شهدت الأسواق الدوائية مؤخراً نقصاً حاداً في بعض المجموعات وبعض المصانع مهددة بالإغلاق بسبب نزيف الخسائإ وزارة الصحة من جانبها تنفي وجود نقص في الادوية مؤكدة انها أزمة مفتعلة مما دفع البعض التقدم ببلاغ للنائب العام ضد الوزارة والعاملين بقطاع الصيدلة يتهمهم بالتقصير في أداء وظائفهم. الخبراء ارجعوا أزمة الدواء إلي السياسات العشوائية التي تتبعها الوزارة والبعض إلي ارجعها لارتفاع سعر الدولار والبعض كشف عن سياسات التعطيش ابتهجيهاً الشركات الكبري لرفع أسعار الأدوية. 270 صنفاً مؤخراً أشارت نقابة الصيادلة في بيان أن الدواء يشهد أزمة كبيرة فلاول مرة تخفي عائلات من الأدوية وبدائلها مشيرة إلي أن أكثر من 270 صنفاً اختفت الأدوية والأمبولات الحيوية التي تستخدم لانقاذ حياة المرضي أثناء العمليات الجراحية غير موجودة. وأمبولات صبغة الاشعات وحقن الترجيع وقطرات الأنف وغيرها.. وعلي المستوي الرسمي اعترفت وزارة الصحة في النشرة الدورية وجود نقص في 76 صنفاً دوائياً وأعلنت عن البدائل المتوفرة لبعض النواقص. في البداية يقول الحاج أحمد أبوهاشم من مدينة بنها ابحث عن دواء لوالدتي التي تبلغ من العمر 80% عاماً منذ عدة أشهر "مينرين أسبرين" لعلاج التبول اللاإرادي وبعد معاناة أجده في بنها للقاهرة لاستكمال البحث دون جدوي وللأسف لا يوجد له بديل نهائياً وسعره 115 جنيها. محمد عبدالرحيم يؤكد اختفاء أدوية الضغط نهائياً وأن الموجود حالياً بالسوق هو "كونكور" كبديل فقط كما اختفت فيتامينات الأطفال تريزوركس فورت فاتح شهية ومقوي عام وأدوية القولون بروتوفكس ونورجيسيك مسكن آلام العظام وارتخاء العضلات. عفاف قاسم التي تعاني من تصلب شرايين القلب وتحصل علي داكتن 25 ونظراً لعدم توافره قرر الطبيب المعالج صرف البديل داكتن 100 وللأسف سبب آثاراً جانبية زيادة في ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم. دكتور عمرو توفيق صيدلي إن هناك نقصاً كبيراً في العديد من الأدوية مثل الالبومين وأدوية القلب ومنها مونوماك دي بو وأسبرين بروتكت للسيولة وحبوب نصار ومينا لاكس ملين. أغلب الادوية لا توجد لها بدائل وخاصة أدوية القلب والسيولة وحتي إذا توفر البديل المرضي لا يوافقون عليه ويرجع النقص الشديد في الأدوية إلي أن هناك أكثر من 15 شركة أغلقت في مجال الصناعات الدوائية. ويشكو محسن محمد من ارتفاع اسعار الدواء البديل للأدوية الناقصة بالصيدليات التي يفوق سعرها ال 200 جنيه بسبب استغلال بعض الشركات. وتضنيف الدكتورة نيفين عادل أن الأدوية الحيوية ناقصة ولا بديل لها كعقار أزيكس أمبول لعلاج حالات الضغط المرتفع. وهيومن ألبومين لمرضي الكبد. وعقار سو ليوكورتيف أمبول لعلاج أزمات الربو الحادة وحساسية الصدر. وكذلك هناك نقص حاد في عقار سلاتسيل للأمراض النفسية. ومن الأدوية التي تشهد نقصاً شديداً أيضاً عقار سوريستريت والذي يتم استخدامه لمرضي الفشل الكلوي المصاحب لارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم. وكذلك الأنسولين المدعم وبعض ألبان الأطفال وبعض عقاقير علاج الكبد وهي "هيباماكس هيباماكس بلس وإنترفيرون لمرض الاتهاب الكبدي. الدكتور مجدي علبة رئيس غرفة الصناعات الدوائية باتحاد الصناعات ينفي أن تقوم شركات الأدوية بوقف انتاج الادوية عمدا كما يقول البعض ولكن هناك مشاكل كثيرة تمر بها شركات الأدوية تجبرها علي هذا منها مشاكل اقتصادية وسياسية. تحالفات ومصالح الدكتور محمود فؤاد مدير المركز المصري للحق في الدواء أن المركز المصري رصد ارتفاع عدد الاصناف غير الموجودة والتي توقف انتاجها بما يزيد علي 300 صنف فسوق الدواء بلا ضوابط لتسعير الادوية لعدم وجود هيئة مختصه بذلك الأمر والموجود حالياً هو لجنة مشكلة من وزارة الصحة موضحاً أن مصر تحتاج إلي نظام تسعيري عادل يراعي قيمة المتغيرات في العملة والتكلفة وهامش الربح بالإضافة إلي مراعاة مصلحة المريض خاصة أن سعر الدواء في مصر يساوي 70% من أسعار الدواء في الدول الاخري المجاورة وأن استمرار السياسات الخاطئة المتبعة في ملف الدواء ستؤدي إلي تفاقم الأزمة حيث بدأت عدد من الشركات بوقف كامل انتاجها من الادوية لزيادة الضغوط علي وزارة الصحة لرفع الاسعار والوزارة هنا تقف موقف المتفرج فلا توجد آليه لمحاسبة هذه الشركات التي بلغ جمله إيقاف تصنيع المنتجات إلي حوالي 500 منتج غير موجود بالاسواق نحو 70% من هذه المنتجات اقل من خمسة جنيهات. فالخطورة ليست في ارتفاع السعر بل تكمن في الكمية المتاحة للشركات المصنعة من المواد الخام والمواد الداخلة في الصناعة والتي تؤثر بالضرورة علي سعر الدواء المطروح للمستهلك. وقد رصد المركز المصري للحق في الدواء عن وجود تحالفات مصلحية وتحركات خفية لعدد من الشركات الاجنبية العاملة في مصر واتفاقها علي الضغط علي وزارة الصحة المصرية لتحريك اسعار 100 صنف دواء لهم اهمية قصوي لحياة المصريين مثل ادوية الضغط العالي القلب الذبحة الصدرية السكر. ويضيف فؤاد أكثر من 70% من مستشفيات وزارة الصحة والتي يتردد عليها ما يقرب من 30 مليون مواطن تعاني من نقص الأدوية الخاصة بالطوارئ في المستشفيات وزارة الصحة من اهمها إيفدرين حقن. أتروبين حقن. سكسينيل كولين حقن. هيبارين. تستخدم في إذابة الجلطة وأثناء الغسيل الكلوي وأدوية خاصة بالجلطات القلبية والدماغية والقئ الدموي وهبوط القلب المفاجئ والمغص الكلوي بالإضافة إلي مخدر العمليات وخيوط الجراحة والأزمات التنفسية وارتفاع ضغط الدم المفاجئ مثل مخدر "أليدوكايين" الذي يستخدم في العناية المركزة.