إلي ابني الغالي الرائد ياسر محمد صالح: رحلت جسداً لكن روحك. حركاتك. كلماتك كلها في ذهني باقية. عام مضي علي رحيلك أيها الحبيب الغالي ياسر.. علي رحيل الابن البار الحنون قلبي يعتصر مراره فقد تركعت فراغاً لا يملؤه أحد غيرك ولا تمحوه السنين. اشتقت إلي الابن البار الذي لم يأتي قبله ولا بعده أحد.. عذراً لن توفيني كلماتي البسيطة حقك. اشتقت إلي صوتك.. اشتقت إلي عطفك علي كأب أسير لحزن عميق.. فكم كنت رحيماً بأب مثلي. لقد رحلت عن الحياة يا أغلي الحبايب.. ولقد رحلت عن الحياة. فأنت كنت الحياة.. فأنت الهواء الذي أتنفسه.. فكنت الأمل الذي أنشده في الحياة.. فعندما تنجح في دراساتك أو في عملك كأن هذا النجاح أنا الذي حققته.وكنت أحس بالاكتئاب عندما أراك تتضايق من أي شيء.. أنت الابن البار. فلا توجد لحظةواحدة تقاعست فيها عن خدمتي ورعايتي واهتمامك بي وبأسرتك. لا أعرف كيف أعيش بدونك يا ابني ياسر يا حبيب العمر. الآن يقولون إن هذه المصيبة هي امتحان من عند الله عز وجل. والمؤمن مصاب. وأنا أقول لك إنني فشلت في هذا الامتحان. يقولون لي إن أصبر "وبشر الصابرين" كنت طوال حياتي صبوراً جداً. ولكن الآن سبحان الله لا أعرف معني كلمة الصبر. أقولها يا ياسر لقد انطفأ النور في حياتي واعتصر الألم جنباتي.. يارب هل من معجزة وأنت القادر.. هل من الممكن أن أري ابني ولو لمدة دقيقة واحدة.. هل من الممكن أن اسمع صوته ولو لكلمة واحدة.. إلي لقاءك يا ياسر ادعو الله أن يكون في أقرب وقت.. هل معقول أنك رحلت ولن أراك أبداً؟! هل معقول لن أسمع صوتك أبداً؟! أين شبابك وقوتك؟ أين مرحك وفرحك؟ أين لطفك ورجولتك مع الجميع؟.. أين كرمك ورحمتك مع الضعيف؟.. فأنا ضعيف جداً يا بني.. هل تعرف أنني قلت لوزير الداخلية عندما قام بزيارتي لتعزيتي: أنت وزير الداخلية وأنت رئيسه أرجوك ارجعه لي.. لا أعرف ماذا أفعل في الحياة بدونك؟ إنني أتكلم مع الله سبحانه وتعالي وأقول له أعتقد أن ملاك الموت أخطأ وكان المفروض أن يحشر لي ولكنه أخطأ في العنوان وذهب إلي حبيبي ياسر.. استغفر الله الرحمن الرحيم. جميع الأهل يحبونك وزعلانين جدا عليك.. جميع رؤسائك وزملائك ومرؤسيك وأصدقائك يحبونك ومصدومين ويبكون عليك.. كل الناس زعلانة علي فراقكك.. ولكن أنا الوحيد الذي أحس أنني ميت منذ فراقك.. فصبري نفد وقوتي الجسدية والمعنوية انهارت وضاعت. ولكن عندي أمل أن تعود. فأنا يوميا بجوار قبرك أجلس من شروق الشمس إلي الغروب. وانتظر خروجك. وعندي أمل. أنت عارف يا ياسر أنك غدرت بي وتركتني وحدي في هذه الدنيا القاسية.. طيب خليك قوي وبار بأبوك. وارجع لي يا ياسر أنا منتظرك يا ابني.. أرجوك ارجع لي أنا في أشد الحاجة إليك.. فأنا ضعيف واحتاجك.. أنا أحب الله تعالي وأنا مؤمن وأنا كنت قوياً ودائما أردد "إنا لله إنا إليه راجعون".. ولكن لا استطيع الآن. فأنا الآن في منتهي الضعف وعدم الصبر والفشل في هذا الامتحان الصعب.. ارجع لي يا أغلي وأحب ما في عمري يا ياسر يا ابن محمد صالح.. من فضلك ارجع لي.