استقبلت بارتياح شديد خبر ترشيح السفير نبيل فهمي لمنصب وزير الخارجية في مصر الجديدة والرجل كان يستحق ان يكون وزيراً لخارجية مصر منذ فترة طويلة. فهو يملك قدرات ممتازة كدبلوماسي محترف. وهو أحد الخبراء البارزين في مجال نزع السلاح. كما انه يملك علاقات دولية متنوعة تسمح له بالانطلاق بوزارة الخارجية التي كانت في حالة من الركود لمدة عامين. في ظروف خارجة عن ارادتها ولا نلوم فيها جهاز الوزارة العريق المحترم. اتمني له التوفيق وخاصة ونحن اصدقاء ونتمني إلي دفعة واحدة التحقت بوزارة الخارجية في 14 مارس 1976. وهي دفعة متميزة تضم السفراء سامح شكري وحسين هريدي وعمر متولي وبهاء ماضي وحمدي لوزة والسفيرة مني عمر وآخرين اللذين بذلوا جهدا ضخماً للدفاع عن بلدنا الحبيب. العمل الخارجي سيكون أحد ركائز التقدم في المرحلة الدقيقة القادمة. وهناك ملفات عديدة تنتظر وزير الخارجية الجديد وأعلم انه يدركها بل وأجزم أنه يعرف كيف سيخطو خطواته الأولي لمعالجة هذه الملفات الصعبة في لحظة دقيقة تمر بها مصر الجديدة. ارجو ان لا تتقاطع مسئوليات نائب الرئيس للعلاقات الدولية مع واجبات وزير الخارجية وكلي ثقة أنهما سيمثلان فريقاً متكاملاً متجانساً وأعلم مدي احترام وتقدير كل منهما للآخر. التشكيل الحكومي بوجه عام اعتقد انه يمثل خبرات ممتازة كما اكدت من قبل فأننا لن نتدافع لاقتسام الغنائم فاللحظة أكبر من ذلك. بل ان الشعب المصري علمنا كيف نسمو فوق الطموحات الشخصية لكنني يجب ان أتوقف لحظات وأنفي عن الجميع أنهم قد يكونون استعملوا جبهة الانقاذ كمنصة للانطلاق لتحقيق طموحات شخصية. لكنه لا يمكن ان نتجاهل ان تركيبة الوزارة قد عكست ما كان يجري داخل جبهة الانقاذ فإذا كنت قريبا في الفكر والاتجاهات من شخص ما فانك ضمنت جزءاً من الغنائم. قد يكون هذا أمرا انسانيا تحكمه العلاقات الانسانية ومدي الارتياح أو الاقتراب بين مجموعة ما وعدم حدوث ذلك مع مجموعة أخري. وفي اطار الارتفاع عن التطلعات الشخصية فالمهم هو تحقيق الهدف والوصول إلي تطلعات الشعب المصري وبعد ذلك كله يهون. ولكنها قد تكون تجربة سياسية فريدة لكنها بصبغة قديمة تحمل منطق الشلة وهو نفس المنطق الذي سيتكرر دائماً في الحياة السياسية المصرية. اتمني ان تسرع حكومة د. الببلاوي - إذا جاز قول ذلك - في تطبيق خارطة المستقبل والعمل علي الاستجابة لتطلعات المصريين وهي العدل - الأمن - التنمية.