رحل الفنان الكبير وديع الصافي بعد رحلة من العطاء مع الطرب العربي الأصيل امتدت لأكثر من نصف قرن حيث فارق الحياة أول أمس عن عمر يناهز 92 عاماً.. قدم خلالها أغنيته الشهيرة "عظيمة يا مصر" حيث كان يعشق مصر وبادلته نفس الحب حيث تم منحه الجنسية ليجمع بين الجنسيتين اللبنانية والمصرية والفرنسية والبرازيلية ويشيع جثمانه غداً في كاتدرائية مارجرجس في بيروت. عبر نجوم الغناء العربي عن حزنهم الشديد لفقدان الفنان الكبير وحملت تعليقاتهم مشاعر الحزن علي فراق القيمة الفنية الكبيرة. الفنان تامر حسني قدم التعازي لوفاة الفنان وديع الصافي حيث قال في تغريدة له عبر حسابه الشخصي علي تويتر: تعازينا الحارة لأسرة وجماهير أستاذنا الفنان الكبير وديع الصافي. أما أصالة نصري فقالت: الله يرحم والدنا الغالي وديع الصافي علي قد ما أسعد الناس وأطربهم وعلي قد ما رب العالمين وهبه أجمل حنجرة في التاريخ الله يرحمه أستاذي الغالي. وميريام فارس قالت: أغانيك وصوتك وأعمالك رح تظل خالدة للأبد يا قطعة من السما. وقالت هيفاء وهبي: العظماء ما بيموتوا وأنت المعلم الكبير لبنان رح يفتقدك ويبقي خالد بصوتك. وقالت ديانا حداد: بكل حزن وأسي نودع عملاقاً من عمالقة الفن العربي صوت الجبل الفنان الراحل وديع الصافي خسارة للفن العربي ولنا وقيمة فنية لن تتكرر. أما أنغام فقالت: البقاء لله رحمة الله علي العملاق وديع الصافي. وقالت باسكال مشعلاني: أتقدم بخالص العزاء والمواساة لكل محبي الطرب الأصيل في لبنان والوطن العربي برحيل صوت الجبل وقديس الطرب وديع الصافي. صباح: جبال لبنان انحنت حزناً نعت الفنانة الكبيرة صباح وديع الصافي بقولها: أرزة من أرزات لبنان هوت اليوم وجبال لبنان انحنت حزناً واتشحت بالسواد علي رحيل هذا العملاق الكبير.. الله يرحمك يا أستاذ وديع تغمدك الله بواسع رحمته وجعل مثواك الجنة.. الله معك سوف تبقي خالداً في قلوبنا وخالداً بفنك الأصيل.. فلتسترح نفسك في السماء الراحة الدائمة أعطه يارب نورك الأزلي فليضئ به. إيمان البحر: صوت مليء بالحب للوطن والأمة الفنان إيمان البحر درويش يقول: وديع الصافي من أعظم ما أنجبت الأمة العربية كصوت وأداء وتاريخ طويل مليء بالحب للوطن وللأمة العربية كلها فقد أطلق عليه الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب لقب شيخ المطربين وهذه شهادة من عبدالوهاب وبالتالي لا أعتقد أن هناك من نقارنه بوديع الصافي. أشار إلي أن وديع الصافي غني لجميع الدول العربية وبقدر حبه لوطنه العربي الكبير غني لوطنه لبنان حيث غني لها "لبنان يا قطعة سما" وهذا شيء مشرف لأي إنسان أن يكون تاريخه الغنائي مرتبط بغنائه لوطنه أما بالنسبة له كصوت فلا يستطيع أحد أن يصل إليه فقد أثري الحياة الغنائية والفنية بما قدمه. وجدي الحكيم: آخر النجوم الكبار يبدأ الإعلامي الكبير وجدي الحكيم حديثه عن وديع الصافي قائلاً: فقدنا آخر كبار نجوم الطرب العربي في الساحة الغنائية أحد أقطاب زمن الفن الجميل ويكفي أن الموسيقار محمد عبدالوهاب كان مفتوناً به ولحن له "عدي البحرية ياريس" ولحن له بليغ حمدي "علي رمش عيونها" و"دار يا دار" وكان الصافي كبيراً وسط الكبار