السير اليكس فيرجسون اسطورة التدريب الانجليزية الذى اعلن اعتزاله مؤخرا بعد ان عمل لمدة 26 عاما مديرا فنيا لفريق مانشستر يونايتد ..وهو رقم قياسى لأى مدير فنى على مستوى العالم الكروى باكمله ..فلم يشهد التاريخ استمرار اى مدير فنى مع اى فريق عقدين ونصف العقد من الزمان..المهم السير فيرجسون قال فى تصريحه بعد اعلان اعتزاله كنت دائما اريد الاعتزال وانا فى القمة.!! كان الرجل قد شارك فريقه وناديه الاحتفال باحراز اللقب العشرين لبطولة الدورى.. فى تاريخ المان الانجليزى وحقق منهم فيرجسون 13 بطولة..الجملة التى ختم بها فيرجسون حياته الكروية تصلح لان تكون موسوعة وعبرة وعظة لأى مدير فنى او حتى لاعب باعتزاله وهو فى القمة ..وهناك مدربون كثيرون حققوا انجازات تاريخية ولكنهم للاسف لم يستطيعوا تقليد فيرجسون باعلان اعتزالهم وهم فى القمة واستمروا فى مشوارهم التدريبى وسقطوا سقوطا ذريعا وقد اثر هذا السقوط بطبيعة الحال على انتصاراتهم وانجازاتهم السابقة!! فيرجسون كان من الممكن ان يتولى تدريب اى منتخبات او اندية اخرى وتلقى عروضا تفوق الخيال ولكنة تمسك بالبقاء مع مانشستر حتى اعلان اعتزاله نهائيا ليغلق الباب فى وجه اى عروض اخرى على عكس ما يحدث من بعض المدربين فى المدرسة الوطنية المصرية الذين لايكلوا او يملوا من المفاوضات وتلقى العروض حتى وهم متعاقدون مع انديتهم وفى عز الموسم!! لقد احترم فيرجسون نفسه ومهنته قبل ان يحترم النادى الذى تعاقد معه ..ولعل هذا سر شعبيته ونجاحه طوال الفترة الماضية وتمسك ادارة النادى الانجليزى وجماهير النادى به ..تعرض للهجوم احيانا وغضب الجماهير ولكنه فى النهاية كان يحقق لهم امالهم بالفوز والحصول على البطولة ..ولكننا فى مصر نرى العجب العجاب فريق ينجح فى مهمته ويتم اقالته من قبل ادارة ناديه لاسباب غير فنية بالمرة ولمجرد ان ادارة النادى تريد التعاقد مع مدير فنى اخر فيضطرون لتطفيش المدرب الناجح ..بل المأساة ان الاندية الكبيرة واقصد الاهلى والزمالك بطبيعة الحال لها قصص وروايات مع المحليين والخواجات ..اتذكر الشيخ طه اسماعيل والجماهير تهاجمه رغم فوزه بالبطولة الافريقية ويتعرض لازمة قلبية ويقرر ترك النادى ويقدم استقالته الى مجلس الادارة برئاسة صالح سليم ..والراحل اسطورة التدريب المصرية الكابتن الجوهرى عندما اعلن انشقاقه على مجلس الادارة واخذ الفريق للتدريب فى نادى الشمس واطلقنا على ما حدث وقتها انقلاب الجوهرى!! وفى الزمالك لايعيش مدربون لهذا النادى ويكفى انه احيانا يضرب ارقاما قياسية خلال الموسم الواحد للتعاقد مع مدربين وانهاء عقود مدربين وسياسة عدم الاستقرار بطبيعة الحال تؤدى لعواقب وخيمة وتدفع الجماهير للتدخل فى امس الشئون الخاصة بالامور الفنية وبالتالى تلقى بغضبها وسخطها على مجالس الادارات..كم من مدربين فى هذا النادى ومن ابنائه حققوا انتصارات باهرة ثم حصلوا على شهادة اقالة دون اسباب واضحة وكان من الافضل لهم بعد اى انجاز ان يعلنوا اعتزالهم بدلا من الانتظار على مقهى المدربين لأى عرض او عقد مع العلم بان بعضهم كان يحصل على مبالغ خيالية !! اتصور ان الظروف التى تمر بها مصر حاليا لاتستدعى التعاقد مع اى مدربين اجانب لأن لدينا بالفعل مجموعة كبيرة من المدربين المحليين الذين يتمتعون بالموهبة وتنقصهم الدراسة فقط وهى نقطة ضعف المدرسة التدريبية المصرية..واخيرا كنت اتمنى ان يحذو المعلم شحاته بعد فوزه ثلاث مرات بالبطولة الافريقية ويسبق فيرجسون فى هذا الموقف باعلان اعتزاله التدريب لأنه حقق ما لم يحققه اى مدير فنى مصرى او اجنبى للكرة المصرية وحتى يحافظ على روعة وعظمة الانجاز الذى يحسب له وللمدرسة الوطنية بدلا من الذهاب للخليج والتدريب فى قطر ولكنها تجربة اعتقد انها كانت صعبة