لا يختلف اثنان على أن الجمهور هو روح الرياضة وقلبها النابض وبدونه تتحول الملاعب كما ذكرت مرارا الى صمت القبور ولكن ما حدث من جماهير الألتراس مؤخرا فيما اسموه اقتحام الملاعب لحضور المباريات أمر مرفوض تماما فى هذا الوقت الدقيق الذى تمر به البلاد من حالة الانفلات وعدم الإستقرار. وحزنت أكثر من قرارات لجنة المسابقات الهزيلة والتى تخالف اللائحة التى تقضى بإعتبار الفريق الذى تحضر جماهيره للمباريات خاسرا المباراة صفر- 2 لأن إتحاد الكرة يجسد الآن حالة الضعف الشديد التى تمر بها البلاد تجاه تنفيذ اللوائح والقوانين ولما لا وأعلى سلطات البلد لا تلتزم حتى بأى أحكام قضائية ولا تطبق أى قرارات رادعة تعيد للشارع المصرى هدوءه وإستقراره وتعيد للمواطن اطمئنانه على أن الغد أفضل حتى ولو بدرجة بسيطة جدا. والحقيقة أننى أنظر الى هذا الأمر بنظرة متباينة وبخاصة من جانب اتحاد الكرة الضعيف الذى لا يقوى على اتخاذ قرار طالما الكلمة فى الشارع للبلطجة والقوة وليس لأى منطق آخر. فجماعة الألتراس هى نفسها التى حالت دون عودة الجماهير عندما بدأ اتحاد الكرة يفتح الباب نسبيا أمام حضورها فى المباريات الأفريقية باعتبارها عودة تدريجية نحو حضور الجماهير المباريات المحلية ولكنها نفسها أهدرت الفرصة بداية بجمهور الأهلى وسلوكه فى مباراة تاسكار الأفريقية وقبلها بمحاولته المضنية للحيلولة دون إقامة مباريات كأس السوبر المصرى العام الماضى ودون عودة النشاط بشكل عام حتى بعد الحكم فى قضية بورسعيد. وقبلها سلكت جماهير الزمالك سلوكا غريبا فى مباراة جازيل التشادى التى كانت من طرف واحد تماما وفاز بها الزمالك بسبعة أهداف دون أدنى مبرر ونفس الحال لجماهير الإسماعيلى التى اقتحمت الملعب يوم مباراة الفريق أمام إتحاد العاصمة الجزائرى فى البطولة العربية أى أن الجماهير نفسها التى تريد الحضور الآن هى أول من أفسدت فرص عودتها بشكل طبيعى الى الملاعب. والقضية الثانية هى الصورايخ والألعاب النارية ولاالشماريخ التى أصبحت تشكل رعبا لكل من يشاهدها فى هذا الجو الأمنى المضطرب فى البلاد وأروى هنا قصة من مباراة ودية داخل النادى الأهلى حضرتها بالصدفة داخل ملعب مختار التتش وحضرها الألتراس الذى أبى أن يحسن صورته حتى أمام أعضاء النادى فراحوا يشعلون الشماريخ والألعاب النارية عقب مباراة ودية لا قيمة لها للفريق الأول وشاهدت بعينى حجم الذعر للسيدات اللاتى كن داخل النادى وكيف إندفعن للهروب بأولادهن بعيدا عن الملعب.. بل وبعضه بعيدا عن النادى بعد أن أصبحت صورة الجماهير فى نظرهن بمثابة الإرهاب