عنوان المقال ليس عنواناً للإثارة.. بل هو حقيقة.. هيفاء وهبي بنفسها هي التي قالت لي عندما زرتها في بيتها أن والدتها الحاجة سيدة إبراهيم خميس من حي باب الشعرية بالقرب من ميدان الجيش وهي بالتالي حصلت علي الجنسية المصرية تبعاً لوالدتها. أقول هذا الكلام رداً علي التصريح الذي أدلي به الملحن المتميز الذي أحب أعماله جداً عمرو مصطفي الذي شن هجوماً شرساً علي هيفاء وهبي مطالباً بمنعها من دخول مصر وأقول له كيف تمنع مواطنة مصرية من دخول بلدها.. هذا لا يجوز يا عمرو. أما بخصوص الضجة المثارة حالياً حول سماح الرقابة علي المصنفات الفنية بعرض فيلم حلاوة روح بطولة هيفاء وهبي والطفل كريم الأبنودي والذي قوبل باستياء شديد من الجماهير التي شاهدته في دور السينما مما جعل رئيس الوزراء إبراهيم محلب يطالب بإعادة عرضه علي الرقابة من جديد ولم يطلب إيقافه كما أدعي البعض وأكد هذا الكلام عندما استقبل بمكتبه وفداً من الفنانين ومن يطلقون علي أنفسهم لقب المثقفين ولا أعرف من الذي منحهم هذا اللقب وما هي المعايير لأن يكون مثقفاً؟ فيلم حلاوة روح منقول حرفياً من الفيلم الإيطالي "مالينا" الذي كتبه وأخرجه المخرج الإيطالي جيسبي تورناتوري وقامت ببطولته نجمة إيطاليا مونيكا بيلوتشي وقد اقتبسه المؤلف علي الجندي وأطلق عليه اسم "حلاوة روح" ويحاول أن يؤكد أن جمال المرأة أحياناً ليس نعمة.. بل في الغالب نقمة عليها وعلي من حولها. لكن كله كوم وما قاله المنتج محمد السبكي كوم تاني.. فقد قال في حوار تليفزيوني أن فيلم "حلاوة روح" سيكون من ضمن أعظم مائة فيلم في تاريخ السينما المصرية ولن أبالغ لو قلت إنه ربما سيكون ضمن أحسن عشرة أفلام في تاريخ السينما المصرية. وأقول له وهو بالمناسبة صديقي جداً هو وشقيقه سيد السبكي نجم الأهلي الأسبق جيل حسن حمدي ومحمود الخطيب وأحمد ماهر وإكرامي وماهر همام وأحمد عبدالباقي وفتحي مبروك وشقيقهما أحمد السبكي. أقول له يا أبوالسيد "دي واسعة قوي قوي يا سيد"!! لكن بصراحة محمد السبكي يستحق التحية والتقدير فيكفي أنه الأكثر إنتاجاً للأفلام حالياً بعد توقف مؤسسة السينما عن الإنتاج بعد إلغاء القطاع العام وهروب عشرات المنتجين الكبار من الساحة حيث يعتبروا أن السينما أصبحت سلعة خاسرة لا تحقق مصروفاتها وبقي السبكي ونفر قليل ينتجون خمسة أو ستة أفلام في العام بعد أن كانت تنتج مصر في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات ما بين مائة وعشرين إلي مائة وخمسين فيلماً في العام.. ولا يعيب السبكي أن يكون جزاراً يتاجر في اللحوم ويقتحم جمال السينما طالما أن السينمائيين الحقيقيين هربوا!! أما نغمة الإبداع الفني والفزلكة والحزلقة.. فالإبداع له حدود بما لا يسييء للمجتمع لأن هذه الأفلام ليست للمصريين وحدهم بل تعرض في كل الدول العربية وفيها إساءة لقيم المجتمع المصري.. وعندما كنت رئيساً للجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشعب أيام أن كنت عضواً بالمجلس كنت أدافع بشدة عن حرية الإبداع الفني بما لا يسيئ لقيم المجتمع وكم رفضنا عرض بعض الأفلام التي أثير حولها الجدل وطالب البعض بمنعها. أما رئيس الرقابة المخرج أحمد عوض الذي أمر بعرض الفيلم رغم رفض بقية اللجنة وقدم استقالته فإن قرار تعيينه أصلاً كان هو الخطأ بعينه!!