لمحاولة توضيح تراجعه، سجال بين رئيس النواب وعدنان فنجري بسبب "الإجراءات الجنائية"    قبل اجتماع المركزي، تعرف على أسعار الفضة في مصر    21 من أصل 44.. أسطول الصمود العالمي ينشر أسماء سفنه المستهدفة من إسرائيل    نونو مينديز يضم لامين يامال لقائمة ضحاياه برفقة محمد صلاح    إصابة 7 أشخاص بينهم طفل في تصادم تروسيكلين ببني سويف    الأوبرا تمد فترة التسجيل في مسابقات مهرجان الموسيقى العربية ال33 حتى 6 أكتوبر    الصحة: 8708 متبرعين يدعمون مرضى أورام الدم في حملة "تبرعك حياة"    لأول مرة.. الرقابة المالية تصدر ضوابط إنشاء المنصات الرقمية للاستثمار في وثائق صناديق الملكية الخاصة    تعرف علي موعد إضافة المواليد علي بطاقة التموين في المنيا    الإصلاح والنهضة: انتخابات النواب أكثر شراسة ونسعى لزيادة المشاركة إلى 90%    إعلام فلسطيني: غارات إسرائيلية مكثفة على مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة    غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء فى قطاع إلى 66.225 شهيدا منذ بدء العدوان    الكرملين: الاتصالات بين الإدارتين الروسية والأمريكية تتم عبر "قنوات عمل"    مخاوف أمريكية من استغلال ترامب "الغلق" فى خفض القوى العاملة الفيدرالية    بكالوريوس وماجستير ودكتوراه، درجات علمية جديدة بكلية التكنولوجيا الحيوية بمدينة السادات    ديكيداها الصومالي يرحب بمواجهة الزمالك في ذهاب دور ال32 بالكونفدرالية في القاهرة    البلدوزر بخير.. أرقام عمرو زكى بعد شائعة تدهور حالته الصحية    المجلس القومي للمرأة يستكمل حملته الإعلامية "صوتك أمانة"    إخلاء سبيل سيدتين بالشرقية في واقعة تهديد بأعمال دجل    النائب ياسر الهضيبي يتقدم باستقالته من مجلس الشيوخ    نجل غادة عادل يكشف كواليس علاقة والدته بوالده    وزير الخارجية يتوجه إلى باريس لدعم حملة ترشح خالد العنانى فى اليونيسكو    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 2أكتوبر 2025.. موعد أذان العصر وجميع الفروض    وزير الإسكان يتابع موقف تنفيذ وحدات "ديارنا" بمدينة أكتوبر الجديدة    طرق الوقاية من فيروس HFMD    «أطفال بنها» تنجح في استخراج مسمار دباسة اخترق جدار بطن طفل    قطر تستنكر فشل مجلس الأمن فى اعتماد قرار بشأن المعاناة الإنسانية فى غزة    14 مخالفة مرورية لا يجوز التصالح فيها.. عقوبات رادعة لحماية الأرواح وضبط الشارع المصري    شيخ الأزهر يستقبل «محاربة السرطان والإعاقة» الطالبة آية مهني الأولى على الإعدادية مكفوفين بسوهاج ويكرمها    بقيمة 500 مليار دولار.. ثروة إيلون ماسك تضاعفت مرتين ونصف خلال خمس سنوات    النقل: خط "الرورو" له دور بارز فى تصدير الحاصلات الزراعية لإيطاليا وأوروبا والعكس    السيولة المحلية بالقطاع المصرفي ترتفع إلى 13.4 تريليون جنيه بنهاية أغسطس    «غرقان في أحلامه» احذر هذه الصفات قبل الزواج من برج الحوت    بتكريم رواد الفن.. مهرجان القاهرة للعرائس يفتتح دورته الجديدة (صور)    بين شوارع المدن المغربية وهاشتاجات التواصل.. جيل زد يرفع صوته: الصحة والتعليم قبل المونديال    برناردو سيلفا: من المحبط أن نخرج من ملعب موناكو بنقطة واحدة فقط    المصري يختتم استعداداته لمواجهة البنك الأهلي والكوكي يقود من المدرجات    وست هام يثير جدلا عنصريا بعد تغريدة عن سانتو!    