المستشفيات المصرية تعاني من عجز شديد في مستشفيات علاج الحروق أو اقسامها بمستشفيات وزارة الصحة مما يعرض المصابين لمأساة حقيقية عند البحث عن حجرة رعاية مركزة للحالات الخطرة أو العادية من الحروق التي تصل إلي درجة 90% وهو مستوي الخطر الذي قد يودي بحياة المصاب نتيجة بطء تقديم الاسعافات اللازمة في ظل تجاهل وزارة الصحة للأزمة ودعم المستشفيات بالأقسام الطبية الخاصة بالحروق وتوفير الخبرات الطبية. كعب داير اشرف محمد عامل باحدي شركات القطاع العام نعاني من عدم وجود اقسام علاج الحروق في جميع مستشفيات حلوان الحكومية والخاصة فقد تعرض اخي لحادث انفجار انبوبة اثناء عمله بأحد المصانع واصيب وجهه ذهبنا إلي عدة مستشفيات ولم نجد قسماً خاصاً للحروق ممال اضطرنا لنقله لمستشفي الدمرداش بالعباسية لانقاذه ولو لم يوجد مكان بالمستشفي لتوفي خاصة ان نسبة الحروق به 70%. يضيف ناجي وهيب بالمعاش من سكان غمرة ان وزارة الصحة تغفل علاج مصابي الحروق علي الرغم من اننا من أكثر الدول التي تتعرض للحرائق بسبب عدم تطبيق السلامة المهنية بالعديد من أماكن العمل اضافة إلي الظروف التي تمر بها البلاد من حرق اقسام ومصانع ومستشفيات وكذلك المحلات التجارية التي ينشب بها الحريق نتيجة للماس الكهربائي ونظرا لعدم وجود الأقسام الخاصة بالحروق يتوفي المصابون. أما فوزي مراد فيقول: وزارة الصحة لا تهتم بالمستشفيات الخاصة بعلاج الحروق أو تزويد المستشفيات بأقسام خاصة بها لذا لابد ان تتوسع الوزارة في توفير مستشفيات لهم في كل منطقة مثل حلوان والقاهرة اضافة إلي المحافظات فليس من المنطقي ان نقوم بالتجول علي المستشفيات بمصاب داخل سيارة اسعاف وقد تنتهي حياته أثناء البحث عن مستشفي يستقبله. إسعافات أولية هناء هشام من القناطر الخيرية تؤكد ان المنطقة بالكامل ليس بها مستشفي واحد لاسعاف مصابي الحرائق والمستشفي الوحيد عبارة عن وحدة صحية لا يقوم إلا باعطاء المسكنات والاسعافات الأولية وأقرب مستشفي لنا علي بعد ساعة فقد تعرض والدي لانفجار موقد غاز واقرب مستشفي وافق علي استقباله كان كوتشنر بشبرا. قال فؤاد خطاب ان وزارة الصحة لا تولي اهتمام لمصابي الحروق سواء بتجهيز المستشفيات بأقسام خاصة بالحروق أو العلاج علي نفقة الدولة في حين انها تصرف مبالغ طائلة خاصة في علاج الكثير من الأمراض التي قد لا يشفي منها المريض في حين أن مصاب الحروق إذا تم اسعافه بسرعة يعود مرة اخري مواطناً نافعاً للمجتمع. تطالب نوال دسوقي المسئولين بالاهتماماً بمصابي الحرائق وادراج جراحات التجميل الخاصة بهم ضمن العلاج علي نفقة الدولة لأن تكلفة اجراء هذه العمليات باهظة جدا وقد يظل المصاب مشوها طوال عمره ولا يستطيع ان يتعامل بشكل طبيعي مع المجتمع في حين ان اجراء عدة عمليات تجميل قد تعيده إلي الحياة مرة أخري. المشروع توقف مصدر مسئول بوزارة الصحة يعترف بذلك قائلاً: نعاني نقصا واضحا في اقسام الحروق والمراكز المتخصصة التي تستقبل المصابين فمن المفترض ان يتم توفير قسم خاص باستقبال مصابي الحروق بالمستشفيات العامة والمركزية وان يكون هناك مركز متخصص لجراحة التجميل بكل محافظة علي الأقل وفي كثير من الأحيان تقوم اقسام الجراحة العامة باستقبال المصابين ولكن إذا تعدت نسبة الحروق 50% لابد ان يعالج المريض بقسم خاص وتحت اشراف متخصص في جراحات التجميل. يؤكد ان وزارة الصحة كانت لديها خطة للتوسع في انشاء مراكز محددة وتزويد المستشفيات بأقسام متخصصة لعلاج مصابي الحرائق ليكون هناك مركز متخصص في كل محافظة وبالفعل تم البدء ولكن للأسف لم يستكمل المشروع. ثم يضيف هناك مستشفيات مجهزة ومتميزة في القاهرة كالمستشفيات الجامعية ومعهد ناصر ومنشية البكري وغيرها ولكن المشكلة تظهر في تمركزها في القاهرة وخلو المحافظات من هذه التخصصات اضافة إلي ان هناك مشكلة اخري وهي قلة عدد الاطباء المتخصصين في جراحات التجميل علي مستوي المحافظات. حلقة مفقودة أكد الدكتور محمود بدوي وكيل وزارة الصحة بالجيزة ان قطاع الجيزة يعاني نقصا شديدا في اقسام الحروق فلا يوجد غير قسم بمستشفي امبابة العام يغطي شمال الجيزة وآخر بمستشفي أم المصريين ويغطي جنوبالجيزة وغير ذلك لا يوجد أي مستشفيات أو مراكز متخصصة للحرائق ونحن بصدد تنفيذ خطة لزيادة أعدادها وفتح اقسام جديدة بالمستشفيات. يضيف الدكتور محمد شوقي مدير مستشفي المنيرة ان نقص اسرة الرعاية المركزة الخاصة بالحروق والأقسام الخاصة تحتل المرتبة الثالثة بعد نقص الحضانات والرعاية المركزة موضحا ان أهم هذه العوامل هي ان الكثير يجهلون المستشفيات التي يوجد بها اقسام متخصصة لاستقبال هذه الحالات فتقوم سيارة الاسعاف بالبحث عن المستشفيات والحلقة المفقودة هي التنسيق بين غرفة عمليات الاسعاف والمستشفيات التي يوجد بها اقسام للحروق مؤكداً افتتاح قسم خاص للحروق بالمنيرة ضمن خطة الإصلاح قريباً.