* مصر احتفلت باليوم العالمي للمسرح بالتزامن مع الاحتفال بداية الاحتفال به في باريس * فتحية العسال: شاركت علي مدار سنوات في الاحتفال باليوم العالمي للمسرح ولا يمكن أن نفصل تدهور حال المسرح بتدهور الوضع العام في مصر * د. أحمد سخسوخ: تجاهل المسرحيون في مصر للاحتفال بهذا اليوم كارثة ومصيبة كتب- أحمد سلطان: يحتقل محبي المسرح في العالم في السابع و العشرين من شهر مارس من كل عام باليوم العالمي للمسرح، حيث ولد اليوم العالمي للمسرح إثر مقترح قدمه رئيس المعهد الفنلندى للمسرح والناقد والشاعر والمخرج أرفي كيفيما إلى منظمة اليونسكو في يونيو عام 1961. وجرى الاحتفال الأول في السابع والعشرين من مارس عام 1962، في باريس تزامناً مع افتتاح مسرح الأمم، وتم الاتفاق على تقليد سنوي يتمثل بأن تكتب إحدى الشخصيات المسرحية البارزة في العالم، بتكليف من المعهد الدولي للمسرح، رسالةً دوليةً تترجم إلى أكثر من عشرين لغة، وتعمم إلى جميع مسارح العالم،حيث تقرأ خلال الاحتفالات المقامة ضمن هذه المناسبة، وتنشر في وسائل الإعلام المسموعة والمرئية، وتقرأ أمام الجمهور قبل بدء العروض المسرحية في جميع أنحاء العالم. وكان الكاتب الفرنسي جان كوكتو أول شخصية اختيرت لهذا الغرض في احتفال العام الأول بباريس،وتوالى على كتابتها منذ ذلك العام شخصيات مسرحية من مختلف دول العالم، منها أرثر ميلر، لورنس أوليفيه، بيتر بروك، بابلو نيرودا،يوجين يونسكو، سعد الله ونوس، فتحية العسال، و فيكتور هوجو. بينما يحتفل العالم باليوم العالمي للمسرح تجاهل المسرحيون في مصر سواء في مسرح الدولة أو في المسرح المستقل، أقامة أي عروض فنية أو أي مظاهر للاحتفال بهذا اليوم،وقد أرجع البعض سبب تراجع المسرحيون عن الاحتفال بسبب الظروف التي تمر بها مصر وبسبب التدهور العام في حال المسرح المصري. حيث صرح المخرج المسرحي هاني المتناوي للبديل، أن المسرح المستقل لن يقيم هو الاخر أي احتفال بهذه المناسبة، وأوضح أن المسرحيين اعتادو أن يحتفلو بهذا اليوم في مسرح الهناجر بينما هذا العام لازال المسرحيون المستقلون مشغولون بالثورة وبالأحداث السياسية الجارية فهم متواجدون دائما في الشارع، بالإضافة إلى أن المسرحيين المستقلين لم يعد لهم وجود داخل الهناجر ولا أي مسرح آخر من مسارح الدولة التي اغلقت ابوابها في وجه المستقلين لحساب فرق البيت الفني للمسرح، الي جانب التضييق الذي يمارسه أصحاب المسارح الأخرى وهي قليلة جدا. بينما قال د.أحمد سخسوخ استاذ بمعهد الفنون المسرحية للبديل، أن هذا اليوم يعتبر عيدا للمسرحيين حيث تحتفل كل دول العالم به من خلال اقامة العروض المسرحية في مختلف المسارح والشوارع، كما تعقد المؤتمرات والندوات للمتخصيين في علوم وفنون المسرح لبحث طرق النهوض به ،كما تفتح المسارح أبوابها للجمهور مجانا. وتجاهل الاحتفال بهذا اليوم في مصر من جانب المسرحيين يعتبر كارثة ومصيبة، فكل المسارح مغلقة ولا يوجد أي تنويه عن هذه المناسبة الذي من المفترض أن تشهدها المسارح خصوصاً بعد الثورة، بينما أخذ المسرح منحى أكثر انحدارا بعد الثورة، وذلك لاستمرار سيطرة رجال النظام القديم على كل الهيئات الفنية وهم يعملون بكل طاقاتهم ليدفعونا للندم والحسرة على ايام المخلوع رغم انه حتي في أيامه لم يكن هناك احتفالات تليق بقيمة هذا اليوم ولا بقيمة المسرح ، ولكن علي الأقل كان يتم التنويه عن الاحتفال بهذا اليوم من خلال مقالة أو ندوة او عرض مسرحي ،لكن الآن أصبحت الحالة المسرحية ف” ميته” لذا لابد من تطهير كامل لكل الهيئات من رجال النظام السابق وليس المسرح فقط. بينما قالت الكاتبة فتحية العسال للبديل، أنها شاركت لسنوات عديدة في هذه الاحتفالية، واشارت الي أن تجاهل الدولة الاحتفال بهذه المناسبة هو أمر مؤسف جدا ،فالمسرح يندثر كل يوم أكثر وأكثر، ايضا لا يمكن أن نغفل الأحداث التي تمر ها مصر الآن، والوضع العام كله في مصر أصابني بالاحباط لدرجة جعلتني امتنع عن الكتابة أو حضور أي عرض نتيجة لحال المسرح المتدهور، فالوضع كله يتجه من سييء الي أسوء، ولا يمكن فصل حال المسرح عن الحالة السياسية أو الاقتصادية للبلاد، ونحن كمسرحيون نتمنى النهوض بحال المسرح على يد الشاب ناصر عبد المعنم الذي تولي مؤخراً رئاسة البيت الفني للمسرح ونناشده أن يعمل على هذا الأمر. كما حاولت البديل الاتصال بناصر عبد المنعم رئيس البيت الفني للمسرح لكنه لم يجيب، فيما صرحت المسؤلة الإعلامية للبيت الفني للمسرح أن البيت لن يقيم أي احتفالات بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، بسبب انشغال فرق البيت الفني للمسرح وقاعاته بتجهيز عروض جديدة قادمة.