الشعوب دائما هي وقود الثورات ومحركها.. والنخب السياسية هي دائما المستفيدة.. الشعب يزرع الثورة ويروي شجرتها بدمائه.. والسياسي يقطف الثمرة ويحقق أهدافه الذاتية.. ولا عزاء للشعب الكادح المطحون.. من هنا فإن نجاح أي ثورة يظل مرهونا بوعي الشعب بثورته وتحقيق أهدافها الشعبية التي تعود علي المواطن البسيط قبل غيره من خلال تحقيق علي أرض الواقع للحرية والعدالة الاجتماعية.. لكن الطامة الكبري أن يسير الشعب معصوب العينين خلف شعارات جوفاء.. وحركات مأجورة تم تدريبها في الخارج ويقبض أفرادها ثمن تحقيق الأهداف الغربية الساعية إلي تفتيت الشعوب العربية وغرس بذور الصراعات الطائفية السياسية والدينية.. وكل يوم يسافر أعضاء بعض الحركات المأجورة إلي أمريكا وبولندا وفرنسا وصربيا لتلقي التعليمات وأساليب التصعيد الجديدة في قطع الطرق وحرق المنشآت بينما الشعب البسيط ينقاد وراء بعض الشعارات الجوفاء ظنا منه أنها العدالة والحرية والخلاص من حكم فاسد.. بينما الواقع غير ذلك ولا هدف من التمويل الخارجي إلا اسقاط الدولة. *** هذا نوع من الشباب المستفيد من التمويل الاجنبي.. أما شباب مصر الناضج الواعي الذين يجري في دمائهم حب الوطن وحب مصر ولهم مني ألف تحية حب وتقدير فهم الذين رفعوا شعار "الحل أهوه" ونظموا المؤتمر الوطني الشبابي الأول لتنمية سيناء الحبيبة وحل مشاكل مصر ورفعوا شعار.. سيناء في القلب.. وأدركوا أن الحل في العمل والعطاء والاخلاص للوطن وبنائه بسواعد وفكر أبنائه.. أدركوا أن بناء الوطن لا يرتفع بقطع الطرق وحرق المنشآت وتعطيل المصالح واقتحام الجامعات وإنما بالعمل والعلم والإخلاص للوطن تشرق شمس المستقبل.. الذي يبني مصر هم أبناء مصر الذين يعطون بدافع من ضمائرهم وحبهم لوطنهم وليس بدولارات التمويل والتخريب والدعوات التي لا تنتهي ولا طائل منها سوي اسقاط الوطن. *** تحية اعزاز وتقدير لشباب المؤتمر الأول لتنمية سيناء وكم أود لو أشاركهم بجهدي وفكري وانضم إلي كتيبة العطاء الوطني لمصرنا الغالية. *** نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية خلال الأيام الماضية تقريرا خطيرا عما يدور في البلدان العربية من تدمير وحروب بين طوائف الشعب الواحد في معظم البلاد العربية بدءا من العراق وليبيا واليمن والسودان ومرورا بتونس ومصر بعد أن تحولت ثورات ما اطلقنا عليه الربيع العربي إلي خريف مبكر تساقطت معه أوراق الدول لتدخل في النفق المظلم وطريق اللا عودة نحو الاستقرار.. فلن تشهد أي دولة انطلقت فيها أعمال الشغب والتخريب أي حالة استقرار. وقال التقرير بالحرف حسبما نشرت الصحيفة الإسرائيلية ان أكبر فرصة تجدها إسرائيل ويهود العالم الآن هي فرصة إعادة تقسيم العراق وسوريا ولبنان إلي دول طوائف مستقلة متصارعة عبر إنشاء تحالفات مع بعض أطراف المعارضة في المنطقة للتخلص من مختلف قوي المقاومة فيها وذلك دون تدخل مباشر من أي أطراف خارجية فسوف تخلص الشعوب بعضها علي بعض عن طريق تقاتل المؤيد والمعارض.. السني والشيعي.. الديني والليبرالي.. وهكذا. ولعل ما ورد في التقرير المطول عن خلق كيانات متقاتلة في البلدان العربية تحت شعارات ومسميات ثورية ممولة من الخارج باسم الحرية والديمقراطية والهدف الأساسي منها تحويل دول وهم الربيع العربي إلي بقايا دويلات مقسمة متصارعة لا تقوي علي شيء.. ولعل ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية يؤيد تماما ما قاله الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في أحد حواراته الصحفية بأن ما يجري في سوريا الهدف منه إيران ضمن المشروع الغربي الذي يهدف إلي دخول المنطقة في صراع إسلامي إسلامي.. شيعي وسني.. ومن هذا المنطلق وفي هذا الاتجاه ساعد الأمريكان بعض التيارات الدينية للوصول إلي الحكم في الدول العربية ليس حبا فيهم ولكن لتصبح المعركة والصراع القادم في المنطقة بين الدول الشيعية مثل إيران والدول السنية وعلي رأسهما مصر.. فهل نفيق وندرك ما يحاك بنا وبالشرق الأوسط الجديد الذي تحركه أمريكا وإسرائيل.