شرت جريدة الجمهورية مقالا لي يوم 17/6 تحت عنوان "أسئلة تليمذتي المحيرة" وكان مضمون المقال رسالة وصلتني علي صفحتي في الفيس بوك من تلميذة لي تتعجب من حال التعليم وما وصل إليه وكان من ضمن اسئلتها الحائرة لمشكلة أننا خلاص بقينا مصدقين ان الدرجة بتفرق وان التعليم شيء اساسي في بلد مافيهاش تعليم وإلا فمن يجيبني عن هذه التساؤلات؟ - يعني ايه مقفل كمبيوتر ومش عارف حتي تسطب نسخة للجهاز بتاعك؟ - يعني ايه مقفل فلسفة وأنت فاشل في الحوار مع الناس؟ - يعني ايه مقفل علم نفس وأنت مش عارف ما يضايقك مضايقك ولا فاهم الناس؟ - يعني ايه مقفل انجليزي ولما تيجي تشتغل لازم تكون واخد كورسات عشان الانجليزي بتاع المدرسة ده ما يأكلش عيش؟ - يعني ايه تقفل دين وأنت مبتركعهاش وماشي مع 9 بنات والكذب والسب علي لسانك 24 ساعة؟ - يعني ايه مقفل جغرافيا وأنت هتستفيد ايه لما تعرف ان العراق فيها 33 مليون نخلة وان استراليا عدد الخرفان فيها أكثر من سكانها بأضعاف وقد ختمت اسئلتها بهذه العبارة اسأل أي واحد متوظف في أي وظيفة جديدة ايه أول كلمة سمعها هايقولك قالولي انسي بقي كل اللي انت درسته واللي تعرفه عن الشغل ده وبدأوا يعلموه؟ ده لو اشتغلت بالشهادة اللي انت اتخرجت بيها أصلا. بل الشهادة فيها مجرد ورقة في برواز علي الحيطة عشان بابا وماما يتباهوا بيها لما ييجي ضيوف أو تتجوز بيها لو كنت شاب دا لو أصلا عرفت طريق الجواز منين. وقد اعتذرت لها في نهاية مقالي عن عجزي عن الرد أو الوصول إلي اجابة حيث ان منظومة التعليم بحاجة إلي اصلاح جذري ومرت ايام حتي فوجئت علي بريدي الخاص برسالة يطلب فيها مرسلها ضرورة التواصل مع معالي وزير التربية والتعليم وترك لي أرقام الهاتف وظننت في البداية انها مقلب أو استظراف من أحدهم فالعبارة مختصرة ولا تنم عن مرسلها فهو غير مسجل من الأصدقاء فأرسلت ردا عليه عبارة عن علامات استفهام كناية عن الاستغراب والتعجب فرد علي المرسل: رجاء رقم محمولك فكتبته إليه وفوجئت بالاتصال وكنا قد شارفنا علي منتصف الليل وقد ظهر أحد الأرقام التي كتبها في بريدي وعرفني بنفسه بأنه الأستاذ تامر غنيم من السكرتارية الخاصة لوزير التعليم وقد سألني إذا كنت كاتب المقال فأجبت بالايجاب ففرح الرجل وقال لقد بحثنا عنك طويلا حيث أمر معالي الوزير بضرورة الوصول إليك والتواصل معك وقد سعد بنجاحه في مهمته وقال لي انت وصحفي من جريدة الجمهورية لا اذكر الاسم مدعوون للقاء معالي الوزير لمناقشة مشاكل التعليم ومحاولة الوصول إلي حل.