رجاء التعامل مع الدول وليس ردود أفعال المؤسسات أو الأفراد فيه ولنا في قناة الجزيرة أسوة في التحامل علي ثورة 30 يونيه. فدولة قطر ليست "الجزيرة". وأبناؤها ليسوا أعداء لنا فأبناء قطر عبروا عن احترامهم لمصر وثوراتهم. وعبر محمد المري رئيس التحرير التنفيذي لجريدة الوطن القطرية في مقاله اليومي بعنوان "حفظ الله مصر" عن ذلك وقال: عبرت مصر عنق الزجاجة. وطوت واحدة من أصعب الصفحات. بقدر كبير من المسئولية والأمانة. عبر قرارات عسكرية مدعومة بإرادة شعبية. بهدف تجنيب البلاد المواجهات المحتملة بين فريقين من الشعب. أحدهما يدعم السلطة. والآخر يتبع المعارضة. مما كان ينذر بنتائج وخيمة علي البلاد والعباد.. لكن التحديات لم تنته بعد. إذ أن الجموع الهائلة التي خرجت إلي الشوارع مطالبة بالتغيير تستحق ما يلبي تطلعاتها ويعبر عن طموحاتها. ولم يكن مقبولاً تجاهلها أو صرف النظر عن مطالبها. وبناء عليه استجابت القوات المسلحة المصرية لرغبات المعارضين لنظام الحكم. بعد أن ظهروا هذه المرة أكثر تنظيماً وتأثيراً وانسجاماً. وأكثر عدداً من المرات السابقة. وجنبت - القوات - أرض الكنانة احتمالات الصدام الكارثية. وهي فعلت ذلك بقدر كبير من الحكمة والحنكة. وقدمت خريطة طريق عبرت عن معظم القوي السياسية بمختلف توجهاتها. وأفسحت الطريق أمام رئيس مدني مؤقت لمرحلة انتقالية. علي أن يكون دورها حماية الوطن والمواطنين. كل ما سمعناه حتي الآن يدعو للارتياح والطمأنينة. ومن ذلك ما أكد عليه الرئيس المصري المؤقت المستشار عدلي محمود منصور من أن جماعة "الإخوان المسلمين" جزء من منظومة الشعب المصري. داعياً إياها إلي الاندماج فيه. والمشاركة في بناء الوطن. مشدداً علي أنه لا إقصاء لأحد. وفي ذلك مدعاة للقول بأن الفترة المقبلة ربما تكون فترة مصالحات تاريخية في هذا البلد العربي الكبير. إن أحسن الجميع تغليب العقل والمنطق. والتدقيق في ما حدث. عبر نقد ذاتي حقيقي. يمكن من خلاله وحده استنتاج العبر الملائمة والاستفادة من هذا الدرس الصعب الذي هو بمثابة النواة الحقيقية للتغير نحو الأفضل..يدرك كل مصري اليوم أن عليه أمانة تاريخية في دعم استقرار بلده. كل في موقعه ومجاله. هذا فيما يتعلق بالداخل المصري. أما فيما يتعلق بالخارج. فإن أمام المجتمع الدولي مسئولية جسيمة ايضا. تتمثل في مساعدة مصر لتجاوز مرحلة الخصومات والخلافات والنزاعات وما تسببت به من مشكلات إضافية علي كل صعيد. انعكست هموماً إضافية علي المواطن المصري. الذي ينوء اليوم تحت ثقلها. وهذا يفرض علي الأشقاء العرب بذل كل جهد من أجل مساعدة مصر وشعبها الأبي. ومن هنا تحديداً جاء الموقف القطري المبارك والمتفاعل مع هذه التغييرات. سواء عبر تهنئة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدي للرئيس المستشار عدلي منصور. أو عبر بيان وزارة الخارجية الذي أكد أن قطر ستظل سنداً وداعماً لجمهورية مصر العربية الشقيقة. لتبقي قائداً ورائداً في العالم العربي والإسلامي. إذ أن دعم مصر والوقوف إلي جانبها ومؤازرتها في وقت الشدة. هو دعم للعرب جميعاً الذين يدركون أن مصر كانت. وستبقي قاطرة العالم العربي علي طريق الخير والتقدم. من هنا أنا أؤكد أن الدول لا تأخذ مواقف عدائية من الشعوب بسبب تهور أفراد ومؤسسات فيها. ولكن الدول المحترمة تتعامل بالأفعال لا الأقوال. وقطر قدمت لمصر العون وفي النهاية نحن كيان واحد ومستقبل واحد. حفظ الله مصر وشعبها من كل مكروه.