تباينت الآراء حول مسرح 2013. ولكن الملفت للنظر انعدام جدوي مسرح هذا العام وعلي كل المستويات الفنية والفكرية. وما يتعلق بالصورة المسرحية والطرح الفكري ورغم زخم العروض. إلا أن الوضع والحالة كما هي من حيث تدني المستوي وتحصيل الحاصل والعروض تبدو متشابهة. انتقادية تقترب من مفهوم وشكل الاسكتش وليس المسرح الحقيقي.. حول هذه الإشكالية كان هذا التحقيق. يقول الدكتور أحمد سخسوخ العميد الأسبق للمعهد العالي للفنون المسرحية هو أسوأ عام مر علي المسرح المصري في تاريخه ربما منذ ثورة 1919 وهي الثورة التي وحدت جميع الفنانين ووضعت يد جورج أبيض في يد الشيخ سلامة حجازي. الهلال مع الصليب لتفجر عبقرية الجميع مناداة بالوطن وهي التي صنعت اسطورة الشيخ السيد درويش. إذا كانت 1929 تمثل نكسة اقتصادية في العالم كله فقد ازدهر المسرح المصري ثانية بعد ثورة 1952. لكن النكسة قصمت ظهرته كما أن الانتصار في 1973 أدخلنا في انفتاح اقتصادي علي أثر كامب ديفيد أدي إلي كثير من الكبوات التي نعانيها بالاضافة لتفعيل الرقابة التي بدأت مع الحملة الفرنسية ضد المواطن الوطن. أما الآن وبعد موجتي الثورة فإن المسرح أسوأ مما كان عليه قبل الثورة يأتي من يفعل الرقابة ضد الأعمال الجيدة مثل "بلقيس" مثلاً ويهاجم الإبداعات الحرة مثل "خلافي سري" ويعيد إنتاج بروجرام ما قبل الثورة مما ينفصل عن الجماهير وتخلو المسارح من البشر وتصبح تكلفة الأعمال المسرحية التي لا يراها أحد هي إهدار للمال العام ولا يعرف المسئولون أن مزاج وزائقة المتفرج قد تغيرت بعد ممارسته للثورة ولا يوجد تخطيط علمي لا توجد مسارح آدمية. لا يوجد مسئولون يعرفون أهمية المسرح ولذا فنحن في أكبر نكسة ابداعية. ويقول الدكتور أحمد حلاوة الممثل والمؤلف والمخرج المسرحي وأستاذ التمثيل بجامعة حلوان: نحن نعيش في مرحلة اهتزاز كاملة. وعدم استقرار وتوتر وغيوم ولا أحد يعرف ما المصير غداً ومع هذا أدعو الله أن تكون هذه المرحلة مخاضاً يتولد عنه شيء مفيدوما نأمل فيه بالخير وحال التواجد الأمني الفعال سيولد الاستقرار. أما حال المسرح فهو من حال البلد والتغيرات الكثيرة للقيادات أحدث بلبلة وسوء إدارة بالاضافة إلي المستوي الاقتصادي المتدني وما يقدم من عروض هي عروض "هجص" عروض لم تنتج من أرض خصبة ولم يوجد عرض جيد من وجهة نظري والسؤال هذه السلعة نقدمها لمن وأين ومتي وهل هناك أمان وعلي الجانب الآخر الناس متعطشة للمسرح. لكن أين هو المسرح؟ ويقول المخرج القدير عبدالرحمن الشافعي : هذا العام لا يوجد حصاد مسرحي وكان الله في عون الجميع لأنه يبدو أن الأرض قد جفت ينابيعها فلا إبداع مسرحي سوي عرض يتم هو "طقوس الموت والحياة" بمسرح الطليعة في قاعة صلاح عبدالصبور لشاب واعد هو المخرج مازن الغرباوي. أما باقي العروض فهي بلا جدوي ويبدو أن الخماسين التي تمر بالمجتمع المصري قد أصابت المسرح أيضا بلعنة التجريف. والأمل في العام القادم أن يكون عام خير علي مصر والمصريين. ويقول المخرج الكبير عبدالغني زكي : لا يوجد مسرح في مصر الآن فإذا قيل لي إن هناك مسرحاً تابعاً للدولة. أقول له أين الضلع الهام والأساسي للعرض المسرحي وهو الجمهور. وإذا كانت هناك عروض بلا جماهير فهي فاقدة للشرعية المسرحية. وكيف يأتي الجمهور للمسرح. فلابد أن يكون علي رأس قيادتها أناس ذو خبرة وتجربة مسرحية عريضة تمكنهم من فهم أسرار العملية المسرحية ويعرفون ماذا يقدمون حتي يأتي الجمهور إليهم وتستكمل عناصر العرض المسرحي. لأن من يختار من المحتمل أن يكون اختياراته لحسابات أخري غير الحسابات الفنية المطلوبة لاختيار العرض المسرحي الجماهيري وهناك سبب آخر فالقائمون بالعملية الفنية ليس لديهم الحس الذي يجب أن يكون عند الفنان لعمل ما يمكن لجذب الجماهير ويجب أن يكون في عقل من يضع الخطة المسرحية أن يقدم ما يهم الناس بصدق فكري وفني وأن يكون لديه من الثقافة العامة والثقافة المسرحية والخبرة العملية لفنون المسرح حتي يمكن أن يضع خطة تجذب ولا تنفر.