رغم اعلان وزارة الصحة عن توفير الدعامات الذكية لمرضي القلب بالتأمين الصحي الا انها لم توفرها مما جعل طوابير المرضي أمام أقسام القلب لا تنتهي. أيضا قرارات العلاج علي نفقة الدولة لتركيب هذه الدعامات مأساة .. فالقرارلا يتحمل الا دعامة واحدة ومعظم المرضي يحتاجون أكثر من دعامة مما يفرغ القرار من مضمونة. هذا ما تؤكده زوجة محمد جمال ربة منزل قائلة: ان زوجها يحتاج لتركيب دعامتين لاصابته بالسكر والضغط مما اثر علي عضلة القلب وتعرض منذ 4 أشهر لجلطة دخل علي اثرها العناية المركزة وظل يرقد بها 4 أيام وعندما خرج تم عمل قسطرة وأكد الأطباء احتياجه إلي تركيب الدعامتين فطلبنا معرفة اجراءات استخراج قرار علاج علي نفقة الدولة لقصر ذات اليد فقال لنا بعض الأطباء "ان قرار العلاج لا يتحمل إلا دعامة واحدة ونصحنا أهل الخير بالتوجه لجمعية الأورمان للحصول علي ثمن الدعامة الأخري لكن المشكلة تكمن في طول مدة الانتظار علما بأن صحة زوجي لا تتحمل الانتظار فهي في تدهور مستمر. الواسطة تكسب ويضيف أحمد عادل من طنطا انه حضر مع شقيقه محمد 23 سنة ويعاني من مشاكل في القلب ويحتاج لتركيب دعامة أكثر من ثلاث مرات وفي كل مرة يجهز لدخول العمليات ويخرج دون اجراء العملية لأخذ مريض بدلا منه بالرغم من ان صحته لا تتحمل التأخير علاوة علي تكبدنا الكثير من النفقات لا ستأجارنا سيارة خاصة من طنطا إلي القاهرة مناشدا المسئولين ضرورة الاسراع في انهاء الاجراءات حرصا علي حياة شقيقه خاصة أنه يعول ثلاثة أطفال. الحالة حرجة ويقول جمعة محمد عامل أحد أقاربي مريض بالقلب وطلب الأطباء منه ضرورة تركيب دعامتين بتكلفة 22 ألف جنيه علي نفقتنا الخاصة إلا اننا نعاني من التأخير حتي الآن في اجراء العملية بالرغم أن الطبيب المعالج أكد لنا ان الحالة حرجة وتحتاج لسرعة اجراء العملية. ويلتقط أحمد مصطفي موظف قائلا: ننتظر من ثلاثة أشهر الموعد المحدد لاجراء عملية ابن عمي وتوجهنا لأكثر من معهد ومستشفي للاسراع في تركيب الدعامتين ولكن للأسف لم يتم تحديد الموعد حتي هذه اللحظة كل يوم تزداد حالته سوءا. حالات حرجة ويطالب محمد عبدالله السيد موظف بأنه لابد من اهتمام المسئولين والعناية أكثر من ذلك لمرضي القلب بحيث يتم توفير الدعامات في الشركات الخاصة بها وان يتم اسعاف المرضي بسرعة لاجراء العمليات بشكل أسرع نظرا لأن مرضي القلب من أكثر الحالات الحرجة التي لا تنتظر مدة طويلة. هند محمود ربة منزل تشير إلي انه ستقوم بتركيب دعامة في القلب عن طريق التبرعات لأن قرار العلاج علي نفقة الدولة كان مخصص ب 4 آلاف جنيه لا يكفي لشراء الدعامة منذ يوليو الماضي وأنا أبحث عن وسيلة للعلاج لانقاذ حياتي وبالفعل تم الاتصال بي السبت الماضي بعد ان تم تحديد موعد اجراء العملية ولكن نظرا لتأخري عن الموعد المحدد بساعة فوجئت باجراء الجراحة لمريض آخر. توضح هانم عبدالعال مرافقة مريض عمره 46 سنة وبالرغم من حجزه منذ 8 أيام لتدهور حالته الصحية ولكن كل يوم يتم اجراء فحوصات للعملية ولكن لم يأت الموعد وحالته تزداد خطورة. الدكتور علاء عبدالحليم مرزوق رئيس مجلس ادارة مستشفيات جامعة بني سويف ونائب رئيس الجامعة أكد وجود العديد من المشاكل التي تواجه مرضي الدعامات وهي أن تكلفة المريض الفعلية لتركيب الدعامة تفوق قيمة قرار العلاج المستخرج له من قبل وزارة الصحة ففي معظم الأحيان يتم استخراج قرار بمبلغ 2000 جنيه وتتكلف الدعامة ضعف القيمة المرصودة كما أن أجهزة تركيب القساطر والدعامات الذكية تكون مرتفعة القيمة والصيانة الخاصة بها تتراوح من 100 ألف دولار إلي 200 ألف فبند الصيانة يمكن ان يستهلك في إصلاح جهاز واحد ونضطر ومن هنا تظهر قوائم الانتظار. ويضيف هناك مشاكل أشد ضراوة تواجهنا بسبب عدم توفر أنواع من الدعامات الذكية خاصة بمرضي السكر والشرايين الضيقة علاوة علي وجود عجز في عدد أجهزة القساطر مما يقلل من عدد الجراحات اليومية. الغالي ثمنه فيه ويضيف الدكتور هاني الدسوقي أستاذ جراحة الأوعية الدموية بالمستشفيات التعليمية أن الفكر المصري حتي الآن لازال يسيطر عليه أن "الغالي ثمنه فيه" بمعني أنهم يفضلون تركيب دعامة ذكية حتي لو الشريان المطلوب تركيبه أو تغيره لا يتطلب ذلك فهناك بروتوكول متبع في الخارج يلزم الأخذ به طبيا في تركيب الدعامات الذكية وتغيير الشرايين وهو الارتباط بتركيب الدعامات الذكية بحسب حاجة الشريان لذا يجب عمل قانون جديد يتضمن عدم تركيب دعامات ذكية إلا في حالة الضرورة القصوي والحالات التي تستدعي ذلك. وبالنسبة لقوائم الانتظار الطويلة التي تمتد لسنوات في التأمين الصحي أكد ان تكفل التأمين بقيمة الدعامة كاملة تسبب في طوابير الانتظار بالاضافة لتعرضهم لمشكلة عدم توافر نوع معين من الدعامات فيضطرون للانتظار لحين توفيره من الشركة الموردة. أما المشكلة الأخري فهي الغاء استكمال قرارات العلاج عكس ما كان يحدث في الماضي أما الآن فنضطر للانتظار لحين استخراج قرار علاج جديد مما يؤثر سرعة اجراء الجراحة. أكياس الدم وهناك مشكلة أخري تواجه المرضي والأطباء تتمثل في أكياس الدم حيث يحتاج المريض من 3 إلي 4 أكياس دم لتغيير أورطي ونضطر لاستدعاء أهل المريض للتبرع بالدم قبل اجراء الجراحة ومتي أتضح اختلاف الفصيلة يتم عمل استبدال لفصيلته مع الفصائل الأخري لسد العجز ببنك الدم ويلزم القيام بذلك قبل الجراحة بأسابيع لاجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من خلو الدم من الفيروسات الكبدية والايدز.