لهجومه على مصر بمجلس الأمن، خبير مياه يلقن وزير خارجية إثيوبيا درسًا قاسيًا ويكشف كذبه    الكشف على 103 حالة من كبار السن وصرف العلاج بالمجان ضمن مبادرة "لمسة وفاء"    ياسين منصور وعبدالحفيظ ونجل العامري وجوه جديدة.. الخطيب يكشف عن قائمته في انتخابات الأهلي    " تعليم الإسكندرية" تحقق فى مشاجرة بين أولياء أمور بمدرسة شوكت للغات    جاء من الهند إلى المدينة.. معلومات لا تعرفها عن شيخ القراء بالمسجد النبوى    تفاصيل انطلاق الدورة ال7 من معرض "تراثنا" بمشاركة أكثر من 1000 عارض    تموين القليوبية يضبط 10 أطنان سكر ومواد غذائية غير مطابقة ويحرر 12 محضرًا مخالفات    حمادة عبد البارى يعود لمنصب رئاسة الجهاز الإدارى لفريق يد الزمالك    استقالة 14 عضوا من مجلس الشيوخ لعزمهم الترشح في البرلمان    رئيس الوزراء: الصحة والتعليم و"حياة كريمة" فى صدارة أولويات عمل الحكومة    من هم شباب حركة جيل زد 212 المغربية.. وما الذي يميزهم؟    تحذيرات مهمة من هيئة الدواء: 10 أدوية ومستلزمات مغشوشة (تعرف عليها)    وزير الخارجية يلتقي وزير الخارجية والتعاون الدولي السوداني    هل الممارسة الممنوعة شرعا مع الزوجة تبطل عقد الزواج.. دار الإفتاء تجيب    انهيار سلم منزل وإصابة سيدتين فى أخميم سوهاج    «المستشفيات التعليمية» توقع بروتوكول تعاون مع جامعة المنصورة الجديدة لتدريب طلاب الطب    «الداخلية»: القبض على مدرس بتهمة التعدي بالضرب على أحد الطلبة خلال العام الماضي    دعاء صلاة الفجر ركن روحي هام في حياة المسلم    حماية العقل بين التكريم الإلهي والتقوى الحقيقية    «التضامن الاجتماعي» بالوادي الجديد: توزيع مستلزمات مدرسية على طلاب قرى الأربعين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استراحة المحارب: أيام .. معهم!!
نشر في آخر ساعة يوم 04 - 10 - 2011

هروبا من ظروف بلد وثورة.. مقيدة تحت نصل الأعداء والأصدقاء.. محاولة التخفيف عن قلب تعب من كثرة التفكير والخوف علي مستقبل يستحق أكثر بكثير مما يرسم له.. حنين وشوق إلي علاقات إنسانية أصيلة ورائعة عجزت الأيام السوداء عن تلويثها.. وكان اللجوء إلي حضنها استراحة المحارب .. لعلهم يزودونني بالأمل الإنساني.. بأن بكرة قطعا سيكون أحلي!!
تعجبت من نفسي وأنا ألتفت حولي محاولة تحليل هذا الشعور الذي ماانفك أن يهاجمني بحبيبات لؤلؤية الملمس.. أن انفض عن نفسي كل أثر.. حاول تشويهي في عصر.. كان الخروج من الجلد الشعبي والوطني هو شعار تلك المرحلة المؤلمة والكارثية في آن واحد.. حاولوا فيها تشويه معدن المصري الأصيل.. ربما كان الباعث هو خوفهم من جيناته المعجزية التي تمتد إلي العقل والقلب والإدراك والخيال.. والقدرة علي الخلق والإبداع والابتكار.
في ذلك كله كان مكمن الخطر الذي كان عليهم أن يقضوا عليه بالضربة القاضية المميتة.
فعلوا كل ما استطاعوا ليهيلوا التراب علي الكينونة المصرية.. تلك الخصائص.. الخاصة جدا .. التي تميز كل شعب عن آخر وتشكل توليفته الخاصة.
وكانت توليفتنا الخاصة جدا هي العلاقات الإنسانية بصفة عامة والأسرية منها بصفة خاصة.
ويمكن أن نضع تحت الأسرية.. الجار والصديق والأقارب وزملاء العمل.
