ضبطت نفسي عندما سألني واحد من الجمهور عن رأيي في هذا الفيلم أنني قلت : "فيه قصة"! وكأنني استعير باختصار مقولة عادل إمام الشهيرة "قصة ولا مناظر".. ولكنني في الحقيقة قصدت أن أفرق بين أفلام النمر والمونولوجات. وبين الأفلام التي تهتم بالقصة السينمائية أو بالدراما.. مهما اتفقنا أو اختلفنا معها!! وفيلم "القشاش" للمخرج اسماعيل فاروق اهتم كثيرا بالدراما أو بالحكاية التي كتبها محمد سمير مبروك فجذب اليه الانتباه.. حتي ولو كانت هذه الحكاية ملمسة من فيلم أحمد زكي الشهير "الهروب" احدي تحف المبدع الراحل عاطف الطيب.. حيث الملحمية التي يمر بها البطل طوال رحلة هروبه.. ثم من الناحية التراجيدية أو المأساوية أظهر الفيلم وأكد أن البطل مظلوم طوال الوقت. حيث أوقعه القدر في تهمة قتل هو بريء منها.. ولكن من ناحية ثالثة لابد أن نعترف أن هذا العمل كان فرصة ثمينة لأحد ممثلينا الشبان وهو "محمد فراج" بأن يتحمل مسئولية فيلم هو بطله الأوحد الذي يكون محورا لكل أحداثه.. وقد ملأ ببراعة الدور وتشبع به حتي النجاح!! هناك قصة أخري وهي الاعلان الخاص بالفيلم. والذي يثبت جورا وعسفا أنه ينتمي الي التركيبة السبكية التي تعتمد علي الراقصة والبلطجي وأغاني الأفراح الشعبية أو التوك توك.. وحين تري الفيلم تكتشف أنه بعيد عن شخصية البلطجي. بل هو عن نجار فقير يجد نفسه ضحية لأحد الأثرياء.. وفي محاولة لنفي التهمة عنه يهرب للبحث عن شاهد زور شهد ضده.. ومع ذلك الفيلم ليس بريئا الي هذا الحد.. فهو وإن كان من إنتاج شركة قديمة وعريقة إلا أن أعتمد علي الخلطة التي يعتقد كثير من صناع السينما للأسف أنها جاذبة لشباك التذاكر. حتي ولو كان يجتهد في عمل دراما مشوقة. تحمل في طياتها الكثير من المبالغات! صحيح أن الفيلم حمل الكثير من المواقف أو الأحداث الميلودرامية. من أول القفز من القطار وهو مسرع. مروراً بفتاة المولد التي تتوفي وتوصيه برضيعها. والذي يوصله لمعرفة الراقصة "حورية فرغلي". والبلطجي "محسن منصور" المميز. وحتي معرفته بالعائلة الصعيدية "دلال عبدالعزيز المتميزة أيضا" التي تتخذ عونا لها وحتي مقابلته لغريمه شاهد الزور.. كل هذا كوم. وشخصية الضابط الذي كان يطارده "كوم ثاني".. والذي بدا وكأنه شخصية كارتونية كلاسيكية لا تمت لعالم "الضبطنة" في شيء.. ولا ينافسه في غرابته وهزله وأوفرته سوي الراقصة الأرمينية الأصل "صافيناز".. تلك اللولبية التي تشتغل بكل أعضاء جسمها العالية والسفلية.. وهي طريقة من القص واللصق تشبه الفيلم نفسه.. بل وتشبه أبطاله!! نحن في زمن صافيناز..!