إتحاد شباب الثورة بأسيوط: نريد تغيير إسم قرية المندرة إلى "الشهداء" محمد صادق سراج: حوادث القطارات محتملة الحدوث فى أى وقت
لجنة النقل والمواصلات: العامل البشري وراء حوادث القطارات
خالد عباس: البنية التحتية والعامل البشرى هما السبب وراء تكرار حوادث القطارات
أطاحت كوارث قطارات السكة الحديد ب 3 من وزراء النقل منذ عام 2006 حتى الآن، وهم "الدميرى" و"منصور" و"المتينى", الذى تولى المسئولية لمدة 4 شهور فقط وقع خلالها 15 حادثة قطارات, أدت إلى وفاة 58 قتيلاً وإصابة ما يقرب من 74، وكان آخرها حادث تصادم قطار أسيوط بأتوبيس مدرسة .
وبسبب كوارث القطارات تمت إقالة رؤساء السكك الحديدية، منهم المهندس "مصطفى قناوى", بسبب حادث قطار أسيوط، والمهندس "حسين حليم", بسبب تعطيل أحد القطارات فى محطة دمنهور مجاملة لمحافظ البحيرة، ثم "عبدالسلام شعث", والذى أقيل بعد حادث العياط بسبب خروج قطارين عن مسارهما، وتم إقالة المهندس "محمود مرعى", بعد حادث كفرالدوار، والمهندس "طلعت خطاب" أقيل بناء على طلبه، والمهندس "محمد ماجد مصطفى" لخلافات له مع وزير النقل السابق "إبراهيم الدميرى"، عندما إضطر إلى تقديم إستقالته فى فبراير 2006 عقب حادث قطار الصعيد، وأيضاً المهندس "أحمد الشريف", رئيس هيئة السكك الحديد إثر تصريحات "الدميرى" بأن سبب الحادث الضحايا أنفسهم لأنهم كانوا يحملون مواقد بوتاجازات، وجاء حادث قطارى العياط ليطيح بالمهندس "محمد لطفى منصور" وزير النقل السابق، والمهندس "حنفى عبدالقوى", رئيس هيئة سكك حديد مصر فى أكتوبر 2009.
وفى عهد "المتينى", وزير النقل المستقيل وقعت 15 حادثة بقطارات السكة الحديد هى حادث تصادم قطارى الفيوم الذى راح ضحيته 4 قتلى وإصابة 43، و3 حوادث نتيجة إصطدام قطارات بجرار زراعى فى مزلقانات "المرازيق وميت حلفا والبراجيل" ووفاة 4 نتيجة دهسهم بالقطارات، وحريق فى 3 عربات وإنفصال عربة عن أحد القطارات.
وتعتبر خطوط الصعيد هى الأكثر إهمالاً؛ حيث تفتقد للصيانة والرقابة، بالإضافة إلى أن روادها من الفقراء، ففى ليلة عيد الأضحى فى فبراير 2002 شهدت منطقة العياط بالجيزة حادثاً مروعاً أدى إلى وفاة أكثر من 350 شخصاً وإصابة المئات، بسبب حريق شب فى أحد قطارات الدرجة الثالثة, وأدى غياب وسائل الإطفاء إلى إنتشار الحريق فى 7 عربات من قطار الصعيد الذى كان فى طريقه إلى أسوان.
وفى بلبيس فى مايو 2005 تسبب تصادم قطار الشحن القادم من الزقازيق فى طريقه للقاهرة، وقطار آخر للركاب كان متوقفاً على نفس القضبان فى الطريق المعاكس فى إصابة 45 من الركاب.
ومن أسوأ حوادث السكة الحديد وقوع تصادم قطارين بمدينة قليوب فى أغسطس 2006 وقتل فيه 58 شخصاً وأصيب 143 آخرون, وكانت العياط مع موعد آخر لحادث قطار فى أكتوبر عام 2009 الذى تسبب فى الإطاحة بالمهندس "محمد لطفى منصور", وزير النقل .
إلى أن طافت مواكب العزاء بيوت أسر الأطفال ضحايا كارثة قطار أسيوط بقرية "المندرة وسكرة وبني سند", التي تحولت إلي مأتم كبير, وإكتست الشوارع بالسواد وتبادلت الأسر عبارات الصبر والمواساة في محاولات لتجاوز المحنة, حيث إرتفع عدد ضحايا الحادث الأليم إلي 54 شهيد .
أنقذ الأهالي مدير الأمن ومرافقيه من محاولة الإعتداء عليهم من بعض الغاضبين أثناء وجودهم بقرية المندرة لتأدية واجب العزاء.
بذل الأهالي جهوداً كبيرة لإزالة ما تبقي من أشلاء الأطفال الضحايا من بين عجلات القطار ومقدمته ومن فوق القضبان وذلك قبل السماح له بالتحرك بعد أكثر من 30 ساعة توقفاً.
تم إعلان الحداد في معهد حراء الأزهري "النور سابقاً" بقرية بني عديات الذي ينتمي إليه الضحايا وسادت مظاهر الحزن بين مسئولي المعهد والأطفال زملاء الشهداء ضحايا الحادث.
كما إقترح أعضاء المكتب التنفيذي لإتحاد شباب الثورة بأسيوط تغيير إسم قرية المندرة قبلي، إلى الشهداء أو طيور الجنة ووذلك وفاء للشهداء الأبرار من أطفال المعهد الديني .