وربما بائعاً تقابله كل صباح وأنت تنتظر الأتوبيس أو المترو.
تشاركه للحظات تحية الصباح مع السؤال عن الأحوال ثم تمتد أواصر العلاقة الخاصة جدا إلي معرفة أدق الخصائص التي ربما نخجل من أن يعرفها المقربون جدا.
سلسلة من العلاقات المصرية الخالصة التي كانت ميزتنا ومبعث فخرنا وشدة ظهرنا عند الشدائد.
وهي كثيرة.. بفعل فاعل مع سبق الإصرار والترصد وهذا الفاعل كان مبارك ونظامه وحاشيته وشبكة مصالحه.
وهذا الفاعل كانت أنانيته وقصر تفكيره وجلده السميك.
وهذه للعلم ليست سبة يحاسب عليها القانون إنما هي »صفة« يتحلي بها أو يحاسب عليها بعض البني آدمين الذين تنقصهم ثقافة.. وفكر وقدرة علي فهم الحياة والمسئولية المطلوبة منهم بحكم تواجدهم في مواقع معينة.
نجدهم.. للعجب يتقبلون حظهم أو قدرهم أو فرصة أعطاها لهم الله سبحانه ربما لامتحان أو لمجرد معرفة ماذا يمكن أن يفعل أشخاص عاديون جدا.
عندما يجدون أنفسهم مبختين باختيار غريب ومع ذلك لايدركون كم هم محظوظون أو أن الحياة أحيانا تلقي لمن لايستحق بقدر كبير من الفرص والمسئولية لكي يكون قادرا علي إحداث تغيير ما أو تغيير حقيقي علي المساحة الزمنية التي زار بها هذه الحياة.
وغالبا لايقدر الناس ما تلقي به الأقدار تحت أقدامهم.. وقلة قليلة هي ماتدرك عظمة الهبة التي يمنحها الله إياها لناس معدودين وتكون فرصتهم أن يغيروا وجه الحياة بشكل أفضل.
علي الأقل تكون نيتهم خالصة وهدفهم واضحا وأساليبهم يرضي عنها الخلق الكريم وقبلها شرع الله وبركته.
ولكن ماحدث معنا كان عكس كل ماسبق.
ولكنني أتصور ربما بسبب المرحلة العمرية التي أمر بها الآن وهي اقترابي من سن التقاعد الرسمي (الحكومي علي الأقل) أدرك جيدا أن أخطر ماحدث لنا من ضرر هو محاولة القضاء علي أجمل ما فينا.
وهو التراحم الإنساني والجدعنة المصرية وتمسكنا بأجمل قيمنا وعاداتنا الأصيلة الكريمة الجميلة المنعشة للقلب والوجدان.
إحساسك أنك لست وحدك في هذا العالم وأن في أي وقت وأي مكان هناك يداً سوف تساعدك وكتفاً تستند إليه.
وقبلها حضن كبير يحتويك ويدفئك ويمسح بأنامله أحزانك أتوقع أن يقول القارئ رومانسية.. في غير موضعها وشطط في ظل ظروف دولة في حالة ثورة وتصحيح مسار وجمعة إنقاذ الثورة.
والناس تغلي من وقف الحال ومن ارتفاع الأسعار والبطالة ومحاولة كل الأعداء الانقضاض علي هذه الثورة التي جاءتهم بغتة كالموت ويوم الحساب وقبلها القيامة.
وطبعاً ماكان يجب أن أفكر في ذلك الشجن وأن أفكر فقط في محاسبة كل من أساء لهؤلاء المواطنين وحول حياتهم إلي جحيم حقيقي.
وهي كانت من المفروض أن تكون كل ذلك .. لكل إنسان مهما كبر أو صغر شأنه أضر بهذا البلد وأساء لمواطنيه وحول حياتهم لحجيم حقيقي لابد أن تحاسب.
ولكن كما قلت استراحة المحارب.
شعرت أنني تعبة من اللهاث وراء القنوات والنت وقراءة كل ما أجده محاولة تفسير مايدور حولي من غرائب مضحكات مبكيات ومابين الأمل والرجاء والتفاؤل وشعوري بالعزة والكبرياء بما أنجزناه.. حتي الآن.
