في ظل الشارع الملتهب المنقسم والدماء التي تسيل بلا حساب المستشفيات مرشحة لتكون صورة مصغرة من الميادين المتصارعة .. الاستقطاب السياسي جعل الأطباء يعيشون في رعب حقيقي بسبب اجتماع طرفي الصراع معاً في مكان واحد حيث يصر أهالي المرضي والقتلي علي الدخول وحين يرفض الأمن تبدأ المعركة. الأهالي خائفون علي مرضاهم المحتجزين والمديرون يخشون هجوم البلطجية وسرقة الأجهزة والتطمينات التي أطلقها أجهزة الدولة بأن المستشفيات مؤمنة ليس لها وجوداً حقيقياً علي أرض الواقع والجميع يطالب بوضعها تحت حماية الشرطة العسكرية خاصة القريبة من قلب الأحداث. وليد محمد عطية مهن حرة من وجود قوة بمستشفي المنيرة تؤمن المستشفي ليلا من الخارج فقط بينما لايوجد أحد بالداخل لتأمين المرضي والاجهزة والرعاية المركزة مجرد فردين من الامن والمرعب انه من السهل لأي مواطن دخول المستشفي دون التعرف علي هويته فالأمن لايطلع علي بطاقات الزائرين خاصة في تلك الفترة الحرجة والطارئة البوابة مفتوحة للجميع كما يشجع علي اقتحام المستشفيات وسهولة سرقتها. ويضيف اسماعيل صبحي عامل افتقاد الامن بالمستشفيات أصبح ظاهرة نعيش في رعب عندما تكون ابنتي التي تعمل ممرضة بالمستشفي في نوبتجية حتي العاشرة مساءً ويشكو سعيد عبدالعال من مستشفي قصر العيني حيث أصيب والده بأزمة قلبية ليلا اسرعنا به لهناك فريق الامن استقبال الحالة بحجة ان المستشفي مغلقة ليلا خوفاً من البلطجية لعدم وجود أمن كاف حولنا لمستشفي المنيرة التي استقبلتنا. عبدالله أحمد يؤكد ان استقبال المستشفي غير مؤمن علي الاطلاق لدرجة ان العاملين بالاستقبال يتركونه ليلاً نظرا لما يتعرض له المستشفي بصفة مستمرة من تعدي البلطجية حتي التمريض يترك المستشفي في وقت مبكر لعدم وجود من يحميهم. الدكتور محمد شوقي أبويوسف مدير مستشفي المنيرة العام بالنسبة للامن فإن المستشفي مؤمن 24 ساعة من خلال الشرطة العسكرية والجيش لمنع أي مشاجرة من المرضي وهناك شرطة مدنية للتأمين لكن عدد الافراد غير كاف فالقوة مكونة من فردين بدون ضابط وغير كافية للتأمين داخليا خاصة ان مستشفي المنيرة يقع في بؤرة الاحداث وعرضة للبلطجة والاعتداءات وقد تعرضنا لكثير من الاعتداءات وتكسير زجاج النوافذ وكسر البوابات وذلك عام 2012 وحاليا نتعرض للشغب من قبل بعض المرضي في حالة عدم توفر علاج لهم بالمستشفي أو عدم توافر التخصص الطبي. ويكمل قائلا استعددنا لاحداث 30 يونيو منذ شهرين تقريبا بالتنسيق بيننا وبين الوزارة وتعاقدنا مع شركة أمن لتأمين المستشفي من الداخل والاجهزة وستكون مسئولة أمام المستشفي في حالة حدوث أي خلل أمني أو سرقات تحدث داخل المستشفي. الدكتور محمد اليمني مدير مستشفي الجمهورية يقول: رغم تعهد وزارة الصحة بتأمين المستشفيات فإنها لم تنفذ ومفروض من أن يتواجد عساكر وأفراد شرطة لكنهم لم يحضروا وعندما تحدثت للمسئول عن تأمين المنشآت قال هناك أماكن أكثر خطورة أولي بتأمينها مضيفا انه يعتمد علي أمن المستشفي الخاص رغم انه غير كاف. ويضيف المستشفي تعرض الفترة الماضية للتعدي ونتج عن ذلك تلفيات بالمبني والاطباء ضربوا من قبل بعض البلطجية وكان وقتها يوجد بالمستشفي فردان أمن بدون أسلحة ولم أجد أمامي سوي الاتصال بقسم الشرطة لنجدتنا ولكنهم دائما يحضرون بعد فوات الاوان. ويشير أنه بالرغم من قيام الامن بالتأكد من انصراف الزائرين وحتي المرافق لابد ان يكون مسجلاً اسمه مسجل علي التذكرة إلا ان أحد الزوار قام بسرقة لاب توب خاص بأحد الاطباء ولم يتمكن أفراد الامن من القبض عليه.