رجل عبرت ملامح وجهه عن حزن دفين وألم مستتر وارتسمت تعابير وجهه لتعلن عن سنه الذي اقترب من الخامسة والسبعين قبل أن تعبر كلماته عن حالته. أمام دار القضاء العالي.. يقف عم إبراهيم يوميا باحثا عن حل لأزمة ابنه قال ل"الجمهورية" مليش حد غير ربنا وابني الوحيد مظلوم ياناس ومش عارف اروح لمين عاوز أوصل صوتي للمسئولين وماحدش حاسس بناري. فقدت عائلي الوحيد وليس لي ولا أمه المسكينة التي ترقد علي فراش المرض عائل غيره فقررت أن أجلس أمام المحكمة بالأيام انتظارا لفرج السماء والمدد من عند الله. حاول الرجل الوقوف للتحدث ففشل في القيام من مكانه ولم تقدر قدماه علي حمله.. قال أحضر يوميا إلي نفس المكان وأغادر إلي قريتي العبادلة مركز طوخ بمحافظة القليوبية في انتظار أحد يسمع شكواي. * سألته من أنت؟ وما قصتك؟ وما الذي يدفعك إلي قطع هذه المسافة يوميا إلي القاهرة؟ ** اسمي إبراهيم محمد إبراهيم القش راجل غلبان علي قد حالي وابني علي باب الله وحكايتي هي ابني الوحيد.. ففي أحد الأيام استيقظ كعادته يوميا وتوجه للقاهرة باحثا عن لقمة العيش حيث يعمل "صنايعي بلاط" وده كان قبل ثورة 25 يناير 2011 ب25 يوما وهو في طريقه حدثت مشاجرة وخناقة عادية بينه وأحد الأشخاص وتبين بعد كده إنه ضابط شرطة فاقتاده إلي القسم وحرر محضرًا ضده واستصدر أمر نيابة بعثوره مع ابنه المتهم علي قطعة بانجو وسلاح ناري وأشار عم إبراهيم إلي أن إذن النيابة صدر باسم محمد إبراهيم محمد وابني اسمه أصلا "أحمد" وليس "محمد" واتعملت له قضية وصدر ضده حكم بالسجن 3 سنوات في قضية البانجو وسنة في قضية السلاح حتي أن الحكم لما طلع من المحكمة كان باسم أحمد إبراهيم عيش وليس قش وهو مش اسمه الحقيقي فأين العدل وابني مظلوم ياناس ولسه خلف القضبان. وعندما سألته وما هي ظروفك الآن بعد دخول ابنك السجن؟! رد والدموع تملأ عينيه حالي كرب ونعيش أنا وأمه أموات علي قيد الحياة أنا راجل فلاح غلبان وبسيط وابني ده متزوج وعنده بنت 8 سنوات وولد 6 سنوات وأنا شايل همهما وهم مراته لوحدي بعد ما فقدت زوجتي 68 سنة الحركة بعد دخول ابنها السجن من الحزن عليه والآن لا عائل لنا سواه وكان في اليوم ده طالع يشتغل ويدور علي رزقه ورزق عياله فيحصله كده.. أنا لوحدي وهو كان سندي في الدنيا والآن أقف لوحدي وأغرق في الدوامة وربنا معايا. أريد المساعدة ولا أعرف أروح فين ولمين فأنا يوميا هنا ولا أجد استجابة أو نداء ومش عارف أعمل إيه؟!