يعاني البيت الفني للفنون الشعبية الاهمال الجسيم من جميع الوزراء الذين تولوا حقيبة وزارة الثقافة. بما في ذلك القيادات التي تولت إدارته باستثناء اثنين. النبيل الراحل المخرج عبدالغفار عودة والمخرج الكبير عبدالرحمن الشافعي أمد الله في عمره وجاء الاهمال منذ وزارة فاروق حسني والذي كان علي حد قوله ان هذا البيت يمثل له صداعا مزمنا. ثم فشل جميع وزراء الثورة الميمونة والتي تفتق ذهن أحدهم في أن جعل تعيين المديرين بالانتخاب ونسي ما هو أهم في أهمية ماهية "هيكلة البيت" أولا اثبتت فكرة الانتخابات فشلها الذريع والتي اعتمدت علي الاختيار "بالصحوبية" والسيد "فلان خارج علي المعاش" ولابد من مكافئته والآخر "مريض" وهكذا وجرت العادة إذا أردنا تفعيل فكرة الانتخاب أن يكون رئيس البيت بالانتخاب ثم يقوم الفائز بانتخاب معاونيه ومن يعمل معهم. حتي يكون له السلطة الادارية عليهم دون تمرد أو رفض لسياسته وعودة للبيت المنكوب أقول للوزير الحالي أن بيت الفنون الشعبية والاستعراضية لن ينصلح حاله وتقوم له قائمة ويتبوأ مكانته الطبيعية لأداء وظيفته المنوط بها وهي الحفاظ علي الهوية والشخصية المصرية وحماية التراث المصري من الموت المؤكد إلا إذا قام بإعادة هيكلة هذا البيت هيكلة فنية وليست إدارية فقط ثم تغير جميع المديرين بمن فيهم رئيس البيت وأقول هذا بصورة واضحة وصريحة ودون مواربة وعلي الوزير أن يأتي بملفاتهم جميعا سيجدها "صفر" المنشأ والعمل والماهية والسيرة الذاتية التي لن تكون عطرة في كل الأحوال ولأن البيت ليس فيه كوادر وعاش بلا كوادر فليس هناك مانع من الاستعانة بقيادات من خارجه ومن داخل قطاعات الوزارة الأخري ومن خلال لجنة اختيار من الحكماء وأصحاب الخبرة وقد نما إلي علمي أن الوزير شكل لجنة لإعادة هيكلة البيت والسؤال من يهيكل من؟.. اللجنة تضم أسماء لا يعرفها أحد لا من قريب ولا من بعيد والاشكالية تنحصر في ماهية "الهيكلة الفنية" من حيث "الطاقة الابداعية" في رصيد كل فرقة من عناصر فنية تمثيلية وإخراجية ومهندسي مناظر مسرحية ومصممي ديكور وكورال وموسيقيين وراقصين وهنا أقول لا يوجد بالقطاع عناصر تمثيلية تعد علي أصابع اليد الواحد وكافتهم من "الكسر" باستثناء واحد أو اثنين علي الأكثر وباقي العناصر منعدمة ومعدومة فلا توجد عناصر موسيقية ولا كورال باستثناء فرقة أنغام الشباب وهي عناصر في الاعمال متواضعة أما الرقص والاستعراض ففرقتي رضا والقومية تعانيان من قلة الراقصين الراقصات وبنظرة للفرقة الأم والتي تماثل في قيمتها فرقة المسرح القومي وهي "الفرقة الغنائية الاستعراضية" وهي بصورتها الحالية نجد فرقة من الدرجة "حفر" ولا ترتقي لأدني فرقة بالثقافة الجماهيرية بالاقاليم ومن الممكن لوزير الثقافة الذي شمر عن ساعديه وكشر عن انيابه دون دراسة أو بحث وقذف بقيادات مهمة خارج الوزارة. أقول له من الممكن