وأعتقد أنه الفنان الذي عشق بلده لبنان رغم حصوله علي أكثر من جنسية من بينها المصرية وغني لبلده بأجمل عبارة في دنيا الغناء وهي "لبنان يا قطعة سما". أضاف أنه غني ايضا لمصر "عظيمة يا مصر" تقديراً وشكراً علي منحه الجنسية المصرية. أشار إلي أن صوته صعب التقليد وارتبط صوته بجبل لبنان والأصوات التي تخرج من الجبل قوية للغاية وعشق الموال اللبناني وتخصص فيه وأبدع ولم يصل إليه أحد. قال إن فقدانه خسارة لعالم الطرب الأصيل وسط زحام الموجات المسفة التي تأخذ الآذان بعيداً عن التذوق. حلمي بكر: عطاء بلا حدود يقول الموسيقار الكبير حلمي بكر: صوت الراحل وديع الصافي خارج نطاق الطبيعة وغير تقليدي استطاع أن ينقل فن الريف الجبلي والقرية في لبنان إلي وسط المدينة ثم إلي العالم العربي. وكانت بدايات وديع الصافي مع شيخ الملحنين في لبنان مع زكي نصيف بأغنية "طلوا أحبابنا طلوا" ثم لحن لنفسه وعندما زار الموسيقار عبدالوهاب في بيته طلب أن يلحن له تيمناً بعبدالوهاب ولكي يقترن اسمه به في عالم الغناء والموسيقي فالقمم تلتقي في الامتداد والعطاء ولكنها لا تنحني. ورحب به عبدالوهاب قائلاً: "أهلا بأديب الغناء" وقد لحن له أغنية "عدي البحرية ياريس" وألحاناً أخري وأذكر أنني شاهدت بنفسي في أحد لقاءاتهما كيف جلس عبدالوهاب دون أن يدري عند قدمي وديع عندما كانا يحضران لأحد الألحان.. ولك أن تتصور كيف فعل هذا بعبدالوهاب الذي ينحني لألحانه الجميع. يضيف حلمي بكر: أن وديع الصافي في مرحلة الشيخوخة استمر في الغناء.. وكنت ممن شاركوا في تكريمه في مهرجان الأغنية الدولي. هاني شنودة: خسرنا من غني لمصر العظيمة الموسيقار هاني شنودة يقول: أنا من المعجبين والمحبين لوديع الصافي وفقدانه خسارة للعالم العربي أجمع وكان متواصلاً مع مصر بالحفلات وأغنيته العظيمة "عظيمة يا مصر" وقال عنه عبدالوهاب إن الصافي من القليلين الذين يطربوني وهذا معناه أن صوت الصافي تعدي كل الخطوط ونحن كموسيقيين نأسف علي وفاته. أضاف أنني انتهز تلك الفرصة لأقول إن الفن يساهم في تحقيق الوحدة العربية وتبادل الحفلات بين المطربين العرب ونحتاج في الفن إلي مكاتب وكلاء فنانين في مصر وفي كل الدول العربية لتنظيم حفلات للمطربين في أنحاء الوطن العربي. محمود درويش: صوت نادر المطرب الأوبرالي محمود درويش يقول إنني كنت محظوظاً في أن أقف في بداية طريقي بالكورال المصاحب لحفلات وديع الصافي في الأوبرا وكان لي الشرف أن أكون في فرقة المايسترو سليم سحاب وشرف لأي مطرب أن يغني "كورال" خلف وديع الصافي والذي كان يتمتع بخبرة شديدة علي خشبة المسرح وكيفية تعامله مع الجمهور والفرقة الموسيقية المصاحبة وكان يضفي بهجة لا توجد في أي مطرب آخر ويعرف كيف يجعل الجمهور لا يبتعد عنه ثانية واحدة وهناك تلاحم بينه وبين الجمهور ووجهه لا تفارقه الابتسامة ولكن عندما يغني يعيش الكلمة والانفعالات اللحنية وكان ملحناً عظيماً له بعض الألحان لنفسه مثل "عظيمة يا مصر" وهي من الأعمال الخالدة وقد غنيت هذه الأغنية في احتفالات الأوبرا بانتصارات أكتوبر قبل وفاته بيوم واحد. أشار إلي أن صوت الصافي يصعب تقليده وهو من الأصوات الفريدة والنادرة.