الإعداد ليوم 30 يونيه يتم علي قدم وساق .. وكأنه الإعداد لعرس أو فرح كبير لكنه في هذه المرة لن يكون فرحاً ولن يتزوج عريس ولن تنجب عروسة إلا تشتتاً ولن تثمر تمرد أو تنجح تجرد وسيكون الجرح عميقاً ومؤلماً في جسد الوطن مصر ... الكل بمختلف توجهه فرحان أو شمتان بهذا اليوم يتوعد وينتظر وكأنه يوم الحسم الذي قد يكون أحمر اللون أو أسود الليل أو مر المذاق .... بعد أن انقسم الوطن إلي حزبين الأول يري أن مصر وصلت لأقصي مراحل الانهيار والآخر يساند الشرعية وإن حدث ما حدث وليس لديه وسيلة إلا الدفاع عن مكتسبات قد لا تأتي مرة أخري وهنا ندخل إلي مرحلة جديدة وسيناريوهات معقدة للمستقبل. نعم الواقع الذي نعيشه مؤلم لكن قد يأتي واقع آخر جديد أكثر ألماً .. ولغة العقل هي الأنسب والأفضل في هذا الوقت خاصة أن لغة العواطف هي المأساة والضياع .... والعقل يقول نعم للتظاهر السلمي الذي لا يمتد للمرافق أو مصالح المواطنين ولا يعطل الانتاج والعمل أو يحرق مؤسسات الدولة أو يسيل دماء ويوصل رسالة الملايين برفضهم للمسار الذي وصلت إليه الثورة .. وفي نفس الوقت لابد أن يكمل الرئيس فترته الرئاسية. وإن كانت مازالت طويلة حماية لهذا الوطن لأن أي بديل عن ذلك لن يجلب إلا الخراب ويجب أن نأخذ من درس الرئيس المخلوع العظة فقط طلب مبارك شهورا لاكتمال مدته وإجراء انتخابات يشرف عليها العالم ويسلم مصر آمنة مستقرة وياليتنا قبلنا ففي هذه الحالة كنا الآن في غني عن هذه الأحداث تماماً خاصة أن إعدام مبارك ونظامه لن ينهض بالبلد أو يطعم الملايين وأثبتت الأيام أنه لا مليارات اتنهبت ولا غيرها اتسرقت. بالتأكيد هذا الكلام لا يعجب الكثيرين لكنه الواقع الذي يندم عليه ملايين المصريين .... فإذا كانت الثورة ركزت علي محاربة الفساد في الدولة والمؤسسات والسلطة وتركنا عجلات الانتاج تدور والأمن يستقر لوصلنا الآن للهدف تماماً وفي هذه الحالة كانت ثورتنا أعظم ثورة عرفها العالم وكان سيتبعها ملايين السياح لزيارة ميادين التحرير في كل المحافظات وعشرات المليارات للاستثمار والتنمية وزيارات لزعماء العالم تقديراً لهذا الشعب .... إلا أن أصحاب المصالح والمطامع حولوا المسار فوصل الأمر بمصر واقتصادها لهذه المرحلة. واليوم السيناريو يتكرر .. فأيهما أفضل نحاور الرئيس ونسانده لإدارة البلاد والعمل لمواجهة الأزمات لحين انتهاء فترته التي انتهي منها الربع أم أن نشارك في 30 يونيه للمطالبة بإسقاطه دون جدوي .. بالتأكيد الخيار الأول هو الأفضل لأنه خيار العقل الذي نحمي به الأمة ونضمن من خلاله استقرار الوطن واستمراره وإن كان يتألم من كثرة المشاكل فهو الأفضل .. أما الخيار الثاني وإن كانت العاطفة هي أساس تحرك مشاعرها الملايين رفضاً لما وصلت إليه الأمور فتبعاته خطيرة ولن يحقق نتائج ملموسة لأنه ببساطة الرئيس يمتلك شرعية حصل عليها من انتخابات وله أنصار لن يسمحوا بالإضرار به وهو ما يحول مصر لساحة صراع لا أحد يمكن أن يعلم إلي أي مدي تصل بنا في وجود فريقين كل الخيارات أمامهما مفتوحة للتمسك برأيه ... أما الفريق الثالث وهو قواتنا المسلحة والتي يحملها الكثيريون المسئولية فيجب أن تكون حصن الأمان الأخير والا نجرها لمستنقع ونحن نحتاجها الآن في الكثير بعيداً عن الداخل. يا سادة مصر ليست في حاجة لمزيد من الجراح ولا العنف خاصة أن كل حدث مثل هذا يؤثر في هيبة الدولة ويقوي دولة البلطجة في وقت كثر فيه الأعداء بل وتوحشوا وهم يشاهدوننا نتشاجر ونختلف ونتحزب ونتشيع .. ولابد أن نعترف أن مصر بها عشرات ومئات المشاكل لا يمكن لرئيس أو حزب أن يحلها وهي تتطلب الصبر والعمل والاستقرار.