عكست مناقشات لجنة الخمسين حول اعداد الدستور الجديد خلافات حادة ما بين القوي السياسية والمجتمعية الممثلة فيها. وهذه ظاهرة صحية اذا أسفرت عن توافق يقدم للشعب دستورا يقبله اذا كان ملبيا لمطالب ثورتي 25 يناير و30 يونيو.. ولكن بعض هذه الخلافات تتجاوز صياغة واقرار الدستور الي محاولة بعض هذه القوي إحراز مكاسب سياسية أو فئوية تمهد الأرض المناسبة لها للفوز بأكبر نصيب ممكن في الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة. تتحمل لجنة الخمسين بانجازاتها وإخفاقاتها مسئولية خطيرة أمام الشعب المتلهف علي دستور يليق بتضحياته الجسيمة بالأرواح والدماء والمال منذ ان ثار مطالبا بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. ان الشعب الذي رفض دستور الفجر الذي طبخه الأخوان لن يقبل بدستور الخمسين اذا انتقص من مكاسبه التي أحرزها بنضاله الطويل ولم يقدم له مزيدا من المكاسب المتكافئة مع تضحياته من أجل غد أفضل لمصر والمصريين.