تطورات متسارعة تشهدها الساحة المصرية العربية بعد 30 يونيو التاريخ الذى سجل مرحلة انتقالية جديدة فى حياة الشعب المصرى فقد بادرت كل من السعودية والإمارات والكويت بتقديم كامل الدعم للشعب المصرى إلا أن هناك دولا أخرى تراقب الوضع فى انتظار ما سيحدث، لكن اللافت للنظر موقف قطر الذى تجسد فى اتجاهات قناة الجزيرة ودعمها للتحريض والانحياز الكامل لمجموعات تعطل مسار الاستقرار فى مصر وهو ما دعا جموع الشعب المصرى لمطالبة القيادة الجديدة فى قطر وعلى رأسها الأمير تميم بن حمد بوقف تدخل الجزيرة فى الشأن المصرى ووقف حالة الفتن والتحريض. فليس من مصلحة دولة قطر الشقيقة الانحياز لمجموعة من الشعب المصرى من خلال قناة الجزيرة التى ساهمت فى كسر العروبة فى عدد من عواصم الربيع العربى خاصة مصر وتونس وليبيا واتمنى ان تتصالح قطر مع الشعوب العربية عبر سياسات معتدلة غير منحازة وداعمة لفصيل ضد آخر. الكويت من جانبها قالت إنها لن تتأخر عن تقديم كل عون ممكن من أجل تدعيم مقومات الأمن والاستقرار وترسيخ دعائم الديمقراطية فى مصر، كما أعربت عن ثقتها الكاملة فى قدرة الشعب المصرى على تجاوز المرحلة الصعبة التى تمر بها بلاده جاء ذلك خلال جلسة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، حيث أعرب مجلس الوزراء عن ثقته الكاملة فى قدرة الشعب المصرى على تجاوز المرحلة الصعبة وما تنطوى عليه من مخاطر وتحديات تطال أمن مصر واستقرارها ومقوماتها.. وأوضح أن الشعب المصرى «عُرِفَ عنه روح وطنية عالية يشهد بها تاريخه». وفى سياق متصل كان وفد إماراتى رفيع برئاسة الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطنى، ويضم 6 وزراء، قد حضر للقاهرة الأسبوع الماضى فى أول زيارة رسمية لوفد عربى إلى مصر منذ إقالة الرئيس محمد مرسى ومعروف أن العلاقات بين البلدين شهدت توترا خلال فترة رئاسة مرسى لمصر، على خلفية اتهامات إماراتية لجماعة الإخوان المسلمين، التى ينتمى إليها مرسى، بالتدخل فى شئون الإمارات، وهو الأمر الذى نفته الجماعة مرارًا. وقد التقى الوفد الرئيس المؤقت عدلى منصور لنقل رسالة شفهية من نظيره الإماراتى الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وبحث الوفد الإماراتى سبل التعاون بين البلدين والتعرف على احتياجات مصر العاجلة والتى تستطيع الإمارات تقديمها للشعب المصرى. كما أجرى الفريق أول مباحثات مطولة مع كبار المسئولين فى مصر، وبينهم وزيرا الدفاع عبد الفتاح السيسى، والخارجية محمد كامل عمرو، بحضور سفير الإمارات بالقاهرة محمد بن نخيره الظاهرى. يذكر أن الوفد ضم وزير الخارجية الإماراتى عبد الله بن زايد وخمسة وزراء معنيين بالنواحى الاقتصادية والمالية والإستثمارية، إلى جانب عدد من كبار المسئولين بالحكومة؛ للتأكيد على «وقوف بلادهم إلى جانب مصر قيادة وحكومة وشعباً فى هذه المرحلة الحرجة»، بحسب المصادر نفسها. كما نقل الوفد الاماراتى للمسؤلين فى مصر تأكيدات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، التعبير عن عمق العلاقات الأخوية بين الدولتين وحرص الإمارات على أمن واستقرار مصر لمواصلة دورها الريادى عربياً وإقليمياً». واجرى وزير خارجية الإمارات مباحثات مطولة مع نظيره المصرى محمد كامل عمرو «تهدف إلى استكمال مباحثاتهما التى جرت مؤخراً فى (العاصمة القطرية) الدوحة على هامش مؤتمر (أصدقاء سوريا)، وتناولت المباحثات أيضاً سبل تفعيل العلاقات الثنائية بين الدولتين فى شتى المجالات خاصة النواحى الاقتصادية. وكان عبد الله بن زايد آل نهيان قد قال أن بلاده «تتابع بارتياح تطورات الأوضاع فى جمهورية مصر العربية الشقيقة انطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة بين البلدين الشقيقين»، وذلك فى أول رد فعل عربى ودولى على البيان التى أصدره الجيش المصرى، وأعلن بموجبه تولى رئيس المحكمة الدستورية العليا عدلى منصور رئاسة البلاد مؤقتاً بدلاً من الرئيس المقال محمد مرسى. كما بعث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز برقية تهنئة الى الرئيس المؤقت عدلى منصور وابدى الاستعداد الكامل لدعم مصر فى هذه المرحلة.