طرق العامل بيده علي الباب ولم يأته من الداخل رد أو جواب. أبلغ الشرطة البريطانية فجاءت علي الفور وحققت مع عدة متهمين من بينهم أحد الشباب.. قادت هذه الجريمة أجهزة الشرطة إلي اعتماد بصمات الاصابع كوسيلة أساسية للتوصل الي المجرمين والخارجين علي القانون وظهرت بعدها نطلق عليه "الفيش والتشبيه" أو صحيفة الحالة الجنائية التي يقدمها الخريجون ضمن مسوغات التعيين في الوظائف العامة والخاصة أو للحصول علي عضوية النقابات أو الترشح للانتخابات.. تكشف هذه الصحيفة عن الموقف القانوني لصاحبها وتظهر خالية اذا كان صاحبها حسن السلوك وترد بها الجرائم التي ارتكبها الجانحون والمجرمون وتستخرج هذه الصحيفة من أقسام الشرطة ومراكزها في المحافظات ومدة صلاحيتها ثلاثة شهور. تتلقي أبواب بريد القراء في الصحف المصرية آلاف الخطابات يطلبون المساعدة في حل مشاكل لها علاقة بأحوالهم الجنائية أرسل أحد القراء خطابا الي صفحة "مع الناس" بجريدة الجمهورية يطلب مساعدته في حل مشكلته قال ان اسمه ورد ضمن عدد من المتهمين في قضية قتل. وعقوبة مخفضة ولم يكن متهماً أساسياً وكلما استخرج صحيفة الحالة الجنائية لتقديمها الي جهات العمل المختلفة ظهرت بها هذه الجريمة فيغلقون في وجهه الأبواب ومرتعيه سنوات وهو علي هذا الحال وبعض القراء ؟ ان محرر "مع الناس" يستطيع ان يفعل أي شيء يطلبون منه اخراج أقاربهم من السجن لأن أولاد الحرام ضحكوا عليه أو لان الشيطان لعب برأسه ونحيطهم علما بان الاحكام القضائية لا تنقضي إلا بحكم جديد.. ويطلب عدد كبير من المساجين وأقاربهم نقلهم الي سجون قريبة من أماكن اقامتهم وتتم الاستجابة لمعظم الحالات.. أرسلت مواطنة ذات مرة خطابا تطلب فيه جمع زوجها وأبنائها الثلاثة في سجن واحد حتي تتمكن من زيارتهم مرة واحدة بدلاً من زيارتهم في أربعة سجون وتم الاستجابة لطلبها لجمع شمل الأسرة وكلمة الفيش تعني الهامة أو أعلي الوجه وأيضاً الكمرة في عالم العمارة والبناء والتشبيه يعني التمثيل أو التصوير وفي البلاغة يعني وجود صفة مشتركة بين المشبه والمشبه به فيقول الناس أكرم من حاتم وأشجع من الاسد وأجمل من القمر والفيش والتشبيه أو صحيفة الحالة الجنائية استمارة تحمل صورة بصمات صاحبها وتظهر بها الاحكام القضائية النهائية الصادرة ضده ولا تظهر السابقة الاولي بها الا في حالات معينة. سبق الاعتماد علي بصمات الاصابع في التعرف علي المجرمين بعدة وسائل اعتمدت الشرطة البريطانية "سكوتلانديارد" خلال القرن التاسع عشر علي الأوصاف التي يحددها المجني عليه أو عليها وهذه الطريقة قد تصلح في بعض الجرائم مثل خطف الحقائب والاحتيال لكنها لا تصلح في الجرائم الأخري مثل القتل والسرقة. اعتمدت الشرطة البريطانية بعد ذلك علي شهادة الشهود لكنها في أحوال كثيرة تكون غير كافية لتحديد الجاني.. استخدمت الشرطة الفرنسية طريقة أخري تقوم علي قياس الملامح وأعضاء الجسم مثل محيط الجمجمة وأبعاد الوجه والاطراف وهو ما قال به عالم الفن الايطالي لا مبروزو في سنة 1894 تم تشكيل لجنة بريطانية قررت استخدام هذه الطريقة مع طريقة بصمات الاصابع بعد ان أثبت العلماء انها تختلف من انسان إلي آخر ولا تنكر بنفس الصورة في شخص علي امتداد التاريخ من أبينا آدم عليه السلام حتي يرث الله الأرض ومن عليها. قادت جريمة مقتل بائع الزيت الانجليزي كوسيلة أساسية للتعرف علي المجرمين واصدار صحيفة الحالة الجنائية بعد ذلك وانتشرت هذه الطريقة في جمع أجهزة الشرطة علي مستوي العالم حتي الآن. وقعت الجريمة صباح يوم 27 مارس 1905 توجه عامل المحل الي مقر عمله.. ووجده مغلقا علي غيرالعادة والمحل يملكه رجل في السبعين من عمره تردد انه يحفظ بداخله ثروة كبيرة ويقع المحل داخل المنزل الذي يملكه.. طرق العامل علي الباب عدة مرات ولم يرد عليه أحد فأبلغ الشرطة التي فتحت المحل ووجدت صاحبه مقتولا بداخله وزوجته تصارع الموت في حجرة النوم وماتت وهي في الطريق الي المستشفي فتحت الشرطة التحقيق مع عدد من المتهمين من بينهم شاب عمره 22 سنة اسمه الفريد ستراتون تضاربت أقواله عن مكان وجوده أثناء وقوع الجريمة عثر أحد الخبراء علي بصمة داخل المحل تبين انها للشاب نفسه ظهرت البصمة علي الصفحات الأولي للصحف الانجليزية ووصفتها بالبصمة التاريخية وتم الاحتفاظ بصورها في المتاحف والسجلات. تحتوي سجلات الشرطة في دول العالم علي مليارات البصمات تستخدمها في التعرف علي المجرمين واصدار صحف الحالة الجنائية وقد كشف العلم الحديث عن وجود بصمات أخري لا تتشابه منها بصمة الصوت والعين والبقية تأتي. وفي الذكر الحكيم يقول الحق تبارك وتعالي: "أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه. بلي قادرين علي ان نسوي بنانه" "القيامة 3-4"