وصرح "عقيل إسماعيل عقيل", المتحدث الرسمي بإسم الإتحاد بأنه رغم أن ذلك شىء رمزي إلا أن له أهمية كبرى بالنسبة لأهالي الاطفال، حتى تظل ذكراهم محفورة في ذاكرة الوطن .
وأضاف أن وفدا من الإتحاد سيتوجه بطلب رسمى الى محافظة أسيوط ومجلس مدينة منفلوط، وذلك لتغيير إسم القرية وإعتماد الإسم الجديد.
وقال "محمود معوض نفادي" - المنسق العام - إن تغيير الإسم له دلالة كبيرة في نفوس أهالي الشهداء ، حيث يمثل تعبيرا عن تضامن الدولة معهم في مصابهم الأليم.
وأكدت لجنة النقل والإتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشورى برئاسة "محمد صادق سراج", أن الحادث المروع الذي وقع بأسيوط هو إستمرار لسلسلة الحوادث التي تعانيها مصر منذ عقود، وأن حوادث السكة الحديد محتملة الحدوث في أي وقت إذا إستمرت المنظومة على ما هي عليه.
وأشارت اللجنة - في تقريرها - أن المتسبب المباشر في الحادث ينحصر فيما بين "عامل المزلقان وملاحظ البلوك"، وتركت تحديد أيهما أو كلاهما للنيابة والتحريات، مشيرا إلى أن الإعتماد مازال على العامل البشري في تنظيم عمل المزلقانات والبلوكات وعدم مراقبة وملاحظة أداء وتواجد العمال وإتباعهم لتعليمات التشغيل هو السبب الأكبر للحوادث.
كما نوَّه التقرير إلى نقص العمالة المؤهلة، حيث توقفت التعيينات منذ عام 2006، كما تبين للجنة التي قامت بزيارة أسيوط (من مجلس الشورى) عدم وجود آلية موثقة ثابتة, لمتابعة العمال المسئولين عن البلوك والمزلقانات.
وطالبت اللجنة فى تقريرها ضرورة الإسراع فى تنفيذ مشاريع "كهربة" الخطوط والربط الآلي بين أجزاء الشبكة ورصد ميزانية سريعة أو السعي إلى منحة لتنفيذ المشروع بالسكك ذات الأولوية.
وأوصت بضرورة وضع السكة الحديد وتطويرها وإعادة هيكلتها في أولويات الدولة المصرية وأن ترصد أعلى الميزانيات، مؤكدة أن الإعتماد على العامل البشري وعدم وجود ميكنة وربط كهربائى، رغم أنه أسلوب بدائي، كان يجب تشديد الرقابة والمتابعة للعمال من قبل المسئولين عنهم وهم مهندسي الحركة والتشغيل.
فيما قال الدكتور "خالد عباس", مدير المعهد القومى للنقل إن العنصر البشرى والبنية التحتية للسكك الحديدية هما السبب الرئيسى فى تكرار حوادث القطارات فى مصر، وأضاف أن هناك العديد من العوامل الهامة لضبط حركة القطارات قرب المزلقانات حتى لو كانت المزلقانات مفتوحة أمام القطار.
وأشار "عباس" إلى, أن25 فى المائة من المشاة يعبرون المزلقانات بطريقة خاطئة كما أن ما يتراوح بين 10 إلى 15 فى المائة من السيارات تعبر من المزلقانات بطريقة خاطئة حيث تعبر الطريق قبل ثوان من مرور القطار وهو أمر بالغ الخطورة.
وقال إن المزلقان عبارة عن إشارة مرور ويجب أن يتم التعامل معها بإعتبارها تقاطعا للمرور ويمكن حلها بكوبرى أو نفق والحديث عن تكلفتها الباهظة غير صحيح لأن الوفيات التى تقع فى حوادث القطارات لو تم دفع الدية لكل متوفى سيكون أعلى كثيرا من تكلفة إقامة كوبرى أو نفق.
وأضاف "عباس" أثناء حديثه لبرنامج الحدث المصرى على قناة العربية, أنه يجب العمل على إقامة الكبارى على المزلقانات لأن هذا يمنع وقوع حوادث مثل هذه الكوارث المتكررة.
وقال أن وزارة النقل يجب أن يتم تقسيمها لوزارة للسكك الحديدية وأخرى للنقل البحرى وهو ما يساعد على حل المشكلات بصورة أسرع وبقدر أكبر من الكفاءة.
وأشار "عباس" إلى, أن محاور التنمية يمكن تنميتها من خلال بناء خطوط سكك حديدية جديدة والتى تحل العديد من المشكلات التى تعوق التنمية فى المناطق البعيدة، مؤكدا أنه يمكن أن يتم اللجوء إلى القطاع الخاص للمساهمة فى بناء السكك الحديدية الجدة مع الحصول على نسبة من أرباح الخطوط الجديدية.
وقال إن موقع مصر مُتدنٍّ جدا فى الإحصائيات الخاصة بالحوادث والتى تصل إلى خمسة آلاف قتيل و12 ألف مصاب سنويا فى الحوادث، مشددا على أن الحوادث أغلبها مرتبط بسلوكيات المواطنين بصورة كبيرة.
وأضاف أن العقوبات يجب أن يتم تشديدها بصورة كبيرة على السير عكس الإتجاه وغيرها من السلوكيات الخاطئة بصورة كبيرة والتى تتسبب فى العديد من الوفيات.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو, إلى متى سيظل هذا الإهمال الجسيم الذي يؤدي بنا إلى فقد العديد من الأرواح البريئة ؟, ويكون المقابل إقالة المسئولين, فهل الإقالة أو التعويضات المادية مقابل لفقدان أرواح بريئة ؟ .