نشعر بالحزن للمستوي المؤسف الذي وصلت إليه الأفلام المصرية. فقد أصبح من المخجل أن يصطحب الأب زوجته وأبناءه لمشاهدة أحد أفلام العيد علي سبيل المثال. لأن هذا معناه ببساطة أنهم سوف يشاهدون كمية من الانحطاط والابتذال والسوقية أكثر من التي نشاهدها في الشارع والطريق العام. إلي جانب الاستماع إلي الشتائم والألفاظ المخلة بعد أن سيطرت الحياة في المناطق العشوائية علي الشاشة المصرية. وأصبح البطل البلطجي والبطلة الراقصة هي النماذج التي تقدمها تلك الأفلام. والحق أن هذا الانحطاط هو النتيجة الطبيعية والمنطقية للانهيار الاجتماعي المصاحب لتخلي الدولة عن دورها في دعم الإنتاج السينمائي المحترم. لأن الأفلام الجادة التي حصلت علي دعم وزارة الثقافة منذ سنوات توقف تصويرها ولم تكتمل. بالتالي لم تجد طريقها إلي دور العرض لتواجه طوفان الابتذال الذي أصبحنا نعاني منه. إننا باختصار نعيش "سنوات الحصاد" بعد سنوات من الإهمال والفوضي. من الأفلام التي كان من الممكن أن تحقق التوازن المطلوب في دور العرض المصرية: فيلم "فتاة المصنع" لمحمد خان و"رسايل الحب" لداود عبدالسيد و"الفيل الأزرق" لمروان حامد و"ورد مسموم" لفوزي صالح و"فيلا 69" لآيتن أمين و"فرش وغطا" لأحمد عبدالله و"الخروج للنهار" لهالة لطفي وأفلام أخري لإبراهيم البطوط وأحمد رشوان ومجدي أحمد علي وعاطف حتاتة وأحمد ماهر ومحمد علي. هل هناك سينما تمتلك كل هذه المواهب العظيمة ولا يشاهد الجمهور سوي أفلام السبكي؟!