دعا أحمد المسلماني المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية المؤقت كافة القوي السياسية بما فيها جماعة الإخوان المسلمين والأحزاب في مصر إلي المشاركة في جهود المصالحة الوطنية التي دعت إليها مؤسسة الرئاسة مشيراً إلي أنه بدأ اجراء اتصالات لهذا الغرض إلي جانب الاتصالات التي يجريها الدكتور مصطفي حجازي المستشار السياسي لرئيس الجمهورية. أوضح المسلماني في مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة انه سيتم خلال أيام تسلم المتحدث الجديد باسم رئاسة الجمهورية مهامه مشيراً إلي ان الفترة التي تلت تسلم الرئيس المؤقت مهامه شهدت ندرة في المعلومات المتاحة لعدم تواصل دولاب العمل في الدولة.. أما الآن فقد اتضح شكل الدولة حيث تم تعيين الدكتور محمد البرادعي نائباً لرئيس الجمهورية والدكتور حازم الببلاوي لرئاسة الوزراء. أكد المسلماني انه ليس هناك إعلان دستوري تكميلي وان المصالحة تبدأ بتشكيل لجنة قانونية من خبراء قانونيين ولجنة للحوار المجتمعي تضم 50 من الشخصيات البارزة. قال ان وزارة الإعلام قائمة والتغييرات الصحفية غير مطروحة حتي الآن مؤكداً ان هدف المصالحة التي ستبدأ قريباً هو تحقيق التوافق المجتمعي وتخطي الاستقطاب الحالي والموافقة علي دستور جديد موضحاً ان لدينا فرصاً لتحقيق الدستور التوافقي. اكد ان الرئيس عدلي منصور عقد لقاء أمس مع كبار الأدباء والإعلاميين كما عقد لقاء مع أعضاء حركة تمرد بناء علي طلبهم موضحا ان مجموعة من الشباب طلبوا السفر إلي الولاياتالمتحدة لشرح الموقف المصري. وأكد ان الرئيس منصور قرر إرساله كموفد من قبله للقاء الإمام الأكبر شيخ الأزهر بشأن موضوع المصالحة. حول أحداث ميدان رمسيس والأوضاع في سيناء قال المسلماني: ندين العنف بكافة أشكاله وهناك نوعان كلاهما مرفوض وهو إرهاب معنوي ومادي وعلينا التكاتف جميعاً في مواجهة الارهاب موضحاً انه لا مستقبل للارهاب في هذا الوطن موضحاً ان المتحدث العسكري هو من يتحدث عن الأوضاع في سيناء وقال ان للمصالحة مراحل محددة مضينا فيها منها الإطار الاخلاقي والإطار النظري حيث الجميع تحت راية واحدة من أجل مستقبل مجتمعي منسجم ولا نريد ان يتربص تيار بآخر وان تصل المصالحة للسلم الأهلي موضحاً ان الإطار الاخلاقي تم طرحه والإطار النظري أصبح واضحاً والدكتور مصطفي حجازي المستشار السياسي للرئيس سوف يشارك ويقوم بإجراء اتصالاته ونتوقع مشاركة كافة التيارات الإسلامية بما فيها الإخوان المسلمين وأشار إلي انه من الطبيعي في مجتمع سياسي كالذي نعيش فيه ان يكون هناك اختلاف موضحا ان مصر خلال السنوات الأخيرة مرت بعدة مراحل بدأت بمحاولة التوريث ومرحلة التغيير التي اظهرت قوي ثورية في مواجهة هذا التوريث. ثم المرحلة الانتقالية الأولي وهي مرحلة حكم المجلس العسكري خلال الفترة من بين 25 يناير وحتي تسلم الرئيس المخلوع محمد مرسي السلطة والتي خلقت درجة من عدم الانسجام المجتمعي والانقسام السياسي ثم المرحلة الثالثة وهي فترة حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي تسبب في خلق انقسامات بين أطياف المجتمع ونحن الآن في مرحلة اخشي ان نسميها الكل ضد الكل. أوضح المسلماني ان الاعتراض علي أي وزير منطقي والسياسة فن الأمل وحصيلة التوافق وان الشعب يريد تجاوز ما يحدث لتأسيس مجتمع حضاري موضحاً ان هناك صلاحيات لنائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء وخطاب التكليف يوضح هذه الصلاحيات والصلاحيات كافية لنائب الرئيس ورئيس الوزراء وخريطة الطريق واضحة ومراحل تعديل الدستور تبدأ بلجنتين أولاهما لجنة من خبراء القانون ولجنة الخمسين لاجراء حوار مجتمعي وتحقيق المصالحة والتوافق علي الدستور. حول ردود الفعل عما يحدث في مصر قال المسلماني لا نقبل شروطاً من أحد ونستمع لنصائح