قفزت فواتير مكالمات المصريين في عام 2013 إلي 38 مليار جنيه بزيادة مليار جنيه عن عام 2012 والتي سجلت خلاله 37 مليار جنيه وتشمل الفواتير السنوية مكالمات المحمول والأرضي والانترنت. تباينت ردود الأفعال بين خبراء الاقتصاد والاتصالات حول فواتير ..2013 ففي حين اعتبرها خبراء الاقتصاد والمال مرتفعة للغاية وتتسم بالمغالاة والمبالغة نظر إليها خبراء الاتصالات علي أنها واقعية ومنطقية وتتوافق مع الإسراف المفرط للمصريين في استخدام شبكات الاتصالات وخاصة خدمات الإنترنت. "الجمهورية" رصدت ردود أفعال الخبراء حول فواتير مكالمات المصريين هذا العام. معاكسات وحكايات د. حمدي عبدالعظيم رئيس أكاديمية السادات الأسبق وخبير الاقتصاد قال إن أرقام الفواتير لا تتفق مع الأولويات في هذه المرحلة وتشير إلي إسراف الشعب المصري في إجراء مكالمات وبصفة خاصة عبر شبكات المحمول وأيضاً الدخول علي شبكة المعلومات الدولية "الإنترنت" مشيراً إلي أن المصريين لم يعرفوا بعد ثقافة الترشيد في استخدام التليفون بل علي العكس يسرفون في سرد الروايات والحكايات فضلا عن المعاكسات وكلها تضيع الوقت وتهدر الأموال.. حتي الاطفال الصغار يحملون الآن في أيديهم أجهزة تليفون محمول. قال د. حمدي عبدالعظيم إن هذه الفواتير المرتفعة تعبر عن إسراف وتبذير وتساءل: كيف يدفع المصريون 38 مليار جنيه فواتير مكالمات بينما يصل العجز في موازنة الدولة إلي 240 مليار جنيه بالاضافة إلي انخفاض قياس في معدل النمو وتزايد معدلات البطالة بين الشباب؟ أرجع د. عبدالعظيم ارتفاع الفواتير إلي انتشار أجهزة المحمول بكثافة في يد المواطنين وانخفاض تكلفة الأجهزة والخطوط والمكالمات وهو إسراف غير عادي ولا أجد له تبريراً.. وهذا السلوك مرتبط بطبيعة الانفاق لدي المصريين وبدلا من إنفاق هذه المليارات في أمور استهلاكية تضر ولا تنفع كان أجدر بالمصريين ان يستثمروا هذه المبالغ الطائلة في أشياء ومشروعات مفيدة. أضاف د. حمدي العظيم أنه كان يتمني أن توجه هذه المبالغ في مجالات استثمار مفيدة توفر فرص عمل للشباب من خلال اقامة مشروعات صغيرةتعود علي المجتمع بالفائدة. فراغ قاتل وقال د. عبدالرحمن الصاوي أستاذ هندسة الاتصالات بجامعة حلوان ان المصريين يبدو أنهم يعانون من الفراغ وقرروا أن يشغلوا أنفسهم بالثرثرة في التليفونات مؤكداً أن أغلب هذه الفواتير تتعلق بخدمات الإنترنت ونقل البيانات والتي تتزايد بصورة كاسحة خلال السنوات القليلة الماضية يقابله تراجع واضح في خدمات الصوت التقليدية وخاصة عبر شبكة التليفون الأرضي. قال د. الصاوي إن استخدام الناس للإنترنت في تزايد مستمر يوماً بعد يوم سواء عبر الأرض أو التليفون اللاسلكي والمحمول مشيراً إلي أن وصول فواتير المكالمات إلي هذا الرقم شيء طبيعي.. وقال إن فواتير الأرض في تراجع ملحوظة ولابد للشركة الوطنية من البحث عن حلول مبتكرة وعملية للتغلب علي هذه الأزمة وحتي في حالة حصولها علي رخصة محمول فإنها ليست كافية ولابد من حلول أخري.. فالمحمود وحده لن ينقذ المصرية للاتصالات فهي حاجة إلي معجزة. مؤشرات إيجابية أما المهندس محمد النواوي الرئيس التنفيذي للمصرية للاتصالات فقال إن الأرقام الرسمية لفواتير مكالمات المصريين تحمل مؤشرات إيجابية تؤكد أن سوق الاتصالات المصري مازال واعداً ولم يصل بعد إلي مرحلة التشبع. وفجر المهندس النواوي مفاجأة مدوية عندما قال إن تقارير ودراسات جهاز تنظيم الاتصالات تتوقع الوصول بهذه الأرقام إلي 100 مليار جنيه خلال خمس سنوات علي الأكثر في ظل النمو المتزايد لخدمات نقل البيانات ودخول المصرية للاتصالات إلي سوق المحمول واستعداد مصر للدخول في عالم الجيل الرابع الذي ينتظر دخوله خير التنفيذ أواخر 2014 وأوائل .2015 وقال المهندس النواوي إن دخول المصرية للاتصالات سوق المحمول سوف يضيف 6 ملايين مشترك جديد خلال ستة أشهد حيث نقدم باقات وعروضاً جذابة تشد اهتمام شريحة كبيرة من ملايين المصريين.. مشيراً إلي تقديم فاتورة مجمعة تشمل خدمات الأرضي والمحمول والانترنت فضلا عن الربط بين أرقام المحمول والأرضي تيسيراً علي الجمهور.