أمر المستشار هشام بركات النائب العام. المحامي العام لنيابات بورسعيد المستشار مصطفي عبادة بفتح تحقيقات موسعة في واقعة اغتيال رائد الشرطة فادي محمود سيف الدين 32 سنة الذي استشهد برصاص مجهولين مسلحين مساء أمس الأول وطلب النائب العام بإجراء تحريات جهاز الأمن الوطني حول تلك الواقعة. وإرفاقها بالمعلومات الخاصة بالمخابرات العامة مع سرعة تحديد هوية المتهمين والقبض عليهم. جاء ذلك بناء علي المعلومات التي تلقاها النائب العام والتي تشير إلي أن الرائد الشهيد كان مستهدفاً من قبل لكونه أحد شهود الاثبات في حادث مذبحة استاد بورسعيد في أول فبراير عام 2012 والتي وقعت عقب مباراة المصري والأهلي ببورسعيد والتي انتهت بفوز المصري بثلاثة أهداف آنذاك. وكشفت تحقيقات نيابة شرق بورسعيد أن الرائد الشهيد كان يعمل مديراً لمكتب اللواء عصام سمك مدير امن بورسعيد والذي تم تعيينه خلفاً للواء سامي الروبي قبل إجراء المباراة المشئومة بنحو 20 يوماً فقط وقد نشب خلاف بين الرائد فادي سيف وبين اللواء سمك بعد خمسة أيام من وقوع المذبحة لانكار الأخير "سمك" خلال التحقيقات التي أجريت معه بمعرفة النيابة آنذاك علمه بإقامة تلك المباراة الشائكة من الأصل بين الفريقين في حين أن الرائد فادي أكد أن مدير الأمن طلب مضاعفة اعداد قوات الأمن المركزي لحضور تلك المباراة بما يعني علمه المؤكد بها. كما كشفت التحقيقات في الحادث ان الرائد فادي سيف الدين 32 سنة الضابط بادارة المرور بالمحافظة لقي حتفه ب 7 رصاصات اطلقها عليه مجهولان مسلحان يستقلان دراجة بخارية أثناء وقوفه في خدمة أمنية بسيارة الشرطة بمنطقة الجولف بشارع محمد علي بعد عصر أمس الأول وفرا هاربين فيما صرحت النيابة في وقت سابق وبعد معاينة مسرح الجريمة بدفن جثمان الضابط الشهيد بعد توقيع الطبيب الشرعي الكشف عليه لتحديد سبب ما به من اصابات أودت بحياته ووقت حدوثها. وأكد شهود العيان في اقوالهم ان الضابط كان جالسا داخل سيارة الشرطة بجانب سائقها الجندي اثناء توقفها علي مقربة من منطقة الاستثمار فوجئوا بشخصين ملثمين يستقلان دراجة نارية يقتربان بسرعة من سيارة الشرطة ويقوم احدهما باطلاق الأعيرة النارية بكثافة علي الضابط داخل السيارة ثم يلوذان بالفرار بعد استيلائهما علي مسدسه الميري. لحظة محاولة الضابط الخروج إليهما من سيارته حيث استقل أحدهما سيارة أجرة كانت بانتظاره علي بعد أمتار بينما واصل الآخر انطلاقه بالدراجة البخارية فيما سقط الضابط علي الأرض مدرجا في دمائه وسط ذهول الجميع لعنصر المفاجأة التي لم تستغرق سوي لحظات. أضافوا انهم شاهدوا الدماء الغزيرة تندفع من رأس الضابط وصدره حتي وصل رجال الشرطة مسرعين إلي مكان الحادث . وعلي الجانب الآخر جاءت نتائج التحريات الأولية حول الحادث مطابقة لأقوال الشهود إلي حد كبير مؤكدة ان الجناة كانا يتمركزان بدراجتهما بجوار أحد محلات السوبرماركت بمنطقة أبراج الجولف بشارع محمد علي وبعد وصول الضابط بسيارة الشرطة إلي المكان لمراقبة الحالة الأمنية والمرورية أطلق عليه الرصاص. وفي سياق متصل لم تسمح حالة المجند الذي كان برفقة الضابط الشهيد وقت الحادث باستجوابه حتي الآن لاصابته بانهيار عصبي شديد كما لم تسمح حالة الضابط الملازم أول أحمد فهمي زميل الرائد سيد والذي كان سيحل محله قبل وقوع الحادث بدقائق بأخذ اقواله ومشاهدته فور وصوله لمكان الجريمة بسبب حالة الانهيار العصبي التي فاجأته هوالآخر فور وصوله إلي مكان الحادث والذي كان من الممكن ان يكون بديلا للرائد سيف في الاستهداف. نجا من واحدة.. ليسقط في الأخري يشار إلي أن الرائد فادي سيف الدين كان القدر قد كتب له عمرا اثر نجاته من محاولة ارهابية فاشلة منذ ما يقرب من 6 أشهر حين تعرض لحادث اغتيال مشابه مساء الجمعة الأخيرة من شهر أغسطس الماضي عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة حيث قام مجهولون ملثمون ايضا من انصار المعزول باستهدافه لحظة خروجه من ادارة المرور في التاسعة مساء مستغلين ظلام المكان في التعدي عليه بطلقات لم تصبه فمزقوه بالأسلحة البيضاء بعدما فشلوا في الاستيلاء علي سلاحه الميري وفروا هاربين بعدما احدثوا به العديد من الاصابات نقل علي أثرها إلي المستشفي العسكري ببورسعيد لتلقي العلاج . جنازة حاشدة للشهيد في بورسعيد شيعت جماهير حاشدة أمس جثمان الشهيد الرائد فادي سيف أحد ضباط إدارة المرور والذي لقي مصرعه عصر أمس إثر استهدافه بطلقات نارية من قبل مجهولين. تقدم مراسم الجنازة محافظ بورسعيد اللواء سماح قنديل ومدير الأمن اللواء محمد الشرقاوي ومدير إدارة المرور اللواء محمد حنفي ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية بالمحافظة وسط هتافات حشود المواطنين المشاركين في تشييع جثمان الفقيد. وأكد مصدر بالطب الشرعي بعد مناظرة الجثمان أن سبب الوفاة نتج عن استهداف الضابط بطلقتين في الرأس وثالثة سطحية استقرت أسفل الرقبة وقال: إن الوفاة نتجت عن نزيف حاد بالمخ بسبب الإصابة.. يذكر أن الفقيد كان أحد الشهود في تحقيقات النيابة الخاصة بأحداث استاد بورسعيد - التي أسفرت عن مقتل 72 من جماهير ¢ألتراس أهلاوي¢- المتهم فيها مدير الأمن اللواء محمد سمك وقد واجه الشهيد مدير الأمن أمام النيابة بعلمه الكامل بخطورة إقامة مباراة كرة القدم بين نادي ¢المصري¢ البورسعيدي والأهلي وإصراره علي إقامتها.