رسالة

تكنولوجيا المعلومات

استيقظ المصريون فجر أمس علي كارثة مروعة جديدة في ملف السكك الحديدية الكارثي وحوادث تصادم القطارات التي تدمي القلوب وتخلف وراءها قتلي وجرحي ومعاقين.. قطار بضائع اصطدم بسيارتي نقل وميني باص عند مزلقان الكيلو 25 خط الواحات وكالعادة تسببت المزلقانات المفتوحة والتي تدار بصورة عشوائية في حادث التصادم المروع وراح عشرات الأبرياء ضحايا للإهمال والعشوائية و التخبط وهي سمات أساسية لمرفق حيوي وعريق ينقل ملايين الركاب يوميا اسمه سكك حديد مصر.. وحادث دهشور الفيوم لن يكون الأخير وسنظل ندور في فلك التصادمات الدامية إلي أن يفيق المسئولون عن المرفق الحيوي ويبدأوا فورا في تنفيذ مخطط متكامل لميكنة منظومة العمل في السكك الحديدية من قطارات وإشارات ومزلقانات ومحطات وأرصفة باستخدام تكنولوجيا المعلومات بحيث يتم كل شيء داخل السكة الحديد إلكترونيا دون أي تدخل للعنصر البشري.
ومشروع تطوير السكة الحديد قديم حديث في آن واحد وسبق طرحه منذ سنوات طويلة وبدلا من أن تضعه حكومات مصر المتعاقبة علي رأس أولوياتها لوقف إراقة الدماء الذكية علي قضبان السكك الحديدية. قررت الحكومة تلو الأخري تنحية هذا الملف جانبا بدعوي أن هناك أولويات أكثر أهمية يجب أن تحظي بالاهتمام.. وأتساءل: هل هناك أهم من دماء المصريين التي تسال بين الحين والآخر.. وكلنا نتذكر حوادث قطارات بشعة لا تفارق الذاكرة مثل كارثة احتراق قطار الصعيد الشهيرة.. وحادث مقتل 51 تلميذا وتلميذة بأسيوط وغيرها.
أقول.. آن الأوان لعودة ملف تطوير وميكنة السكك الحديدية وطرحه علي رأس أجندة الحكومة الحالية برئاسة الدكتور حازم الببلاوي إذا كانت تريد أن تثبت حقا بالفعل وليس بالكلام انها حكومة ثورة الشعب في 30 يونيو.. أظن أن الدكتور الببلاوي مطالب الآن بدعوة مجلس وزرائه إلي اجتماع عاجل وطارئ لبحث الخطوات التنفيذية لمشروع تحديث وتطوير الشبكة الحديدية باستخدام تكنولوجيا المعلومات وهناك أكثر من دراسة جاهزة للتطبيق فورا للأسف مازالت حبيسة الأدراج في مكتب وزير النقل منذ أكثر من عشر سنوات.. وأتمني أن يدعو رئيس الوزراء رجال الأعمال المصريين وخبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمشاركة في تنفيذ هذا المشروع القومي ولن يبخل أحد بجهده وفكره وماله في سبيل إنقاذ أرواح المصريين التي تهدر كل يوم فوق قضبان السكة الحديد.. وتستطيع الحكومة تمويل المشروع من خلال مصادر ومنافذ كثيرة حتي وإن اضطرها الأمر لفتح باب التبرع أمام المصريين وستكون الحصيلة رائعة إن شاء الله.. فالخير باق في هذه الأمة إلي يوم الدين ويمكن وضع ال 700 مليون جنيه حصيلة صندوق دعم مصر 306306 كدفعة أولي للمشروع القومي لتطوير وميكنة سكك حديد مصر.. أرجوكم تحركوا سريعا وإفعلوا شيئا يذكره لكم التاريخ فليس هناك أغلي أو أعظم من دماء المصريين.