رغم كل ما قيل من كلمات طائشة في جمعة "رابعة العدوية" والتي تتناقض تماماً مع شعارها "لا للعنف" والتي تحمل التهديد بسحق المعارضين ورشهم بالدم وتتهمهم بالعمالة لليهود وأنهم ممثلو الدعارة والبلطجية.. رغم خطورة كل دعوات التحريض. فان أخطر ما قيل في هذه الجمعة هو الاساءة والتطاول علي مقام شيخ الأزهر وعلي مكانة بابا الكنيسة المصرية.. لم يتآمر البابا تواضروس علي السلطة ولم يأمر الأقباط بالتظاهر يوم 30 يونيه. بل احترم فقط حرية كل قبطي في التعبير عن رأيه سواء بالمشاركة أو المقاطعة.. وجاءت الرسالة الصادمة من القيادي الإخواني غير مسبوقة في تاريخ مصر وتفتح الباب لأزمة طائفية جديدة. والمزيد من الغضب علي السلطة ايضا!. أما شيخ الأزهر د.أحمد الطيب فان كل ما فعله هو اصدار بيان يرفض فيه وصف المعارضين بالكفر والنفاق ويجيز المعارضة السلمية ويصف الخروج المسلح بأنها معصية كبيرة.. لم يقف شيخ الأزهر في هذا البيان في صف المعارضة أو يتورط في الصراع السياسي. بل كان يقوم بدوره الأصيل في تأكيد صحيح الدين ومنع الانحراف به لتوظيفه دون وجه حق علي منابر السياسة وأيضا تأكيد دور الأزهر التاريخي كأكبر مؤسسة للإسلام السمح المعتدل في مواجهة تيارات التطرف التي تسيء إلي ديننا الحنيف وتربطه بالارهاب وسفك الدماء. ان السكوت علي مثل هذه الأصوات دون التنديد بها. من أكبر اخطاء هذه المرحلة. لأن الخلافات السياسية ستأتي يوماً وتنتهي .اما ما يزرعه هؤلاء في نفوس البسطاء أو ممن يأخذون من الدين سوي قشوره فهو الأخطر علي استقرار المجتمع المصري والعلاقة بين أطيافه علي اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم. والأخطر ايضا علي هوية مصر التي استقرت قرونا طويلة وتتعرض الآن للاهتزاز والتشوية لتكون والعياذ بالله. مصر أخري غير التي نعشقها ويحبها الكثيرون في العالم. وكانت زيارتها حتي وقت قريب. من أكبر أحلامهم. وأبرز مثال علي هذا الخطر الداهم الذي لا يدرك توابعه الكثيرون لحسابات سياسية. ما حدث ليلة الأحد الماضي في احدي قري أبوالنمرس بالجيزة عندما اعتدي الأهالي علي مجموعة من الشيعة. فقتلوا أربعة وأصابوا ثمانية في ليلة النصف من شعبان. ومن بين القتلي الشيخ حسن شحاته الذي قال عنه د.أحمد راسم النفيس انه قبل أن يتحول إلي الشيعة كان أماماً لمسجد صلاح الدين بالقاهرة وكبير الوعاظ في الجيش المصري في السبعينيات. ويقدم برنامجاً بالتليفزيون المصري في الثمانينات. المؤكد أن آلاف الغاضبين لم يتحركوا بالمولوتوف وغيره إلا بتأثير شائعات كاذبة ومهما كانت جريمتهم فان من يجب محاكمته قبلهم هو من زرع في عقولهم عبر الفضائيات ومنابر بعض المساجد للأسف. كراهية اخواننا الشيعة ووصفهم بأنهم أخطر من اليهود. ومن دعا إلي الجهاد ضدهم وتحويل القضية السورية إلي حرب بين الشيعةپوالسنةپوتقديم أكبر خدمة للمخطط الغربي بتحويل الصراع العربي الاسرائيلي إلي صراع مذهبي بين أبناء الدين الواحد والذي بدأ وتوهج في العراق وانتقل إلي سوريا.. والآن.. وبفعل التحريض الغبي. تطل رأس هذا الصراع والفتنة في مصر. بلد الأزهر والاعتدال والدين الوسيطي. واذا لم ننتبه جميعاً سلطة ومعارضة وحتي حزب الكنبة إلي خطورة ما حدث في أبوالنمرس. فان هذه الكارثة ستهدد مجتمعنا المسكين. بمزيد من الحرائق. وهو ما يؤكد أهمية الدعوة الحاسمة والقاطعة من الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة والتي تقول للجميع أن المصالحةپالوطنية بكل التنازلات المطلوبة هي الحل الوحيد لانقاذ مصر. وأن خطاب التكفير والتخوين والكراهية والاحتقان والتقسيم والعناد. أكبر طعنة لشعب مصر وأعظم هدية لأعدائه.