أخرج النسائي وابن ماجه والترمذي وصححه. عن أبي قتادة. ان النبي. صلي الله عليه وسلم. أتي بجنازة. فسأل: هل عليه دين؟ قالوا: نعم دينارين. فلم يصل عليه. فقال أبوقتادة: هما علي يا رسول الله. فقال. صلي الله عليه وسلم.: "بالوفاء". قال أبوقتادة: بالوفاء. فصلي عليه. وأخرجه النسائي وأحمد وابن حبان عن سلمه بن الأكوع. قال: أتي النبي. صلي الله عليه وسلم. بجنازة. فقالوا: يا نبي الله. صل عليها. فقال. صلي الله عليه وسلم.: "هل ترك ديناً"؟ قالوا: نعم. فقال. صلي لله عليه وسلم.: "هل ترك من شيء"؟ قالوا: لا فقال. صلي الله عليه وسلم.: "صلوا علي صاحبكم". فقال رجل من الأنصار يقال له أبوقتادة صل عليه وعلي دينه. فصلي عليه. ويوضح القاضي البيضاوي الحكمة من امتناع النبي. صلي الله عليه وسلم. عن الصلاة علي الميت المدين وليس في تركته ما يفي دينه. فقال: لعل النبي. صلي الله عليه وسلم. امتنع عن الصلاة علي المديون الذي لم يترك وفاءً تحذيراً من الدين. وزجراً عن المماطلة. أوكراهية ان يوقف دعاؤه عن الاجابة بسبب ما عليه من مظلمة الخلق. ويفسر ابن القيم معني وقف دعاء النبي. صلي الله عليه وسلم. في صلاة الجنازة بسبب الدين. وما نزل بعد ذلك من رحمة. فيقول: ان الصلاة علي الميت شفاعة له. وشفاعة النبي. صلي الله عليه وسلم. موجبة- يعني لا ترد فهي توجب الرحمة- ولما كان العبد مرتهن بدينه ولا يدخل الجنة حتي يقضي عنه هذا الدين- كما أخرجه الترمذي باسناد صحيح عن أبي هريرة ان النبي. صلي الله عليه وسلم. قال: "نفس المؤمن معلقة بدينه حتي يقضي عنه"- لذلك امتنع النبي. صلي الله عليه وسلم. عن الصلاة علي الميت المدين الذي لم يترك وفاءً» لأن الشفاعة لا تجوز في حقوق العباد. يقول ابن القيم: فلما فتح الله علي النبي. صلي الله عليه وسلم. الفتوح- أي وزاد المال في بيت المال- فقد كان. صلي الله عليه وسلم. يصلي علي الميت المدين. ويتحمل عنه دينه. ويدع ماله لورثته. فقد أخرج النسائي وابن ماجه والترمذي وصححه. عن أبي هريرة. ان رسول الله. صلي الله عليه وسلم. كان يؤتي بالرجل المتوفي. عليه الدين. فيقول: "هل ترك لدينه من قضاء"؟ فإن حدث أنه ترك وفاءً صلي عليه. وإلا قال للمسلمين: "صلوا علي صاحبكم" فلما فتح الله عليه الفتوح. قام فقال: "أنا أولي بالمؤمنين من أنفسهم. فمن توفي من المسلمين فترك ديناً فعلي قضاؤه. ومن ترك مالا فهو لورثته".