المسرح الغنائي في مصر يواجه أزمة حقيقية وأكاد أجزم يقينا انه لا يوجد في مصرح مسرح غنائي علي الاطلاق في ظل وجود الأوبرا المنوط بها انتاج وتقديم العروض المسرحية الغنائية وفن الأوبريت علي انه فن يعادل فن الأوبرا وكلاهما يقدم فنا وشكلا غنائيا متقاربا الأول أوروبي والثاني عربي مشري أيضا لفرقة الأم المنوط بها تقديم هذا الفن المصري النشأة هي الفرقة الغنائية الاستعراضية التابعة للبيت الفني للفنون الشعبية وهذه الفرقة صاحبة تاريخ عريق وضارب في الزمن ولأن المسرح الغنائي وفن الأوبريت فن مصري أصيل فقد كان مشعا ومزدهرا في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي وحتي قبيل وبعد ثورة يوليو الخالدة والتي قامت بدورها برعاية الفنون والثقافة علي أكمل وجه في كافة المجالات وبخاصة المسرح الغنائي كانت الفرقة الغنائية والتي قدمت النموذج لفن الأوبريت والمسرح الغنائي ولكن منذ أكثر من عشرين سنة فائتة والمسرح الغنائي بلا وجود حقيقي بل وصل الآن لدرجة الموت الاكلينيكي والذي يحتاج إلي افاقة وخلال هذه السنوات كانت هناك عروض تقدم علي استحياء من خلال تجارب فردية لبعض المخرجين من أصحاب النفس الطويل غير ان المسرح الغنائي والفرقة الغنائية في حالة "موات" حقيقي فهي تكاد تكون خارج الخدمة تماما ومن يقول غير هذا في "أعمي" النظر والبصيرة ووصلت الذروة والأزمة أشدها وقسوتها خلال المواسم الماضية وقبل ثورة 25 يناير بما يزيد علي الخمس سنوات وزاد الطين بلة العرض الأخير "عجايب الزمان" وهو عرض "سبوبة" وممثل كارثة في تاريخ المسرح الغنائي ونحن نعرف كواليس هذا العرض ولكي يعود هذا المسرح إلي نشوته الأولي ودوره الحقيقي اقول أولا ليس هناك غضاضة فيمن يكون مديرا للفرقة الغنائية الاستعراضية. ثانيا اقدم التحية والمباركة لمديرها الجديد صلاح لبيب ولكن السؤال هل ستعود الفرقة إلي الحياة وهي صاحبة التاريخ العريق والراسخ والعميق في تاريخ المسرح الغنائي وأظن ان عودة الحياة لهذه الفرقة يتطلب وضع آليات جديدة وهي غير متوفرة الذي يخلو من الجسد والروح فلا يوجد بها عناصر تمثيلية سوي القليل ممن لا يملكون الموهبة ودخلوها في غفلة من الزمن وليس بها أوركسترا أو كورال وليس بها عناصر من الراقصين والراقصات وليس بها ملحن أو قائد أوركسترا وهذه العناصر هي المكونة لطبيعة فرقة للمسرح الغنائي ولا يوجد بها الممثل الشامل الذي يمثل ويغني ويرقص يوجد بها فقط رهط من الاداريين الجاثمين علي انفاسها والمعطلين لمسيرتها. أقول لمديرها صلاح لبيب وأقول لرئيس البيت واقول لرئيس قطاع شئون الانتاج الثقافي واقول أخيرا للوزير لكي يعود المسرح الغنائي ولكي تكون هناك فرقة للمسرح الغنائي لابد بل من الحتمي اعادة هيكلة الفرقة والهيكلة تعني اعادة تكوين الفرقة من جديد بفتح باب التعيينات الجديدة للعناصر التمثيلية من الجنسين ومن خريجي معهد الفنون المسرحية واعادة تكون أوركسترا الفرقة وتعيين قائد لها "مايسترو" وتعيين مطربين ومطربات وكورال وتعيين راقصين وراقصات وكل هذه العناصر كانت موجودة وإعادة النظر في تقديم ريبورتوار المسرح الغنائي وهو يمثل زخما وفيه ما يناسب المرحلة والظرف التاريخي لجو الثورة والحياة الجديدة في مصر وبدون هذا اقول لن ولن تنجح الفرقة في اعادة الروح للمسرح الغنائي واعيد القول وللوزير بث مباشر ضع هذا البيت في صدارة اجندتك وبدلا من الندوات والمؤتمرات خذ المواقف الايجابية نحو عودة الروح للانتاج المسرحي وعلي رأسه المسرح الغنائي والنظر بصورة فاعلة وايجابية وسريعة في رئاسة هذا البيت وعليك ان تنحي الحواريين المقربين وتسأل أهل الخبرة واصحاب الضمائر اليقظة كما عليك ان تغير "الوشوش الطالحة" التي ستأخذ الوزارة إلي عالم الظلام.. مصر تحتاج المزيد من البناء والانتاج وليس إنتاج وتسويق الوشوش القديمة المنتفعة وليست النافعة!!