رغم سخونة حرارة الجو ووصولها لدرجات لم يسبق لها مثيل مازال توافد المواطنين علي ديوان المظالم مستمرا بعد ان وجدوا أنه الباب المفتوح لعرض مأساتهم والمتنفس الوحيد لطرح مشاكلهم المتراكمة منذ سنوات طويلة يحدوهم الأمل في إيجاد حلول فعلية لتلك المشاكل. علي رصيف ديوان المظالم بقصر عابدين رصدنا مواطناً يتصبب عرقاً يحمل في يديه أوراقاً كثيرة وبمجرد أن لمح الكاميرا أجهش بالبكاء وقال ساعدوني في استرداد حقوقي الضائعة ببنك الاسكان والتعمير منذ 17 عاماً هدأنا من روعه واستمعنا إليه. يقول اسمي محمد حسن حسن سيد أحمد حارس أمن ببنك الاسكان والتعمير بالسادس من أكتوبر منذ 17 عاماً وأتقاضي راتباً ضئيلاً أملاً في التعيين وأسكن في محافظة الشرقية وأعول خمسة أبناء جميعهم في مراحل التعليم المختلفة حيث تحاملت علي نفسي وعلي أسرتي ورضيت بالذل والهوان من أجل لقمة العيش علي أمل التعيين وظللت أنتظر عاماً وراء آخر حتي ضاع العمر حيث وصل عمري الآن 43 عاماً وكلما حاولت الاستفسار عن السبب وراء عدم التعيين يؤكد المسئولون أنه سيتم إدراجي مع زملائي الأربعين في خطة البنك وظللنا ننتظر واضطر 35 فرداً لترك العمل ولم يتبق سوي خمسة فقط وبعد مرور تلك السنوات أكد مسئول الأمن بالبنك أنه لن يتم تعييننا وقال لو مش عاجبكم امشوا وريحونا لذلك قررت تقديم شكوي للدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية لبحث مظالمنا وتقديم شكوي أخري لوزير الاسكان والمحاسب فتحي السباعي رئيس مجلس ادارة بنك الاسكان والتعمير لانصافنا من الظلم الواقع علينا. هموم نجار مسلح أما سعيد فتحي محمد عريان من محافظة القليوبية فوقف مستنداً علي سور رئاسة الجمهورية غير قادر علي الكلام يقول كنت أعمل نجار مسلح راضياً بما يقسمه الله لي من رزق يوماً بيوم وعشت حياتي بحلوها ومرها لا يعكر صفوها شيء حتي جاءت اللحظة التي انقلبت منها حياتي رأساً علي عقب حيث أصبت بعدة أمراض أقعدتني عن العمل تماماً وكان آخرها قرحة منفجرة بالمعدة وأجريت عدة جراحات بلا جدوي وأصبحت غير قادر علي الوفاء باحتياجات أسرتي. يضيف: رضيت بقضاء الله وقدره الا ان الابتلاء الأخير كان أشد صعوبة حيث أصيب نجلي الأكبر بأورام في الكبد والطحال وأصبح يصارع الموت كل يوم ودون أن أستطيع تقديم أي شيء له لذلك أتمني تدخل وزيرة الشئون الاجتماعية لعمل معاش عاجل ينقذ أسرتي من الموت جوعاً بالاضافة الي عرض نجلي علي استشاري متخصص وعلاجه علي نفقة الدولة. المقاول المتسول علي باب ديوان المظالم قابلنا حلمي محمود عبدالنعيم وهو في حالة نفسية سيئة.. كان يعمل مقاولاً بالامارات لمدة 13 سنة وله مستحقات مالية تصل الي 150 ألف جنيه لدي الكفيل الاماراتي يرفض سدادها مستغلاً ظروف مخالفته للاقامة حيث أصيب بالاحباط لعدم وجود قانون يحمي العاملين بالخارج. يضيف: تقدمت بشكوي في المحكمة وأجد تسويفا من النيابة والشرطة التي وضعت القيد في يدي بعد ان علموا انني مخالفا في الاقامة وسجنت 3 شهور ثم رحلت الي مطار برج العرب ولم يكن في جيبي أي شيء قضيت 20 يوماً في الشارع الي ان توجهت الي قريتي بسوهاج والان أقيم في شقة بالجيزة وبلغ بي الحال ان أعمل باليومية وعمري تعدي ال 47 عاما ولم أتزوج لعدم وجود دخل ثابت وقد أتيت لديوان المظالم لعرض شكواي آملاً ان أجد حلاً ينقذني من حالة الضياع واعادة أموالي حتي أستطيع ممارسة حياتي. إزالة بالعافية يقول محمد سمير صاحب محل موبيليا بالمناصرة: أعمل في مجال الأخشاب منذ 40 سنة في المحل الذي ورثته عن جدي ثم عن والدي ومعي الترخيص الخاص بالمحل الي ان صدر قرار من حي الأزبكية بالترميم وبعدها بسنتين فوجئت بصدور قرار إزالة بعد تحايل صاحب المحل لاصدار القرار ولم يحضر خبير من المحكمة لمعاينة المحل رغم انه لا يوجد فوقه أدوار أخري ومعي العقود التي تثبت صحة أقوالي مع العلم انني أدفع الضرائب والتأمينات كاملة وقد تم احتجازي بالقسم لعدم تنفيذ قرار الخروج من المكان وخرجت بضمان محل اقامتي علماً بأن هذا المحل يعيش علي دخله 3 أسر وسوف تعرض للتشريد والضياع وقد جئت لديوان المظالم لمساعدتي ورفع الظلم الواقع علي وترك المحل لكونه المصدر الوحيد لي وللأسر الثلاثة.