رغم السمعة الطيبة التي كان يتمتع بها الدواء المصري أصبحت الأدوية المستوردة والقادمة من دول الخليج بالذات أمل المرضي الشائع بين المرضي ان المادة الفعالة تفوق المصري بكثير ومضاعفاتها محدودة للغاية إذا قورنت بالمحلي. بينما يري الأطباء ان سمعة المصري مازالت طيبة والمادة الفعالة لا يمكن التلاعب بها وان إقبال المصريين علي المستورد والأجنبي تحركه "عقدة الخواجة". سحب الدواء المستورد البساط من المصري بعد تفضيل كثير من المرضي له بسبب المادة الفعالة والجودة والاختبارات. يقول رامي محمد أعمل بمركز أشعة واعتدنا أن نشتري الصبغات وألواح الباريوم المستوردة من الخارج لانها أفضل بكثير من مثيلتها المصرية التي لا تحقق الدقة المطلوبة في الأشعة. أما الأدوية المستوردة فهي أفضل بكثير وتحقق نتائج سريعة في الشفاء فهناك شخص كان مصاباً بكهرباء زائدة بالمخ وعرض علي طبيب مخ وأعصاب وكتب له دواء يقلل من كهرباء المخ ب 75 جنيها للمستورد أما المصري ب 12 جنيها فقط وظل يتناول المصري لمدة سنة ولم يحدث أي تحسن وعندما تناول المستورد تحسنت حالته بعد 3 أشهر فقط. عماد إبراهيم موظف يقول المضادات الحيوية أصبحت غير فعالة بالمرة خاصة التي يتم صرفها من التأمين الصحي فقد تناولت الجرعة أكثر من مرة لعلاج الأسنان وفي النهاية اضطررت لشراء نوع من الصيدلية كان له أثر جيد في إزالة المشكلة. ويضيف ماهر المصري مهندس ألماني من الضغط والسكر واشتري العلاج شهريا للأسف لا يوجد وجه للمقارنة بين المستورد والمصري حيث لم يستطع الدواء المصري أن يوازن الأدوية المستوردة في ضبط المادة الفعالة بسبب حرص الشركات المصرية علي تقديم الدواء للمستهلك بسعر معقول. علي الجانب الآخر يقول عبدالحليم محفوظ أعمل بالتأمين الصحي وألاحظ إقبال شديد من المرضي علي الأدوية والمهم هنا التشخيص السليم للمرض فبعض الأطباء يخطئون في تشخيص الحالة ويتم صرف أدوية لا تسبب الشفاء. يؤكد عمر عبدالهادي موظف ثقته في الأدوية المصرية قائلا تناولت علاجاً مصرياً "البنسلين" لمدة 5 سنوات من سن 16 سنة حتي سن 21 لاصابتي بالروماتيزم وبعد انتهاء فترة العلاج شفيت تماما من المرض كما أن هناك العديد من الشركات المصرية حققت نجاحا عالميا في هذا المجال. نهي سالم نائب مدير الصيدلية بمستشفي الشيخ زايد التخصصي الدواء المستورد بالفعل أفضل فعلي الرغم من ان المادة الفعالة واحدة إلا أن درجة النقاء وباقي مكونات المنتج تختلف كما أن الأعراض الجانبية ودرجة الامتصاص بالمعدة تختلف أيضا بالاضافة إلي أن المواد الداخلة في التصنيع والآلات والمعدات الحديثة بالدول المتقدمة واختبارات الرقابة علي الجودة تسهم جميعها في رفع كفاءة المنتج والتي لا تتوافر في المصانع المصرية لذلك تضطر لاستيراد المادة الفعالة من أماكن رخيصة بجودة أقل. يشاركها الرأي محمد أبوالعلا صيدلي في ان الدواء المستورد أكثر فاعلية من المصري ويؤكد الطبيب يكتب الدواء في الروشتة ولا يحدد المصري من المستورد و الأمر هنا يرجع للمريض ولمقدرته المادية فهناك نسبة 20% من الأدوية المصرية لها بديل مستورد وأغلبية المرضي يفضلون المستورد وخاصة مسكنات الألم والمضادات الحيوية ومستحضرات التجميل علي الرغم من ارتفاع سعرها الذي يصل أحيانا إلي ثلاثة أضعاف. د. علي محروس مدير مستشفي مدينة نصر للتأمين الصحي يشير إلي أن نوعية المادة الفعالة في الدواء المستورد وبديله المصري علميا واحدة ولكن تأثير المادة الفعالة يختلف من دولة متقدمة علميا وتكنولوجيا عن دولة أخري أقل تقدم فالمادة الخام التي يتم استيرادها من أمريكا وألمانيا يكون سعرها مرتفع جدا عن المادة الخام المستوردة من الكتلة الشرقية أو باكستان وبولندا والمجر مما يسبب ارتفاع جودة الدواء المستورد عن المصري علاوة علي التزام الشركات الأجنبية بمواصفات عالمية في شروط التخزين والتعبئة للمنتج مما يوجد فلروقا في التأثير والمواصفات والفاعلية بالاضافة إلي أن الدواء المستورد المصنع بالخارج يتكلف أموالا طائلة في استيراده لصعوبة توفير العملة الصعبة وارتفاع الجمارك وهذا ما يجعل سعره مرتفع جدا مقارنة بالبديل المصري. ويؤكد أن الأدوية المستوردة ليست أكثر فاعلية من الدواء المصري بعض الشركات المصرية تستورد المواد الخام من أمريكا ويقبل المرضي علي شرائه علي الرغم من ارتفاع ثمنه والمشكلة تكمن في هوس المرضي بعقدة الخواجة وان كل ما يستورد من الخارج بالتأكيد أفضل من المصري بالاضافة إلي عدم ثقة البعض في دواء التأمين الصحي فهناك 80ق من العلاج الذي تمنحه وزارة الصحة لمرضي التأمين الصحي وطني غير مستورد ويغطي 48 مليونا من الشعب المصري فكيف يقبل المرضي علي استخدامه إذا كان لا يحقق فاعلية فمريض القلب مثلات إذا تناول دواء ليس له فاعلية فإن حالته تتدهور علي الفور كما ان العلاج مهما كان مفيدا فهو يحتوي علي "سموم" وله اثار جانبية وهناك نسبة بسيطة جدا لا تتعدي 15% من مرضي التأمين الصحي قادرون علي شراء الدواء من الصيدليات الخارجية. ويري محمد الهوبي مدير مستشفي الشيخ زايد التخصصي لا نستطيع تعميم بعض الأدوية المستوردة نتائجها تفوق البديل والمصري وعلي العكس كثير من الأدوية المصرية تعادل الأجنبية وتتفوق عليها والأمر يرجع للشركات فنحن لا نملك القدرة علي تصنيع المستحضر الأجنبي ولكننا نستورده ونصنع المنتج النهائي ولكن أهم ميزة ان الدواء المصري مدعوم من الحكومة لتخفيف العبء علي المريض وجعل الدواء في متناول الجميع.