذه الفتاوي المضللة وأن تكون هناك محاسبة فورية تجاه هؤلاء الذين ينتسبون اسماً للأزهر وفي الأصل هم يسيئون للأزهر ورجاله الشرفاء وعلماء الأوقاف كما أنني أناشد القائمين علي جهاز التليفزيون عدم استضافة أصحاب الفتاوي الضالة والمضللة والذين يسيئون إلي الدين الإسلامي وعلماء الدين ويتطاولون عليهم عندما تستضيف إحدي القنوات الفضائية أحد أصحاب الفتاوي الشاذة وهذا ما حدث بين المنتسبين اسماً للأزهر الشريف ووكيل وزارة الأوقاف مع إحدي المذيعات المتبرجات والتي لا تعرف أي شيء عن الدين كما قالت هي وإلي الله أشكو هؤلاء الذين ينشرون فكرهم المضلل علي شبابنا ويتسببون في إثارة الفتن بين شباب الأمة.. وفي نهاية كلامي أقول للوزير الهمام د. محمد مختار جمعة: سر علي بركة الله وأكمل ما بدأته من إصلاحات بالوزارة وإدارتها وأيضا محاربة الفساد والقضاء عليه ومنع المضللين من الصعود للمنابر والظهور علي شاشات التليفزيون!!