بمنتهي العقل والهدوء والحكمة أخشي أن يدفع المشهد السياسي المحتقن الوطن إلي سبيلين لا ثالث لهما إما العودة إلي الديكتاتورية البغيضة وحكم الفرد لحماية الشرعية وفرض هيبة الدولة والحفاظ علي مقدراتها وتحقيق الأمن والأمان للمواطن وإما الدخول في أتون الفوضي والسلب والنهب والتخريب وبحور الدماء والضحايا الذين سيصعد علي أشلائهم وجماجمهم الفصيل المنتصر. ما فعله البلطجية الأسبوع الماضي تحت الغطاء السياسي لجبهة الإنقاذ والقوي الثورية من التصدي للمحافظين وسحل وقتل الإخوان بدسوق وفوه وطنطا والمحلة والمنصورة والفيوم والإسكندرية تحت سمع وبصر الشرطة نذير شؤم علي الوطن وبداية الخراب الذي أججه الإعلام وجبهة الانقاذ حيث يفرضون بذلك علي كل الفصائل الإسلامية أن يدافعوا عن أنفسهم بأنفسهم وحماية ممتلكاتهم والذود عن عرضهم باستخدام كل آليات الحماية. قولاً واحداً.. إن الصراع الدائر الآن بين الفرقاء لا علاقة له بالوطن أو الحرص علي النهوض به أو حتي الرغبة في رفع مستوي البسطاء من الناس من سكان القبور والعشوائيات وصغار الموظفين وعمال اليومية إنما هو صراع بين مجموعة من ساكني القصور علي كرسي بحثاً عن استكمال الوجاهة الاجتماعية. بصراحة.. المجتمع المصري تحول بفعل الصراع السياسي الدامي إلي مجتمع الشتامين الذين يعتمدون في نقاشاتهم وأحاديثهم العام والخاص منها علي المفردات القذرة والألفاظ النابية ورسخوا للعنف سبيلاً لفرض سياسة الأمر الواقع حتي فقد المجتمع. كل المجتمع. مقومات السماحة والطيبة والشهامة التي عرف بها علي مر العصور. إن الزج بقواتنا المسلحة العظيمة وقادته وجنوده البواسل لإرباك المشهد السياسي وتعقيده يمثل إجراماً لا حدود له لن يغفره التاريخ لأنه سيؤدي إلي حرق الوطن والحمد لله أن فشلت خططهم حتي الآن وثبت كذب ادعاء المتآمرين علي د. محمد البلتاجي القيادي بجماعة الإخوان والتصدي للمصانع التي صنعت ملابس عسكرية لاستخدامها للإيهام بمشاركة قواتنا المسلحة في المشهد والتوعد بمحاسبة صاحب الفيديو الذي يرتدي ملابس الصاعقة ويهدد المتظاهرين. سأظل متمسكا بقناعاتي في نبذ العنف والاحتكام للصندوق سبيلاً وحيداً للتعبير عن الرأي والتغيير في هذا الوطن ورفض الممارسات القائمة علي آليات البذاءة والانحطاط التي أساءت لمصرنا العظيمة ورفض ما يفعله الإعلام في صناعة الرأي العام بالكذب والزيف والأباطيل لإسقاط الإخوان وتدميرهم حتي لو سقطت ودمرت الدولة المصرية. باق من الزمن أيام خمسة علي تظاهرات 30 يونيه إما أن ينتبه فيها الإعلام لخطورة ما فعلوه ويفعلونه بالوطن وتتراجع فيها قوي المعارضة عن رفضها للحوار وفرض غطاء سياسي لأعمال البلطجة وإما عليهم تحمل التبعات الخطيرة التي ستلحق بهم قبل الشعب والوطن.