بعد فشل الجمعية العمومية لنقابة الأطباء أعلنت بعض المستشفيات الحكومية والمؤسسات العلاجية مواصلة الاضراب في جميع الأقسام ماعدا الطوارئ بينما رفض البعض الآخر الاضراب في تلك الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد. المرضي اعتبروا ان المستشفيات الرافضة للاضراب كالهلال والجلاء والتأمين الصحي فتحت طريق المفاوضات مع الوزارة مرة أخري وراعت الغلابة الذين لا يستطيعون العلاج بالعيادات الخاصة. يقول عادل عزت - مريض بالغضروف - حضرت صباح أمس لمستشفي الهلال لاجراء كشف طبي ورغم انني كنت متخوفاً من الاضراب الا أنني لم الاحظ أي مظاهر للاضراب رغم اكتظاظ العيادات الخارجية بالمرضي. كثافة المرضي ويتفق معه أحمد جمعة ان كثافة المرضي الشديدة داخل المستشفي تمنع أصحاب الضمائر اليقظة من الأطباء من الاضراب علاوة علي متابعة الجراحات ومواعيد جداول العمليات الذي يحتم علي الأطباء الالتزام به قانونياً ومهنياً. وينفي جمال مصطفي مدير إدارة العلاقات العامة بمستشفي الهلال اشتراك منظومة الأطباء داخل المستشفي في مواصلة الاضراب بعد فشل الجمعية العمومية لأنهم اعتبروا مجرد انعقادها خطوة نحو تحقيق أهدافهم ومطالبهم التي سبق ان قدموها في الاضراب السابق. وتضيف أم محمد ربة منزل انها تعاني الأمرين لعلاج زوجها الذي اقعده المرض عن العمل بهيئة النقل العام بعد تعرضه لحادث آليم وان نقله من المنزل باحدي السيارات بالأجرة يكلفها 50 جنيهاً للمرة الواحدة واضراب الاطباء ضاعف من معاناتها الشديدة ما بين عدم حضور الطبيب أو الانتظار طويلاً. يؤكد د. أسامة إسماعيل مدير عام العيادات الخارجية بمستشفي الهلال عدم انسياق أطباء المستشفي وراء أي تيارات للاضراب مراعاة للأمانة المهنية وعدم التلاعب بأرواح البشر لأن الضمير المهني لا يحملنا التعامل مع حالات الطوارئ فقط. ويتفق معه د. علي حسن فيري ان كل من يطرق باب المستشفي ولو حتي لمجرد الكشف يعتبره حالة طورئ تستحق العلاج ومداواة الجراح والألم لأن من يقطع مئات الأميال يصبح من حقه العلاج خاصة ان مستشفي الهلال أحد المراكز المتخصصة في جراحات العظام وتستقبل الآن الحالات من خارج القاهرة الكبري يومياً. بينما يري د. خالد عبدالعزيز اخصائي التحاليل الطبية ان اضراب الأطباء بمستشفي المنيرة وبولاق الدكرور واقتصار العمل علي قسم الطوارئ فقط لحين استكمال كافة مطالب الأطباء من كادر وتعديل الرواتب هو الأفضل لتحقيق مطالب المرضي قبل الأطباء. تتفق معه أميمة حامد من قسم التمريض بمستشفي هيئة النقل العام وتؤكد ان فاقد الشيء لا يعطيه فغلاء المعيشة لابد ان يقابله زيادة بالرواتب وعلي الرغم من وعد د. محلب ببداية تفعيل برنامج تطوير أجور الهيئات الطبية خلال ثلاثة أشهر الا اننا لم نشهد أي زيادة بالمرتبات حتي الآن لذلك يعد الاضراب أفضل وسيلة ضغط علي الحكومة. تري علا شعبان رئيس قسم التحاليل الطبية بمستشفي هيئة التأمين الصحي ان مهلة الثلاثة أشهر التي اعطاها رئيس الوزراء لتحقيق المطالب المرجوة للاطباء والتمريض وغيرهم كافية لمحاولة الوصول إلي نقطة اتفاق تشجع الأطباء علي العزوف عن الاضراب ومواصلة عملهم. وتتفق معها ريهام محمد مشرفة تمريض بمستشفي عين شمس قائلة عانينا كثيراً لسنوات طويلة من ضعف الأجور لذلك لن نتنازل عن تطبيق الكادر علي جميع العاملين بالمهن الطبية وليس علي الأطباء فقط وعلي رأسهم التمريض فنحن نمثل 60% من عصب المستشفيات وعلي الرغم من ذلك كان الانتظار لمدة وجيزة كمساهمة منا في خروج البلاد من النفق المظلم لا يعني تخاذلنا عن حقوقنا. يؤكد د. عصام توفيق مدير مستشفي الجلاء للولادة ان نسبة الاضراب لا تتعدي 10% من العمل داخل المستشفي لا تؤثر علي العمل لأننا في الأساس مستشفي لاستقبال حالات الطوارئ فلا يمكن تطبيق الاضراب بكافة الأقسام. يتفق معه د. محمود عبدالعليم اخصائي النساء والتوليد ان المريض ليس طرفاً بالمشكلة والأهم تغيير منظومة الصحة وعلي رأسها الاهتمام بمقدم الخدمة وهو الطبيب لكي يتسني له تقديمها علي أكمل وجه تلاشياً لحدوث الأخطاء الشائعة التي انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة. كعب داير يرجع د. علي حسن اخصائي النساء بمستشفي الجلاء الأزمة الحالية إلي شيوع الاخطاء الناتجة عن عدم التركيز.. فالطبيب "كعب داير" ما بين العمل الحكومي والعيادات لكي يوفر ربحاً كافياً يضاهي غلاء المعيشة والمكانة الاجتماعية.