من حق المصريين أن يفرحوا باقتراب المنتخب من التأهل لمونديال البرازيل 2014 وبما حققه الفريق من أرقام لم تتحقق في تاريخ الكرة المصرية من قبل في أي نوع من التصفيات.. فقد كان الفوز علي موزمبيق هو الخامس علي التوالي الذي حققه في المجموعة السابعة ليكون الفريق الوحيد في التصفيات الإفريقية الذي يحصل علي العلامة الكامل 15 نقطة من خمس مباريات. لكن لا يجب المبالغة في الفرحة لأن القادم هو الأصعب والأخطر.. فالمنتخب مطالب باجتياز الدور النهائي للتصفيات والذي سنواجه فيه أحد المنتخبات الإفريقية القوية علي وزن الجزائر وتونس وساحل العاج «كوت دي فوار» وغانا وهي الفرق المرشحة للتصنيف الأول عند إجراء قرعة الدور النهائي للتصفيات يوم 16 سبتمبر المقبل بمقر الاتحاد الإفريقي بالقاهرة.. بينما المنتخب المصري برغم كل هذه النتائج الإيجابية مرشح ليكون ضمن التصنيف الثاني. إن ما حققه المنتخب المصري حتي الآن رائع بكل المقاييس ولو استمر علي نفس الروح والإصرار.. ومع معالجة بعض المشاكل الفنية فإنه سيكون من بين المنتخبات الخمسة المتأهلة للمونديال البرازيلي.. وعلي برادلي ومعاونيه ضياء السيد وزكي عبد الفتاح أن يعملوا علي سد الثغرات وخاصة الدفاعية في الفريق لأن زيمبابوي وموزمبيق وحتي غينيا لا تقارن بتونس أو الجزائر أو كوت دي فوار أو غانا. لكننا في نفس الوقت لابد أن نشد علي أيدي هؤلاء الرجال برادلي وضياء وزكي وتوميك والجهاز الطبي طارق سليمان والأبراشي ومعهما حسنين حمزة وبدر إمام والمهندس سمير عدلي مدير الفريق وقبل كل هؤلاء اللاعبون الذين تفوقوا علي أنفسهم وحققوا أكثر ما كنا نتوقعه منهم في ظروف كانت غاية في الصعوبة منذ انطلاق ثورة الخامس والعشرين من يناير وتوقف الدوري لمدة عام كامل بسبب مذبحة بورسعيد.. فضلا عن غياب عمالقة ونجوم كانت تمثل العمود الفقري للفريق مثل عصام الحضري وعمرو زكي وشيكابالا وعماد متعب ومحمد زيدان وحسني عبدربه وجدو.. واعتقد لو غاب ثلاثة أو أربعة نجوم أساسيين عن منتخب أسبانيا بطل العالم لاهتزت نتائجه وعروضه. بصراحة وبدون أدني مجاملة فإن المدرب الأمريكي بوب برادلي نحت في الصخر ورفض الهروب في ظروف صعبة جدا.. واستطاع أن يخلق شخصية للمنتخب المصري ويعيده إلي الواجهة من جديد بعد التدهور الذي أصابه بعد الخروج المخزي من تصفيات كأس الأمم مرتين متتاليتين عامي 2011 و2013. ولعل أهم ما أضافه برادلي للفريق هو عقيدة الفوز خارج ملعبه وهي نقطة الضعف التي كاني يعاني منها من قبل حتي أن الفريق في المرة التي وصل فيها للمونديال الإيطالي عام 1990 كان يفرح بالتعادل خارج ملعبه مع منتخبات متواضعة المستوي مثل مالاوي.. كما أنه خرج من تصفيات مونديال امريكا 1994 علي يد زيمبابوي لأنه فشل في الفوز عليها وها هو يفوز خارج ملعبه في ثلاث مباريات.