في ذكري انتصار أكتوبر عام 73 وبمرور أربعين عاماً علي ذلك النصر المبهر الذي لم يكن مجرد نصر عسكري علي قوي معادية ولكنه نصر وعبور علي الألم والانكسار والقهر والهزيمة وعلي المعاناة التي نالت من كل الشعوب العربية في هذه الذكري الجميلة احتشدت ملايين المصريين بكل طوائفها الشعبية بفرحة ومذاق خاص لتلاحم الجيش والشعب والشرطة في مواجهة شبح الإرهاب المعتدي علي أرض الوطن وكأننا نعيش اليوم نفس لحظة العبور العظيم الذي اطلق صيحته الأولي الزعيم الفذ العبقري والقائد الوطني الأصيل محمد أنور السادات الذي استطاع من خلال رجال هم خير أجناد الأرض ان يقهر العدو الغاشم ويعلن للعالم أجمع ان مصر لا يمكن ان تتقبل الهزيمة وان مصر التي حماها الله وحفظها بذكرها في القرآن الكريم لا يمكن ان تتخاذل أو تتهاون أمام أي اعتداء خارجي أو أي خيانة داخلية ولذلك فالتشابه بين الحدثين الذي يفصل بينهما أربعون عاماً يبدو واضحاً للجميع حيث نواجه اليوم إرهاباً خائناً ومدمراً بمساندة بعض القوي الأجنبية متمثلة في التنظيم العالمي لجماعة الإخوان أو "الجماعة المحظورة" الإخوان الإرهابيين أو ادعياء الاسلام نحن نواجههم اليوم بنفس الإحساس والحماس الذي كان يجيش في صدور آبائنا عام 73 في لحظة العبور إلي النصر العظيم. ولسوف ننتصر عليهم بإذن الله وسنقطع دابرهم من الوطن العربي كله وليس في مصر فقط لأننا عندما نستعيد ريادتنا بقوة كسابق عهدنا سوف تلحق بنا جميع الشعوب العربية بعدما يتكشف لها كيف نسجت خيوط المؤامرة علي أوطاننا وكيف حاول هؤلاء الارهابيون أن يشتتوا تماسكنا ويمزقوا وحدتنا ويدمروا في صدور شبابنا معاني الانتماء وحب الوطن كما حولوا سرقة فرحة الشعب.. وذكري نصر أكتوبر هذا العام تميزت أيضاً بإزاحة ستار التعتيم عن القادة والأبطال الشهداء منهم والأحياء والذين كادوا يتوارون مع النسيان لولا الموقف الرائع الذي تبنته القيادة العسكرية الحالية بأن يمنح كل ذي حق حقه في التكريم والاشارة بأدوارهم العظيمة التي سجلت نصر أكتوبر بأعظم وأشرف أسطر في تاريخ البشرية وأصبحت تلك الملحمة تدرس الآن في أغلب الأكاديميات العسكرية علي مستوي العالم أجمع وهو ما يحتم علينا اليوم ان نفكر بجدية في إنتاج أفلام تسجل هذه الملحمة العسكرية التاريخية من أجل ان تري بفخر الأجيال القادمة من شعبنا كيف استطاع آباؤهم ان يقهروا الهزيمة بكل اصرار وتحدي وكيف انقذوهم من براثن الارهاب الذي حاول التستر وراء الشعارات الدينية وهم في حقيقة الأمر مجموعة من القتلة والسفاحين والذين استباحوا دماء أبنائنا وحاولوا التنازل عن أراضينا وتدمير أحاسيس الوطنية وتخريب العقول وتزييف التاريخ ولكن الله نصرنا بقيادتنا الوطنية بعد ان تلاحمت القوي الشعبية مع الجيش والشرطة وكل أبناء مصرنا الشرفاء والمخلصين.. وتبقي الملاحظة الهامة في احتفالية وكرنفال ذكري انتصار أكتوبر هو المشهد الرسمي للاحتفال بوجود المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية والفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد الأعلي للقوات المسلحة والفريق صدقي صبحي والظهور الأول للمشير طنطاوي بعد اقصائه في عهد الإخوان الارهابيين وأيضاً السيدة جيهان السادات ونجلها جمال السادات وهما اقرب الناس معايشة للحظة القرار العظيم الذي اصدره الزعيم الراحل محمد أنور السادات.. حمي الله مصرنا من الحاقدين.