عائلات بأكملها دفنت تحت صخرة الدويقة عام ..2008 رائحة الموت انتشرت في كل مكان وظلت لشهور طويلة تخيم علي المنطقة وامتدادها في منشية ناصر ومساكن الزلزال والسبعين فدانا حتي ان الأجهزة المحلية وقتها اضطرت لاستعمال الجير الحي والمطهرات شديدة الفاعلية خوفا من انتشار الأمراض بعد اتخاذها قرارا بالكف عن البحث عن ناجين بسبب ضخامة الصخرة التي عجزت أمامها فرق الانقاذ. الغريب انه وحتي هذه اللحظة لم يحاسب أي مسئول عن مئات الضحايا الذين دفنتهم الصخرة بل وجهت الاتهامات لسكان الدويقة لأنهم فضلوا السكن في العشوائيات!! الكل تآمر في صمت ليخفي تحذيرات العلماء منذ عام 1995 أي قبل وقوع الكارثة ب 13 عاما من البناء فوق هضبة المقطم أو تحتها خاصة عند الحواف بعد تشبع التربة الجيرية للجبل بالمياه وتسربها بين الطبقات مسببة نوعا من التربة الطفلية الصابونية ومهددة بانزلاق الصخور في أي لحظة وهو ما حدث!! خمس سنوات مرت بعد صخرة الدويقة وثورة الجبل لا تتوقف.. تحذيرات صغيرة تصلنا من بين الحين والآخر آخرها ما حدث منذ ايام بعد السيول علي طريق صلاح سالم وطوال هذه السنوات والعلماء لا يتوقفون عن الصراخ محذرين ومشيرين للانهيارات الأرضية بمنطقة طرة بسبب المياه المتراكمة في قاع محاجر الأسمنت والتي أدت لتهاوي مسار القطار الواصل بين طرة وحلوان ومطالبين بنقل أبراج الكهرباء ووقف العمل في محاجر طرة فورا. بوضوح شديد العلماء يحذرون من انهيارات خطيرة خلال خمس سنوات.. أعلنوا ذلك علي الملأ ومع ذلك مازالت آلاف الأسر يعيشون علي حافة الجبل بلا مرافق يتسرب صرفهم الصحي للصخور كل يوم. الأكثر من ذلك ان الحكومة مستمرة في اعطاء التراخيص لبناء المدن الفاخرة علي الهضبة الوسطي والعليا والتي تسرب حمامات السباحة وملاعب الجولف بها المزيد من المياه لطبقات الجبل ناهيكم عن حزام الزلازل التي تتأرجح داخل مصر منذ سنوات مما يعني ان ثمن التراخي والاهمال سيكون فادحا.. علي المسئولين أن يستمعوا هذه المرة للعلماء لأنهم وحدهم القادرون علي تقديم روشتة علاج للجبل الثائر وأن يبدأوا فورا في تنفيذها ومهما كلفنا الأمر سيكون أقل كثيرا من دماء الملايين التي ستعلق في رقابهم. . اللهم بلغنا.. اللهم فاشهد!!