ظلت الأديان في مصر من عوامل وحدتها ولم تكن يوما سببا للفرقة بين أبنائها نظرا لحياة كل المصريين علي أختلاف ديانتهم وسط نفس الظروف والمشاركة في نفس الهموم وتبرز هذه الوحدة بشكل أكبر عند تعرض البلاد لتهديد خارجي أو محاولة دولة إستعمارية أو جماعة متطرفة استغلال الدين سياسيا لضرب الوحدة الوطنية وبقيت الأديان في سماحتها المظلة التي تجمع المصريين رغم اختلاف طبقاتهم الاجتماعية والاقتصادية. الدكتورة آمنة نصير استاذ الفلسفة الاسلامية والعقيدة بجامعة الأزهر تقول: لم يتفرق المصريون يوما بسبب الدين رغم محاولة بعض الجماعات التي تطلق علي نفسها اسلامية والاسلام منها برئ تمزيق النسيج المصري الواحد واشاعة الفرقة بين طوائف الشعب المصري لاغراض سياسية خبيثة تدعمها قوي خارجية واقليمية تريد اشاعة الفوضي بمصر من أجل مخططات التقسيم وتحويلها إلي دويلات صغيرة حسب الدين والعرق يسهل السيطرة عليها لتحقيق أجندات خارجية كما حدث في بعض الدول المجاورة التي انهكتها الصراعات الطائفية والمذهبية ويفتح الباب امام التدخلات الخارجية لحماية الاقليات المضطهده وتحاول هذه الجماعات المتطرفة فكريا اللجوء للعنف لإشاعة الفوضي والهلع بالرغم من أن الاسلام قد نهي عن ترويع الأمنين. التعايش السلمي ويضيف الشيخ عبدالحميد الاطرش "أمين عام مجمع البحوث الاسلامية ورئيس لجنة الفتوي الاسبق" الاسلام يدعو إلي السماحة والتعايش السلمي بين ابناء الوطن الواحد لا فرق بين مسلم وغير مسلم بعض الجماعات استغلت تدين الشعب المصري بطبعه وشغفهم بالدين إلي محاولة زرع الفتنة لشق وحدة الصف وتقسيم المصرين إلي مسلم ومسيحي بل تقسيم المسلمين إلي سني وشيعي والتحريض علي قتلهم كما حدث في قتل من ينتمون للمذهب الشيعي بقرية زاوية أبومسلم بالجيزة وذلك بهدف تحقيق مآربهم الشخصية وتنفيذ مخطط استعماري يدمر هذا البلد الآمن ولو ان هؤلاء يعلمون عن الاسلام شيئا ما اساءوا إلي مصر وقدموا المصلحة العامة فوق مصالحهم الشخصية واغراضهم الدنيئة فالاسلام لا يدعوا إلي عنف لا مع مسلم ولا غير مسلم وذلك استنادا لقوله تعالي "لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين" ويجب الأنتباه إلي الجيل الجديد من الحروب التي تعمل إلي تدمير الدول ذاتيا من الداخل دون اللجوء إلي القوة العسكرية باشاعة الفوضي والفتن لدفعها إلي حروب أهلية.