شهدت الأيام الماضية العديد من التصريحات المتناقضة الصادرة من أثيوبيا حول سد النهضة بدأت بتصديق البرلمان الأثيوبي علي اتفاقية عنتيبي التي تتعارض مع مصالح مصر ومع حصتها من مياه النيل وفي أعقاب ذلك أعلن رئيس وزراء أثيوبيا استعداد بلاده للتفاوض مع مصر بشرط أن تعترف بنصيب أثيوبيا العادل في مياه النيل هذا في الوقت الذي بدأت فيه أثيوبيا إجراءات بناء سد النهضة. علي الجانب الآخر يعلن وزير الخارجية الأثيوبي اصرار بلاده علي الاستفادة من مياه النيل لانتشال شعبها من الفقر والظلام وأن بلاده قادرة علي حماية مصالحها أمام أي اعتداء خارجي. تري أثيوبيا أن سد النهضة هو مخرجها الحقيقي والوحيد في الوقت الحالي من الفقر وتحقيق التنمية من أجل رخاء شعبها الذي يعيش في الفقر والظلام وتري أن من حقها استغلال ما منحته لها الطبيعة مثلما استفادت مصر خاصة أن هناك مخاطر متوقعة نتيجة التغيرات المناخية وعليها أن تأخذ حذرها وتستعد لهذه المخاطر. الحقيقة أن أثيوبيا ألغت عمليا حق الفيتو الذي كانت تتمتع به مصر بشأن الاعتراض علي المشروعات التي تقام علي النيل وليس أمامنا إلا التفاوض ويمكن استغلال الاجتماع السنوي لمجلس وزراء المياه لدول حوض النيل المقرر عقده في 20 يونيو الجاري في جوبا عاصمة جنوب السودان فرصة للتفاوض والنقاش بهدوء بما يحقق مصالح البلدين. هل يجوز في ظل هذه الأجواء التي تنذر وتهدد أمن مصر المائي وبمعني أدق حياة الشعب أن تتعالي اصوات القوي المعارضة وتهدد عبر الفضائيات ليل نهار بإشعال البلاد شمالا وجنوبا يوم 30 يونيو وتواصل التظاهرات والاعتصامات وإعلانها ثورة ثانية حتي يرحل النظام الحالي وكلنا يعرف أن هذه التظاهرات لا تخلو من الدمار والخراب والضحايا وهي رسالة صريحة لأثيوبيا بأن تمضي قدما في حرمان مصر من حصتها المائية في ظل تقاتل وتناحر أبنائها. من المؤكد لو كان الشعب المصري كله علي قلب رجل واحد ما استطاعت أثيوبيا أن تتجرأ علي حقوق مصر وتضعنا في هذا المأزق.