ومابين محاولة الواقع إحباطي وتيئيسي من إنجاح الثورة.. سقطت بكل بساطة في أزمة صحية ربما سعيت إليها في اللا شعور حتي أنسحب وألتقط الأنفاس وأقيم كل ما مر بي وبالبلد في الثمانية شهور السابقة.
وتلفت حولي محاولة إيجاد مخرج من شعوري هذا ووجدت في يوم ميلادي فرصة للهروب من العاصمة وتذكرت .. أقارب لي .. يعيشون خارج العاصمة بعيدا عن ضجيج المدينة.
مستأنسين باللمة الحلوة والحياة البسيطة.
مرفأ ونجاة لي .. مما أعانيه علي المستوي الصحي والنفسي وكذلك الثوري والسياسي.
وأغمضت عيني ورحلت..
❊❊❊
أتتذكرون مصر في الستينات والسبعينات
أتتذكرون كيف كانت العلاقات وكيف كان الحب..
وكيف كان اختيار العمل والناس والأصدقاء..
دعوني أقدم لكم .. جزءا من حياتي وحياة مصر السابقة علي الانفتاح أو علي الغربة كما كانت تلقبه صديقتي اليسارية أو عصر نزع الجذور عن حياة المصريين بسلاح سري اسمه الانفتاح علي الغرب والحياة العصرية المتأمرك منها والأوروبي منها كانت الحياة بسيطة وقواعدها متفقاً عليها بنسبة لم تخلق صراعا طبقياً ولا اجتماعيا ولاثقافيا.
كان الفرق مابين أكثر المعارف والأقارب ثراء وأقلهم ومابينهم طبقة وسط وجدت في التعليم والتفوق فيه وسيلتها الآمنة في الترقي الاجتماعي والوظيفي في آن واحد.
يعني واحد + واحد يساوي اتنين.
بمنتهي تلك البساطة..
ذلك كان قانون الأغلبية.. طبعا كان هناك استثناءات من فساد وكروت توصية.. وضعف إنساني للجنوح بأن تأخذ أكثر مما تستحق ومما بذلت من مجهود علمي وأخلاقي فيه.
ذلك أمر كان واردا بحكم أننا لا نعيش في مجتمع أفلاطوني ولكن قانون العمل والشرف كان سائدا بين الجميع.
لم نكن قد تعرفنا .. بعد علي مبدأ اخطف واجري واللي مش حايقدر يغتني في عهدي لن يري الثراء في أي يوم قادم في حياته.
نعم قالها لنا بكل اللغات والإشارات.
رئيس سابق.. فتح علينا ماسورة عصر الانفتاح السداح مداح.. ماعلينا.
لقد عشت .. تلك الأيام .. بلياليها الحلوة وأحلامها المثالية. عشت مبادئ واضحة وغايات نسعي إليها بوسائل متعارف عليها.
حتي في الحب الذي وقعنا فيه جميعا وكان وقتها الاعتراف به وبحقه ومشروعيته. جديدا علي الطريق.
ومع ذلك كان ذلك عصر اختيارات القلب الحقيقية.. اختيارات مشاعر أو اختيار كيميائي لرغبة اشتعلت مابين جسدين ولم يفهما إلا بعد فوات الأوان أنه كان شعلة فارت وانطفأت.
ولم يكن حبا حقيقيا ولكنه لم يدخل في تلك الاختيارات عار السلطة والمال والجاه وإن أتي من منبع غير نظيف.
تلك الأسباب غير الشرعية التي يتم بها اختيار شريك الفراش وأبو الأولاد.
كانت في نظرنا نحن جيل السبعينات دعارة مقنعة آه والله لاتضحك من سذاجتنا ورومانسيتنا المبالغ فيها فلم نكن نعرف أنه سيأتي وقت تباع فيه أجساد المصريين رجالهم ونساءهم في سوق نخاسة عصري بلا رجعة ضمير أو حتي محاسبة للنفس عندما تعطي جسدك وتتلقي بذور أولادك من جسد غريب عنك اشتراك كما تشتري السلعة أو البهيمة.
وتدفع النساء ثمنه من أجسادهن البكر كنوع من المقايضة العصرية.
في وقت قيم كل شيء بالمادي.
واختفي المعنوي وما حمله إرث الأمهات علي مدي أجيال وأجيال.
