اختفي النيل فرع رشيد من محافظة كفرالشيخ وأصبح من المستحيلات أن تستطيع التمتع بمنظر النهر العظيم بعد أن حجبت التعديات علي جانبيه والكتل الخرسانية حجبت جانبيه من كل شيء. حتي أن مجري النهر لم يسلم من التعديات سواء بحظائر الماشية أو بالمراسي العائمة لإقامة الأفراح أو بالمباني الشاهقة. وبالرغم من أن فرع رشيد يجري في محافظة كفرالشيخ لأكثر من 30 كيلو متراً من مركز دسوق حتي مركز مطوبس عند التقاء مياه النهر بالبحر المتوسط. والأدهي من ذلك أن التعديات زادت بصورة سرطانية تهدد بكارثة حقيقية نظرا لزيادة عدد الأقفاص السمكية في هذا النهر فأصبحت التعديات لا تفرق بين شاطيء ومياه والأخطر من ذلك أن معظم محطات المياه تتغذي من هذا النهر أو فروعه وهنا مكمن الخطورة!! من جانبه قام المستشار عزت عجوة محافظ كفرالشيخ بمخاطبة كافة الجهات المسئولة من ري وحماية النيل ووزارة الداخلية بقرارات الإزالة الصادرة لضرورة تنفيذها فورا قبل أن يصل الأمر إلي وضع لا يمكن معه أي حلول. اجتماع مشترك بين البحيرة وكفرالشيخ وأكد المحافظ بأنه سيعقد اجتماعا مشتركاً غدا الأحد بحضور محافظ البحيرة والقيادات الأمنية في المحافظتين للتنسيق فيما بينهم لوضع خطة أمنية وحملات مكبرة لإزالة المخالفات علي فرع رشيد من الجانبين حيث تقع محافظة كفرالشيخ في الجانب الشرقي ومحافظة البحيرة في الجانب الغربي. والتعدي علي نهر النيل في مركز ومدن فوه ومطوبس ودسوق مثل إقامة مبان وكافتيريات وعوامات. فضلا عن القاء القمامة والصرف الصحي والأقفاص السمكية فالتعديات علي نهر النيل مشكلة قديمة والشيء المؤسف والمحزن عدم تدخل المسئولين في الوقت المناسب مما يزيد الأمر سوءا. أحمد محمود شفيع من كفرالشيخ التعديات التي تحدث علي نهر النيل خاليا حدث ولا حرج وإذا لم نجن ثمار هذه التعديات فبالتالي فإن الأجيال القادمة ستدفع الثمن غالياً.. وأشار إلي أن التعديات تأخذ أشكالا مختلفة فهناك تعديات علي حرم النيل وهي المسافة التي تقدر من 15 إلي 30 مترا تترك قانونا دون إشغالات كحرم للنيل ويتم استخدامها عند أعمال التطهير أو إنشاء الكباري وهو ما يحدث بمدن فوه ودسوق ومطوبس وتكثر بالقري الواقعة علي حرم النيل لإقامة مقاه وعشش في وضح النهار. أضاف سامي رضوان أن الأمر في غاية الخطورة لأن ما شهدته من تدمير لنهر النيل بمدن المحافظة الثلاث. حيث قام البعض بردم أجزاء من النيل لإقامة مبان شاهقة خاصة في مدينة دسوق منها إقامة استراحة للمسئولين علي حرم النيل دون مراعاة للقانون وبالتالي تعد تأشيرة علي بياض للجميع ليحذوا حذو المسئولين بالمزيد من المخالفات. فضلا عن إقامة عدة مسارح علي حرم النيل بمدينة دسوق عبارة عن كتل خرسانية بدعوي التجميل. الأرقام تؤكد الخطورة ومن خلال الأرقام وعدد المحاضر تبين أن الوضع في غاية الخطورة حيث رصدت مدينة دسوق وحدها 88 حالة تعد يتركز معظمها علي كورنيش المدينة المجاورة لمبني الوحدة المحلية بدسوق وهي عبارة عن فيللات ومقاه وصالات للأفراح ومراس عائمة. أما بقية التعديات فتتركز في قري منية جناج والصافية ومحلة دياي ومحلة أبو علي ودمنكة وكفر مجر والتعديات تتراوح بين 150 متر و300 متر وأخطر التعديات هي ما أقامها أحد الجبابرة بإقامة مرسي ثابت علي كورنيش النيل عند الكيلو 110 إلي 172 البر الأيمن كما جاء في قرار الإزالة ولم تستطع الأجهزة المعنية الاقتراب منه. وفي مدينة فوه وصل عدد حالات التعدي إلي 77 حالة تعد علي نهر النيل والأخطر في هذه التعديات أن أصحابها زادوا من تعدياتهم إلي أكثر من فدان ووصلت التعديات علي جسر النهر أمام المدينة فقط إلي 15 حالة تعد معظمها في عام 2011. و14 حالة تعد علي جسر النهر عند وصلة كوبري فوه العلوي الذي يربط محافظة كفرالشيخ بالبحيرة عند المحمودية و17 حالة تعدي بحوض الساحل لأكثر من 4 آلاف متر من شاطئ النهر أمام قرية السمالية تعدي الأهالي علي حرم النهر بإقامة أكثر من 24 مزرعة للدواجن وحظيرة للمواشي ومباني خرسانية أغلقت النهر تماما. أما في مركز مطوبس فقد اختفي نهر النيل تماما ولم يعد هناك متر علي حرم النهر دون تعدي والمثير للجدل أنه رغم مرور نهر النيل لمسافة تتعدي أكثر من 30 كيلو متراً إلا أن حماية هذا النهر تقع في محافظة الغربية وليس هناك جهة محددة في كفرالشيخ تستطيع إصدار قرار إزالة ومن ناحية أخري تقع الجهة المسئولة عن إصدار قرارات الإزالة من مركز فوه تقع هذه الجهة في قرية أدفينا التابعة لمحافظة البحيرة. الأقفاص السمكية والغريب في الأمر أن وزارة الري أصدرت قرارات إزالة لهذه الأقفاص عام 2002 لعدد 816 قفصاً خلف قناطر أدفينا فرع رشيد وتم إرجاء الإزالة لعام 2003 ثم 2004 والأدهي من ذلك قيام هيئة الثروة السمكية في وقتها بالترخيص لعدد 478 قفصاً بالمياه المالحة. وقد ازداد عدد هذه الأقفاص ليتعدي الآلاف نظرا لعدم مواجهة هذه الظاهرة وتم إغلاق مجري النهر تماما من فوه إلي مطوبس وخلف قناطر أدفينا وتغير لون المياه وأصبح في غاية الخطورة.