آخرين من الاصدقاء ودول أقل صداقة لكن في النهاية القرار مصري ووطني ومن يتصور ان الدولة المصرية ضعيفة أو هشة نقول له ان الدولة المصرية ليست ضعيفة ولا دولة فاشلة ولسنا ازاء دولة مهتزة أو مرتبكة فمصر دولة قوية ولا نحتاج شهادة من أحد ولا نتسول من أحد والثورة اسقطت نظاماً والقرار الآن وطني وأكد أنه لم يكن هناك مؤتمر صحفي لبيرنز حتي يلغي وانما كان هناك تصور وعقد المؤتمر في مكان آخر وحول مصير الرئيس المخلوع محمد مرسي قال المسلماني ان الرئيس المعزول موجود في مكان آمن ويحظي بمعاملة لائقة كرئيس مصري سابق وقال انه ليست لديه معلومات عما إذا كان بيرنز طلب لقاء الرئيس المخلوع مرسي أم لا. اكد ان الرئاسة تتعامل مع الأزهر والرئيس أوفده للأزهر ونقدر مكانة الدكتور أحمد الطيب والأزهر جزء من طرح المصالحة ولا تعارض بين الرئاسة والأزهر في هذا الصدد وقال انه من الطبيعي ان تواجه الدول ضغوطاً ومصر دولة قوية ولسنا دولة مهتزة ومن الطبيعي ان يتلقي القرار المصري مداخلات كثيرة ولكنه قرار وطني ونحن نراهن علي المخلصين والذين يقدمون المصلحة الوطنية كأولوية واضاف ان كل الدول مرت بمحن أكثر مما مرت به مصر الآن وهناك دول استطاعت ان تصل للمصالحة رغم ما عانته من استقطاب ونراهن علي القوي الوطنية. حول أحداث رابعة العدوية واستمرار اعتصام أنصار الرئيس المخلوع قال المسلماني ان الرئاسة تناشد الجميع ان حق التظاهر مكفول وعليهم الانخراط في الحياة الطبيعية والانضمام للمصالحة الوطنية محذراً أي شخص يحمل سلاحاً سيواجه بالقانون والتقاضي. أكد أنه لم يتم اقصاء أحد وعرضت حقائب وزارية علي التيار الديني مثل السلفيين والإخوان ورئيس الوزراء سيعرض تفاصيل التشكيل الوزاري. قال ان مؤسسة الرئاسة حريصة علي تمكين الشباب وخلق نخبة بديلة وهذا لا يعني الاساءة لأحد معتبراً ان المصالحة ليست شعاراً وحيداً للمرحلة ولكنها الفناء الخلفي لمكافحة الفساد وإقامة مشروعات كبري وان المصالحة ليست بديلاً لمطالب الشعب ولكنها الفناء الخلفي الذي يحمل مطالب الشعب ولا يمكن ان نمضي في بناء الوطن دون مصارحة ومصالحة. أكد ان القانون لضبط الخارجين والمصالحة لمن يرغبون فيمن يريدون أن يكونوا جزءاً من هذا الوطن وانه علي صلة مع شباب الإخوان المسلمين واستمرار الاستقطاب الحالي يهدد بعرقلة أي تقدم للإمام مشيراً إلي وجود ضغوط داخلية وخارجية تواجه أي دولة في ظروفنا الحالية. قال المسلماني: انه لا توجد تغييرات في المؤسسات الصحفية الآن ومن الممكن ان يتم النظر في التغييرات الصحفية بعد تشكيل الحكومة الجديدة وكانت هذه الأمور موضع نقاش بين الرئيس المؤقت ونقابة الصحفيين خلال لقائهما الأخير. أوضح المسلماني انه لا محاصصة في الحكومة الجديدة ولسنا ازاء توزيع تركة ومغانم مؤكداً علي فتح جميع الأبواب أمام كل التيارات والبعض ركز علي بعض الشخصيات. أكد ان الرئيس عدلي منصور قرر تعيين الدكتور عصام حجي الأستاذ بكلية العلوم جامعة القاهرة والخبير بمؤسسة ناسا مستشاراً لرئيس الجمهورية للشئون العلمية وانه سيصدر القرار قريباً وحول تعيين مستشاري الوزراء ومساعدي الوزراء قال المسلماني: لدينا قرار واضح وصريح بتمكين الشباب كمعيار أساسي وعلي أساس الكفاءة والرئيس السابق تكلم عن الشباب دون ان يكون لهم وجود في مؤسسات الدولة موضحا ان الشفافية أساسية والاهتمام بالشباب ليس معناه إعلاء لجيل علي آخر وقال ان الرئيس وشيخ الأزهر سيشاركان في افتتاح مؤتمر المصالحة الوطنية قريباً. وحول اطروحات جماعة الإخوان قال المسلماني: هذا شأنهم وقد أبحرت سفينة المصالحة ولا مجال لوقفها مؤكداً ان المصالحة ليست حواراً سياسياً.. ولكنها خريطة طريق لبناء الدولة المصرية ولها أبعاد نفسية واجتماعية وهناك قبول من شباب الإخوان للتفاوض عندما عرض عليهم الحوار.