لست مع من يضيق صدرهم بعودة باسم يوسف وينبغي ألا يضيق صدر أحد بعودته ويخطيء من يحاول ايقاف برنامجه بالتظاهر أمام المسرح الذي يسجل فيه حلقاته أو برفع الدعاوي في المحاكم لايقاف البرنامج بالقانون.. هؤلاء المعترضون علي البرنامج يرفعون نسبة مشاهدته ويعطونه أكثر مما يستحق فهو برنامج كوميدي لا أكثر ولا أقل.. أو بمعني آخر باسم يوسف مجرد "مهرج" وقد يري المعترضون عليه ان الوقت والحالة التي تعيشها البلاد لا تسمح بالتهريج وقد يكون لديهم الحق في ذلك ولديهم الحق ايضاً في التظاهر السلمي أمام المسرح ولكنهم بذلك يخلقون حالة من المكارثية في مصر هم يظنون أن برنامجاً كوميدياً يمكن ان يهز ثقتهم فيمن يؤيدون ولكن الضرر من إلغاء البرنامج سيكون أكبر من استمراره في العمل. فكيف بمرحلة ينبغي ان تسود فيها قيم الحرية ان تمنع برنامجاً كوميدياً ولا تستطيع ان تستوعبه..؟ النقطة الثانية والأكثر اهمية ان باسم يوسف كان يعتمد في برنامجه علي الوقود الذي وفره له الرئيس السابق محمد مرسي بما كان يقوله ويصدر عنه في خطاباته وتصرفاته وقد لا يجد الآن هذا الوقود من قادة هذه المرحلة وبالتالي فلن يؤثر في الناس سلباً. بمعني انه لا يمكن ان يجد في الرئيس عدلي منصور ولا المشير السيسي ولا وزير الداخلية ما كان يجده في النظام السابق وأركان ادارته من مهاترات وحماقات كان يعمل عليها. وبالتالي فلن يستطيع هز صورة القادة الحاليين أو اضعاف الثقة فيهم. وان كان من حق الجماهير العريضة أن تري في قائد محدد املها ومستقبلها..لكن عليها ان تتحمل نقد هذا القائد بصدر رحب وافق واسع واجواء ديمقراطية حتي لا تتحول مصر لدولة تسير في اتجاه واحد اجباري. كما ان منع هذا البرنامج أو ذاك انما يصب في مصلحة من يريدون تعطيل خارطة الطريق ومسيرة البلاد نحو الاستقرار والانطلاق للمستقبل ويدشنون حملة تشبه المكارثية التي سادت أمريكا في الخمسينيات في القرن الماضي وكانت تهدف لتشديد الرقابة وتوسيع دائرة الشك والاتهام لكل موظفي الدولة بالعمل لصالح الكتلة الشيوعية وتزعمها عضو مجلس الشيوخ جوزيف مكارثي وأطيح بالعديد من موظفي وزارة الخارجية آنذاك.. كما استهدفت الحملة المشاهير في أمريكا ومنهم مارتن لوثر وايتشتاين وشارلي شابلن وأصبح تعبير المكارثية يستخدم للدلالة علي حالة الهستيريا والإرهاب الثقافي والشكوك العنيفةالتي تسود المجتمع تجاه الآخرين المختلفين معهم فكرياً وربما تأثر المجتمع الأمريكي بأجواء الحرب الباردة آنذاك كما تأثرنا نحن بأجواء الانقسام التي نعيشها الآن وقاربنا علي تجاوزها. ہہہ زيارة المشير السيسي لروسيا تعيد لمصر توازنها ومهما حاولت واشنطن ان تظهر عدم اكتراثها بكلمات دبلوماسية الا ان هذه الزيارة ستجعلها تراجع حساباتها حتما وتعيد ترتيب أوراقها وتدرك ان مصر مقبلة علي مرحلة جديدة مختلفة عما سبق.