الكاتب المسرحي الكبير مدحت يوسف المدير الاسبق للمسرح الكوميدي وصاحب الأعمال المتميزة في المسرح بعامة والكوميديا بخاصة ومن أهم أعماله: "إمسك حكومة" إخراج جلال الشرقاوي "وصورة ملهاش أصل" إخراج السيد راضي و"موعد مع الوزير" إخراج نبيل الهجرسي وبطولة: سمير غانم واسعاد يوسف و"مين ضحك علي مين" بطولة هدي سلطان وإخراج عبدالغني زكي ولنفس المخرج "الغلبان" بطولة: حسن يوسف ودلال عبدالعزيز وعبدالله فرغلي و"زواج رميا بالرصاص" إخراج عادل صادق وبطولة: حسن حسني ويوسف شعبان و"حلو وكداب" إخراج محسن حلمي وبطولة أشرف عبدالباقي ولمسرح الطليعة "أبوالهول يبكي سرا" إخراج هشام عطوة وغيرها. بالإضافة لأعمال التليفزيون والسينما.. مدحت يوسف يقدم تصوره لحالة المسرح المصري الآن وفي هذه الظروف المغايرة ومن خلال هذا الحوار: * ما الذي يوجعك الآن من المسرح؟ ** قال الكاتب المسرحي الكبير مدحت يوسف: كان من المعتقد بعد قيام الثورة إن يتغير حال المسرح الذي كنا نعاني من تدهوره في الحقبتين الماضيتين. لكننا فوجئنا أنه بدلا من أن يساهم المسرح في تصعيد الثورة وبالتالي التغيير فوجئنا أن المسرح ظل مستسلما للحالة التي كان عليها من ضعف وترهل وعدم الخوض فيما هو جديد. هذا بالإضافة إلي إغلاق الدوائر التي لا تسمح باختراق أي فكر جديد سواء من ناحية الكتابة أو الإخراج أو الديكور وخلافه. فلازالت تلك الدوائر المترهلة تمنع أي موهبة جديدة من الاقتراب. ولذلك تيبثت عظام المسرح وتجمدت دماؤه إلي الدرجة التي جعلتنا نقترب من حالة اليأس. فلازالت الوجوه كما هي والمنظومة الإدارية في مسرح الدولة كما كانت منذ عشرين عاما مضت فكيف يتغير حال المسرح والحالة العامة لم تتغير لا بقيام ثورة ولا بأمل في قيام ثورة جديدة ففي الوقت الذي نجد فيه المسرح يشارك ويؤثر في قيام الثورات في بلدان العالم سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية أو فنية نري المسرح هنا وقد خضع لموروثات الماضي وظل متفرجا ومشاهدا غبيا للمتغيرات التي أحدثتها الثورة في كل المجالات والأمل في تغيير الوجوه والشخوص والسماح بالتدفق من خلال الدماء الجديدة إلي شرايين المسرح الميت اكلينيكيا في غرفة الانعاش وبدون ذلك فلا أمل للخروج من حالة الثبات الأسود للفن عموما. * والمسرحيون أين دورهم في تدهور حالة المسرح؟ ** قال: المسرحيون لا يجدوا ما يشجعهم علي بذل المزيد من الجهد في الاطلاع علي أحدث تقنيات المسرح فأخذوا يتداولون الأشكال القديمة وكأنها ثوابت لا تتغير وانعدمت لديهم الرغبة أو الجرأة في اقتحام عوالم جديدة تساير ركب الحضارة في العالم كله فأثروا أن يدوروا في أفلاك ما عادت تلبي احتياجات المجتمع وتؤثر علي طموحات الأجيال الجديدة المنعقد عليها الأمل في الخروج بنا من تلك الأفلاك فلازلنا نري الفنان الموظف. والكاتب الأرزقي والمخرج المقلد وقس علي هذا المنوال في كل عناصر الفعل المسرحي فكان لابد أن نصل إلي ما نحن فيه فمتي يقوم المسرح بثورته التي ننتظرها منذ عقود طويلة فالعيب كل العيب أن نعيش زهوة مسرحية في الستينيات أي منذ ما يقرب من نصف قرن وبعد نصف قرن تنحدر إلي هذه الهوة المسرحية نحن محتاجون أن يبعث كتاب مسرح زمن عبدالناصر في شخوص جديدة وكذلك مخرجي هذا العهد وكذلك مهندس الدكتور والاضاءة إلي آخره فمتي تبعث هذه الأرواح في دماء جديدة اليوم لنعيد عصر الزهوة المسرحي بدلا من عصر البلطجة المسرحية. * أنت تقول علي شباب المسرح وهم موجودون ومع ذلك هناك أزمة؟ ** قال مدحت يوسف: نعم بالفعل هم موجودون لكنهم في دوائر ضوء صغيرة لا نراهم من خلالها فلا عاد التليفزيون يسجل مسرحياتهم وهو الذي صنع نهضة المسرح في الستينيات ولا عادت هيئة المسرح تجوب بهم إلي ربوع مصر ليتعرفوا علي جمهورها ويبادلهم الجمهور معرفة وهذا ما يسمي بالانتشار ولا عادت الدولة تقدم لهم الحوافز المناسبة التي تشجعهم علي الابداع والاستمرار؟ فالمسرحية الناجحة كالفاشلة في عدد أيام عرضها وهذا شيء مضحك. فنحن نحكم علي الناجح المتيقظ بالنوم. مع أنه علي استعداد لأن يبقي في حالة اليقظة دائما وهذا معيار كفيل وأد أي عمل مسرحي فيه مواصفات النجاح. * والحل من وجهة نظرك في توفير خلطة النجاح؟ ** وقال مدحت يوسف: أنا أري الحل في حل البيت الفني للمسرح وأن يتولي التليفزيون لأنه الأمل الوحيد في انتشار ونهضة المسرح في إنشاء فرق مسرحية متنوعة يقوم بالهيمنة عليها واجباره علي المساهمة في انتشارها بعيدا عن الفنان الموظف فلتكن فرق مسرحية لكنها تعمل بنظام التعاقد وليس بنظام المرتب. * كان الأولي عودة مسرح التليفزيون؟ ** قال: مسرح التليفزيون كان فرقة واحدة إنما المقصود الآن أن تتعدد الفرق فتكون هناك فرقة لتقديم كلاسيكيات عالمية وأخري للمسرح الشعبي وثالثة للمسرح الكوميدي وهكذا المعني أن يقدم المسرح تحت منظومة التليفزيون. * هنا سنصطدم بأشكالية التسويق وليس كل ما يعرض بمسرح الدولة يمكن تسويقه وبخاصة المسرحيات السياسية؟ ** قال وهل تسوق مسرحيات البيت الفني للمسرح أنه حتي لا تدر دخل عمال المسرح. إذن عندما يتولي التليفزيون إنتاج هذه المسرحية وعرضها من خلال أموال الدعاية والإعلانات سيجني أضعاف تكلفته للمسرحية. وهنا فهو في غير حاجة للتسويق. * وماذا عن كتاباتك الجديدة للمسرح؟ ** قال أنا لا أكتب منذ عام حيث إنني في حالة صدة نفس منذ قيام الثورة وللحالة التي وصلت إليها مصر.