إن الزواج عشرة وصحبة وسند وعيلة وأولاد.
وأيام وليال.. تتوالي في دفء العيلة والجيران.
إذن السؤال ماذا حدث في أدق أمور حياتنا الخاصة؟
كيف تحولت العلاقات كلها .. الصداقة.. العمل .. الجيرة .. الزمالة.. وقبلها العلاقات العاطفية بكل أنواعها الغالي والرخيص الشريف واللي بالي بالك.
إلي مقايضة مادية وحسابات المصلحة والمكسب والخسارة سارت الأخت ( تستعر) من أختها الفقيرة.
والآباء والأمهات لايجدون غضاضة في المتاجرة بفلذات الأكباد.. في نطاق الشرعي وغير الشرعي والذي منه من أجل الثروة والمنظرة والفشخرة وكل أنواع الموبقات والتي كانت كذلك .. في سنوات الصدق والعمل والحب والمشاريع الثورية والقومية والمشروع الوطني الذي كنا نلتف حوله بحماس وصدق ورغبة في الإنجاز.
ولا كأنك تجهز لبيت العدل أتتذكرونه.
كان البيت هو الدفء والراحة.
لم يكن مجالا للمقارنة وللمنظرة والاستدلال علي درجة الثراء..
وحسابات البنوك
طبعا لم نكن وصلنا إلي المليارات والألف مليون وبيع القطاع العام ثروة مصر الحقيقية ولا كنا سمعنا عن خصخصة الموانئ وسمعنا كلاما عن خصخصة المطارات وبيع قناة السويس وكان فاضل الأهرام والأزهر الشريف .
لم نكن نعرف عن إسرائيل إلا أنها العدو الاستراتيجي وكان اسمها الرسمي العدو الصهيوني .
وكان شعارها المنحوت علي باب الكنيست الإسرائيلي من النيل إلي الفرات هذا وطنك يا بني إسرائيل.
كنا نعرف أنها لن تهدأ حتي تحقق هذا الشعار.. كنا نأخذه مأخذ الجد ونحتاط منه ومن المخطط المستمر لتحويله إلي حقيقة.
لم نسمع عن السلام كخيار استراتيجي.
إنما عشت شعار ما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة وجاءت الأيام لتعلمنا .. صدق الشعار.
فإن الذي لم يسترد إلا بالمعاهدات ذات البنود السرية.. لا يسترد أبدا حتي لو ظهر بحكم الأوراق الرسمية. أنها أرض .. حرة.
❊❊❊
وصلت في يوم عيد ميلادي وكان يوم جمعة 23 سبتمبر إلي منزل أقاربي وجدت في منزلهم البسيط البعيد تماما عن أي نوع من الفشخرة والمنظرة.. إنما بيت يذكرني ببيت العائلة و الأقارب منذ ثلاثين عاما كل شيء بسيط وعملي.
لا يلتفت أحد إلي ما يحتويه من أثاث أو زخارف.
إنما يلتفت الجميع إلي بعضهم.
الجدود والأبناء والأحفاد.. لمة حلوة وضحكة أحلي كلمات مصرية أصيلة نسيناها.. يا أبلة.. الكلمة المصرية الجميلة للأخت الكبري وسيدات العائلة.
أما الغريبة فيقال لها يا طنط..
لا أتذكر آخر مرة سمعت فيها كلمة أبلة حتي من الخادمة التي تعمل في بيوتنا اليوم.
الكل عوج لسانه.. وطرطن بكلمات أجنبية قد يكون التقطها من أحد المسلسلات غير المدبلجة.
الضحكة من القلب.. والبساط أحمدي.. والأكل مصري مغري لم يسمع أبدا عن كلمة كوليسترول.
قولي يا باسط.. والله بكره تفرج ومصر حاميها خالقها وتبات نار تصبح رماد.
كانت تلك الكلمات (ترشق دوغري) في قلبي المجروج من أغبياء الثورة وشايط من أعدائها.
وفوق كل ذلك تعثر في الدخل لتوقف حال السياحة والذي منه مع تعمد انفلات أمني مدبر.
وبلطجية يخرجون لنا ألسنتهم وهم خارجون من أحضان شرطة تريد أن تؤدب شعبا علي انتفاضته لكرامة مهانة ومستباحة؟
وتذكرت شعارات الثورة
لم كلابك .. يامبارك
وتذكرت دموع الصعيدي عند إعلان السيد عمر سليمان عن تنحي الرئيس الذي كان..