فتح ملف هذه الفرقة ولا يغره كلمة "فنان قدير" فمعظم فناني القدير بها هم بدرجة فنان قدير أي انهم "ربع لبة" بلا مستوي وبلا قيمة فنية وبلا شهرة وبلا وجود في الوسط المسرحي: هي فرقة بلا اوركسترا وبلا كورال وبلا راقصين وبلا ممثلين وممثلات وأرجو أن تكون لجنة الوزير للهيكلة نحو "الاخونة" وقتل الفنون ودفن المسرح الغنائي لذلك كان لابد من لجنة من خبراء المسرح الغنائي وفن الاوبريت وبخاصة المخضرمين من مازالوا علي قيد الحياة. الفرقة تمضي نحو الانهيار أو هي في حالة انهيار يصل لدرجة الموت وبنظرة سريعة للفرقة في مراحلها الاولي يجد إلي أي مدي ان لها تاريخاً عظيماً وكبير خاصة والأرض المصرية هي التي انبتت المسرح الغنائي وفن الاوبريت علي أيدي العظام في الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي وقبل وبعد ثورة يوليو الخالدة بزعامة جمال عبدالناصر ففي عام 1970 كان قوام الفرقة "45" موسيقياً و "57" راقصاً وراقصة و"35" كورال وفي عام 1982 "16" موسيقياً معظمهم ايقاعات و "27" راقصا وراقصة و"18" كورالاً وفي عام 1999 "11" موسيقياً و"17" راقصاً وراقصة و"21" كورال.. الفرقة في تراجع حتي وصلت للحضيض الآن وباتت "منعدمة" كل العناصر هي بلا قوام فرقة وغير مؤهلة لتقديم أعمال وانظروا معي تستعد لتقديم عمل لأن مدير سيخرج علي المعاش وقد تحولت لشئون اجتماعية ليست هي فقط وانما كل فرق القطاع هذا الموقع يحتاج الي علاج ليس بالمسكنات ولكن بالعمليات الجراحية وفي كافة التخصصات الجراحية العقل والمخ والاعصاب. حتي تخصص الطب النفسي والعصبي. تولي إدارة هذه الفرقة في أزهي عصورها أحمد شفيق أبو عوف وسعيد أبو بكر ومحمود السباعي وكرم مطاوع وحسن عبدالسلام وأحمد زكي وحسن خليل ومنار أبو هيف وشارك في تلحين اعمالها احمد صدقي وبليغ حمدي ومحمد الموجي وعمار الشريعي ومن المطربين محمد الكحلاوي وشفيق جلال وشريفة فاضل ومها صبري وعزة بلبع ومن الممثلين: أمينة رزق وعبدالمنعم مدبولي ومحمود المليجي وعادل أدهم وهدي سلطان وحسن فايق وسميحة أيوب ومحمود ياسين وسعيد صالح وصفاء أبو السعود واحمد زكي ويونس شلبي ومحمد أبو الحسن. ومن أعمالها: حمدان وبهانة وبدلة التشريفة وبنت بحري والليلة العظيمة ووداد الغازية والحرافيش والقاهرة في ألف عام وملك الشحاتين موال من مصر ودنيا البيانولا وليلة من ألف ليلة ومصر بلدنا وملك الفجر والعشر الطيبة والكل في واحد واصحاب المعالي وست الحسن والخديوي. برقية يصل ويسلم "للمتآمرين والمؤتمرين" وأقول لهم ولا "ميت مؤتمر" سيتم إنقاذ المسرح المصري.. القضية في الإدارة والقرار والإدارة "معطوبة" والقرار "مهزوز".. والسؤال لماذا الاصرار علي فكرة انتخاب مديري الفرق خاصة أن التجربة قد فشلت فشلاً ذريعاً وأن يكون الانتخاب لرئيس البيت ثم يختار الطاقم الذي سيتعاون معه.. الحكاية "بقت بظرميط"!!