بعد تراجع محصول القطن.. احتل القمح المقدمة في المنيا وتربعت المحافظة علي عرش القمح إنتاجا وتوريدا لعدة سنوات.. ورغم انخفاض سعره وارتفاع تكلفة إنتاجه ومشاكل تسويقه حرص المزارعون علي زراعته وازدات مساحته علي مدي السنوات الماضية حتي وصلت الي اكثر من 260 الف فدان هذا العام بزيادة 40 الف فدان علي العام الماضي في الوقت الذي ارتفعت فيه الانتاجية الي 21 اردبا للفدان تقريبا وحققت المنيا المراكز الاولي في التوريد علي مستوي الجمهورية وبلغت اكثر من 400 الف طن في العام الماضي. الموقف قد يختلف كثيرا هذا العام علي الرغم من رفع سعر الاردب الي 400 جنيه الا ان هذه الزيادة تقابلها مشاكل جديدة وغير طبيعية تواجه المزارعين في مقدمتها ازمة السولار الممتدة منذ شهور طويلة وارتفاع اسعاره في السوق السوداء بشكل انعكس سلبا علي تكاليف انتاج المحصول فقد تأثرت عمليات الري وارتفعت تكلفتها بل وتعرضت بعض المحاصيل للعطش بسببها ايضا اعمال الحصاد والدريس التي تعتمد علي الميكنة التي تستخدم السولار وقد يتعرض المحصول للتلف اذا ترك او تأخر حصاده او دريسه في الوقت الذي ارتفعت تكاليفه بعد ان وصل سعر اللتر جنيهان او اكثر تقريبا وزادت تكلفة حصاد القيراط الواحد الي 15 جنيها لارتفاع اجر الفلاح وتكلفة الدريس 70 جنيها بما يعادل زيادة التكلفة بأكثر من 300جنيه عن العام الماضي. أكد المزارعون ان موعد الحصاد لا يمكن تأخيره فهذا معناه فقدان المحصول في الارض مشيرين الي انهم حتي الخيش الذي يتم تعبئة المحصول فيه غير موجود سواء لدي بنك التنمية او المطاحن واصبح الحصول عليه بالواسطة.. وعند التوريد يعاني المزارع الامرين عند صرف مستحقاته بحجة عدم وجود سيولة بالبنك او المطاحن !! المحاسب بهاء منيسي - العضو المنتدب لشركة مطاحن مصر الوسطي قال ان التوريد بدأ بالفعل منذ 20 ابريل في 23 شونة في 4 محافظات تابعة للشركة منها 7 في المنيا وتم تشكيل لجان من الرقابة علي الصادرات والتموين والمطاحن لمتابعة ومراقبة عمليات الاستلام التي تستمر من الثامنة حتي الخامسة مساء يوميا.. اما فيما يتعلق بمستحقات المزارعين فهيئة السلع الغذائية وفرت الاعتمادات ويتم الصرف فور التوريد اولا بأول. الدكتور حسن فولي - وكيل وزارة الزراعة قال ان زراعة محصول القمح منظومة متكاملة بين الفلاح ووزارة الزراعة فهو يتولي تجهيز ارضه بالشكل المطلوب ونحن نوفر له التقاوي المنتقاة والاسمدة المطلوبة والحمد لله لم تكن هناك مشاكل هذا العام في التقاوي او الاسمدة كما ان رفع سعر الاردب شجع المزارعين علي زيادة المساحة الي 260 الف فدان هذا العام ونتوقع الي يرتفع متوسط انتاج الفدان هذا العام الي 22 اردبا. أضاف بالنسبة لتخوفات المزارعين من مشكلة السولار فنحن اجرينا منذ فترة حصرا شاملا للمساحات والمزارعين وحددنا الكمية المطلوبة للفدان والتي تراوحت من 10 الي 20 لترا للري و25 لترا للحصاد وبالتنسيق مع التموين يتم توفير هذه الكميات للمزارعين. المحاسب مصطفي انور - مدير عام بنك التنمية والائتمان الزراعي قال الشون بدأت استقبال المحصول بعد ان تمت معاينتها وتجهيزها بشكل جيد والخيش متوفر لمن يطلبه والمستحقات تصرف بعد التوريد مباشرة ونحن طرحنا منذ فترة تطوير شامل للشون وتحويل ارضيتها من ترابية الي مبلطة وجار بالفعل التنفيذ في 4 شون ويتم استكمال الباقي تباعا. أوضح نجيب عبد الحميد - وكيل وزارة التموين انه تمت معاينة 47 شونة علي مستوي المحافظة منها 7 تابعة للمطاحن و3 للشركة القابضة للصوامع وتمت اجازة جميع الشون عدا واحدة بقرية صندفا ببني مزار وذلك تسهيلا علي المزارعين وعدم تجميلهم تكاليف نقل من مكان الي اخر.. اما صوامع الغلال الكبري في المنطقة الصناعية فهي مخصصة للقمح المستورد وتسع ما يقرب من 90 الف طن. عبد الغني محمود - مزارع - قال لم يعد لدينا محصول اخر نحقق منه ربحا بعد تدهور القطن سوي القمح ومنذ بداية زراعته ونحن نعاني في الحصول علي التقاوي واسعارها نار ثم الاسمدة ومشاكل مياه الري والطامة الكبري في السولار والله هذا حرام والفلاح مطحون من كل جانب لابد من حل هذه المشاكل ورفع سعر المحصول لان 400 جنيه للأردب غير كافية. اما خالد اسماعيل محمود فيقول هذا العام زرعت 5 فدادين بالقمح علي امل تعويضنا عن خسارة المحاصيل الاخري ولكن يبدوا ان الخسارة ستكون اكبر بعد الزيادات الكبيرة في الاسعار في كل شيء اجر الفلاح اليومي والاسمدة والري والحصاد ومشكلة المشاكل السولار.