عارفة يا ست إني تعبت من الإهانة والذل والبهدلة.. تعبت يابوي؟
وأنا كمان تعبت..
تفتكروا حد عاقل .. يتصور إننا ممكن نرجع للذل والإهانة والضرب علي القفا وهتك الأعراض والتعذيب حتي الموت؟
ممكن نعود .. لديكتاتورية رئيس ذي صلاحيات أهلية.. رئيس يحكم ويملك وممنوع من المحاسبة.. إله أعوذ بالله.
من يتصور ذلك هو واهم أو ساذج أو متصور أن خطة الانفلات الأمني ووقف الحال والأرزاق ودق الإسفين وتمثيلية المحاكمات والتأجيلات والضغط علي الشهود وإتلاف الأدلة وتخبئتها وإنكارها سوف يعيد عقارب الزمن أو استنساخ نظام مبارك..
واتنبه .. علي حضن جميل من طفل صغير يقول لي: أبلة اسمعي يسقط يسقط حسني مبارك.
وارفع رأسك فوق .. إنت مصري.
ونزلت دموعي.
ووجدت ألف ذراع وحضن ودفء يسألونني عما يحزنني.. وقلت لنفسي يحزنني حرماننا من أجمل ما في المصريين.
الكل جري يبحث عن لقمة في زمن أكلت الأم جنينها من الفاقة وسرح الأب ابنته من قلة الأخلاق وجدواه في مجتمع مباركي لايحترم إلا المال ولو جاء من معون قذر.
هذا هو جرم نظام مبار ك الحقيقي
أنسانا من نحن
حتي قلنا له إحنا من أنتم؟
وسمعت شابا قاهريا يقول لي عارفه عندما أتزوج سوف أختار واحدة من هؤلاء بنت مصرية أصيلة تعرف يعني إيه بيت وزوج وأولاد.. بنت لها كبرياء لم تبتذله في علاقة تلو علاقة ومنظرة كدابة.. بنت تبقي لي صاحبة وأمًّا وعيلة.. لا تبيعني عند أول .. زنقة مادية أو مشكلة صحية.. بنت تأخذ من الأجانب قيمة العمل وتحمل المسئولية ولا ينعوج لسانها .. إلا عندما تشرح قيمة مصر للسياح.. بنت لاتخاف علي مقاييس جسدها وتنجب لي ستة عيال يتلموا حولي .. ويكونوا سندا لي ولبلدي.
ويحكوا لأحفادي..
حكاية ثورة نجحت بشعارها سلمية .. سلمية..
الثورة في أيامها ال 18 أخرجت أحلي ما فينا ..كأن كل سنوات الضياع الثلاثين لم تترك أي أثر علي روح وشخصية المصري الأصيلة حاولوا بكل الطرق أن يدنسوا عظمة المصريين.
المصريون الذين أبهروا العالم بسلمية ثورتهم.
بإصرارهم علي أن تختفي من تاريخنا دولة الظلم والفساد والخيانة.
وسار علينا قانون الثورات من مؤامرات وفرقة ومحاولة القفز علي ظهر الثورة
كلها أشياء متوقعة ولكن معجزة ثورتنا جعلتنا نتصور أن قانون السياسة لن يؤثر فيها..
والسياسة فن الممكن..
ولكن ثورة المصريين سوف تحول الممكن إلي ما ينبغي أن يكون سوف نلملم الجراح.. ونعاود الوحدة..
ونستأنف مسيرة الثورة..
لن نهرب منها.. إلا يوما أو بعض أيام..
في استراحة المحارب..
حتي نعيد لملمة الجراح وتتحد الهمم..
فالموجة الثالثة للثورة.. تتجمع وتعلو وتلقي في مزبلة التاريخ..
كل من تصور أنه قادر علي هزيمتنا..
ففي وطن.. مثل مصر..
يتعلم أطفالنا الهتافات في حب مصر.. قبل تعلم الكلام..
فلا خوف عليها.. وعلّي علّي وعلّي الصوت اللي بيهتف مش حايموت وكذلك.. ثورتنا..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.