قطعاً سعدنا جميعاً بعودة جنودنا السبعة المختطفين سالمين ودون إراقة نقطة دماء واحدة. وسوف تكتمل سعادتنا بالقبض علي الخاطفين وتقديمهم للعدالة وكشف ملابسات هذه العملية القذرة ضد أبنائنا من جنود القوات المسلحة والشرطة. وقطعاً سعادتنا ستكون أكبر بتطهير سيناء من البؤر الإرهابية والإجرامية التي باتت تهدد جزءاً مهماً وغالياً من أرض هذا الوطن وهو ما يسهم في إعادة هيبة الدولة وإغلاق أبواب عديدة للفتن الداخلية والخارجية. وأعتقد أن الحل الأمني مع أهميته لن يكون كافياً لتطهير سيناء من هذه البؤر الإجرامية والإرهابية في ظل هذه المساحات الشاسعة والطبيعة الجغرافية الوعرة. ومن هنا يعود الحديث للمرة المليون عن مشروعات التنمية بسيناء شمالاً وجنوباً خاصة في المناطق منزوعة السلاح التي يجب علينا ملء الفراغ الأمني والعسكري بالكوادر البشرية والمشروعات التنموية التي تمنع ظهور أي حركات وجماعات متطرفة سواء كانت من الداخل أو يمكن أن تأتي إلينا من دول الجوار المتربصة بمصر وأمنها علي طول الخط. المهم أن يتحرك المسئولون عن إدارة أمور البلاد وتسرع الحكومة في تنفيذ المشروعات التنموية بسيناء قبل فوات الأوان وألا يقتصر تحركنا فقط علي أوقات الأزمات وفي أعقاب وقوع الكوارث. والأهم أن يشعر أبناء سيناء أنهم قريبون من قلب وعقل المسئولين عن إدارة الدولة وأنهم ليسوا مواطنين من الدرجة الثالثة فهم مصريون لهم كامل الحقوق وعليهم جميع الواجبات والالتزامات التي تقع علي غيرهم من أبناء الشعب المصري. وإذا كانت "الكرامة" قد أعادت لنا أبناءنا من الجنود وأعادت معها كرامتنا كشعب ووطن نتمني أن تعود الأم "مصر" إلي أبنائها. والعودة هنا ستكون من خلال الاستقرار السياسي والاقتصادي وأن يعود الأمن للشارع المصري الذي بدونه لن تتحقق أي تنمية أو تقدم وكذلك تعود مصر القوية اقتصادياً واجتماعياً وأن تختفي من حياتنا المشاحنات والصراعات التي أوشكت أن تدمر كل شيء وتقضي علي الأخضر واليابس في هذا الوطن الذي يضيع من بين أيدينا وللأسف نقف جميعاً في مقاعد المتفرجين لا فرق بين الحكام والمحكومين. الحكومة والمعارضة المهم مصلحتي أولاً ومن بعدي الطوفان وهذا هو الخطر بعينه والكارثة التي لن تبقي ولن تذر. في النهاية أرجو أن تكون عملية عودة الجنود المختطفين رغم ما أثير حولها من شكوك بشأن وجود صفقة أو تمثيلية أرجو أن تكون بداية حقيقية لعودة الروح المصرية التي فشلت كل القوي الغازية علي مدار العصور في اختراقها أو كسرها. وأن تكون أيضاً بداية للم الشمل ووحدة الصف المصري وكفانا فرقة وتفرقة. فالرحلة طويلة ومازالت في بدايتها والأمواج عالية تحتاج إلي الحكمة في قيادة الدفة للوصول بالسفينة إلي بر الأمان.. قولوا آمين.