وسط صمت غريب من الحكومة واصل عدد من المثقفين والفنانين اعتصامهم لليوم السادس علي التوالي للمطالبة بإقالة الدكتور علاء عبدالعزيز وزير الثقافة حيث اطلقوا في ختام اجتماعهم الليلة الماضية نداء للقوات المسلحة والشعب المصري والمؤسسات الدولية المختصة لسرعة إنقاذ تاريخ مصر. بتشكيل لجنة محايدة ومتخصصة للإشراف علي دار الكتب والوثائق المصرية لما تحويه من وثائق سيادية تمس الأمن القومي المصري. جاء ذلك في بيان ألقاه المخرج مجدي احمد علي ردا علي انهاء ندب رئيس دار الوثائق عبدالواحد النبوي السبت الماضي. مع رؤساء الإدارات المركزية الثلاث بالدار. وهو ما اعتبره المثقفون في بيانهم خطة واضحة وممنهجة للاستيلاء علي تاريخ مصر. ذكر البيان مثالا بالوثائق السيادية الموجودة بالدار مثل وثائق ترسيم الحدود المصرية ووثائق الأملاك اليهودية والوثائق الخاصة بتاريخ جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها والرسومات الهندسية الخاصة بالمباني الأثرية المصرية. وطالب المثقفون في بيانهم القوات المسلحة بسرعة التحرك لضمان عدم المساس بمقتنيات الدار. مؤكدين ان تعيين استاذ اللغة العربية خالد فهمي رئيساً لدار الكتب والوثائق القومية بمثابة التمهيد لتنفيذ خطة الإخوان التي تسعي للسيطرة علي وثائق مصر. في نفس السياق اصدر الدكتور عبدالواحد النبوي. رئيس دار الوثائق المقال. ورؤساء الإدارات المركزية بالدار. ممن أنهي وزير الثقافة انتدابهم. بيانا مماثلا. اكدوا فيه ان طريقة انهاء انتدابهم بهذا الشكل السريع. والطريقة التي أبلغوا بها بالقرار بعد العاشرة مساء دون منحهم فرصة لأخذ متعلقاتهم ودون ابداء أسباب يدل علي ان هناك مخططا دبره وزير الثقافة بليل للتخلص منهم. وكأنهم أعداء مستهدفون. "علي حد قولهم". وقال البيان ان انهاء الانتداب بهذه الطريقة لا يمثل خسارة شخصية لهم. ولكن يزيد من القلق والمخاوف حول مستقبل الدار العريقة. وما تحويه من وثائق نادر والمؤسسات الثقافية المصرية وقال الموقعون علي البيان انه وعلي الرغم من ان مقابلاتهم مع رئيس مجلس ادارة الدار الجديد بدت واعدة. إلا انهم توقعوا صدور القرار في ضوء المستجدات غير المسبوقة التي طرأت علي الساحة الثقافية المصرية. من جانبها كشفت الدكتورة إيمان عز الدين. المشرفة العامة السابقة علي دار الكتب بباق الخلق. ان جماعة الإخوان طلبت عبر تابعين لها الحصول علي وثائق الثمانين عاما الماضية كاملة بما فيها وثائق جماعة الإخوان المسلمين ورفض الرئيس السابق لدار الكتب والوثائق القومية د. عبدالناصر حسن مما أدي الي رفض تجديد انتدابه وكذلك انهاء انتداب رئيس دار الوثائق عبدالواحد النبوي ورؤساء الإدارات المركزية وأكدت ايمان. في اجتماعها مع معتصمي وزارة الثقافة. ان الوثائق التاريخية المصرية أصبحت في خطر ومعرضة للسرقة أو البيع أو الحرق لانها لا تتواءم مع ثقافة الطائفة الحاكمة. وفي هذا الإطار قررت لجنة التاريخ بالمجلس الأعلي للثقافة إلغاء صالون الجبرتي الذي كان سيتناول موضوع "الاتجاهات الجديدة وكتابة تاريخنا القومي". والذي كان مقررا عقده بعد غد الخميس تضامنا مع مطالب المثقفين لإقالة وزير الثقافة. وتوافد الليلة الماضية وصباح امس العديد من المثقفين والمبدعين للمشاركة في اعتصام وزارة الثقافة كان في مقدمتهم الناشط السياسي زياد العليمي ود. جابر عصفور ود. سعيد توفيق والكاتبة سكينة فؤاد المستشارة السابقة للرئيس مرسي والقيادية بحزب الجبهة الديمقراطية والتي قالت. ان ما تفعله حركة "تمرد" من جمع استمارات لسحب الثقة من "مرسي" هو الشرعية الوحيدة الآن في مصر. مشيرة الي ان حزب الجبهة الديمقراطية. يدعم ويساند الأدباء والمثقفين المعتصمين في مطالبهم. والتي علي رأسها إقالة وزير الثقافة.