يواجه عملاء القطاع المصرفي أزمة في التعامل مع ماكينات الصرف الآلي التابعة للبنوك في عدد من المحافظات نظراً لتعطلها باستمرار وعدم صيانتها بالإضافة لعدم تغذيتها بالنقود في الفترة الأخيرة مما أفقدها وظيفتها الائتمانية وأعاد طوابير البنوك الصباحية لصرف الرواتب وأثقل كاهل المعاملات البنكية مرة أخري بعد أن استبشر المتعاملون بها خيراً لسهولة وسرعة القبض والإيداع ووضع المتعاملون بها في حيرة فالانفلات الأمني جعل كثيرا من المواطنين يقبلون علي "الفيزا" خشية حمل النقود إلا في أضيق الحدود ولكن خاب ظن الناس بها أيضاً فأودعوا النقود بالبنوك أو رواتبهم ولا يستطيعون الحصول عليها. في البداية تقول كوثر السيد موظفة سعدنا كثيراً بتحويل رواتبنا علي البنوك وصرفها من ماكينات الصرف الآلي ليخلصنا من الزحام الشديد علي الخزينة لصرف الراتب لإغلاقها في الثانية ظهراً فلا يستطيع معظمنا الحصول عليه لضيق الوقت وننتظر لليوم التالي فأصبح متاحا الحصول علي الراتب في أي وقت حتي الأجازات وللأسف انتقلت نفس المشكلة لماكينات الصرف لتعطلها أو نفاد النقود منها. وتتفق معها زينب محمدي موظفة قائلة إن الماكينات كانت جيدة في عملها عند بداية تشغيلها ووفرت علينا وقتا كبيرا بالإضافة لادخارنا مبالغ من راتبنا بالرصيد دون قبض للطوارئ أما الآن أصبحت دائمة التعطل أو تفرغ نقودها سريعاً خاصة بعد الثورة وتدهور الاقتصاد وتتساءل هل هذا له علاقة باختفاء "الكاش" من الماكينات وعودة الطوابير؟ أزمة مفتعلة وتضيف سعدية محمد بالمعاش أنها اضطرت إلي إعطاء ابنها الفيزا كارت الخاصة بها لصرف المعاش نظراً لتقدم عمرها وعدم تحملها الانتظار طويلاً بالطابور فالزحام عاد بشكل ملحوظ ونفاد النقود دائمة مما يعيدنا إلي المعاناة السابقة فيضطر ابني لأخذ أجازة للحصول علي معاشي لشراء علاجي. ويشتكي حسن بدوي مسن بالمعاش من المرض بالخشونة في قدميه ولا يستطيع الانتظار طويلاً بالطابور لصرف المعاش من ماكينة مكتب البريد التابع له بشبرا والتي كانت تعمل بكفاءة وسرعة فتحول الحال الآن وتعطلت وأصبحت بطيئة في عملها ونريد صيانتها رحمة بالمواطنين كبار السن لدرجة أننا أحسسنا أنها أزمة مفتعلة كباقي الأزمات الموجودة في مصر حالياً. وأحياناً نفاد النقود ويوضح سعيد عبدالرحمن موظف أننا نعاني الأمرين عند الذهاب لماكينة الصرف في بداية كل شهر لصرف رواتبنا من فرع البنك التابعين له فنجدها معطلة ونضطر للانتظار طويلاً علي ماكينة واحدة لتنفد النقود وأعود خالي الوفاض لأجد الدائنين الذين يتشككون فينا ونضطر للعودة في اليوم التالي مما يضيع أوقاتنا بترك العمل لفترة طويلة وصلت ثلاث ساعات في الشهر الماضي أو ندخل لفروع البنوك لنجد أنفسنا أمام طوابير ما قبل الثورة. وتقول هاجر سعد موظفة إننا أصبحنا نضطر للإسراع أنا وزملائي إلي ماكينة الصرف الآلي التابعين لها لصرف الراتب عند بداية الشهر خوفاً من نفاد النقود نظراً لما لاحظناه في الآونة الأخيرة من عدم تغذيتها بالكاش باستمرار. الصيانة منعدمة ويتعجب مسعد حفناوي أحد عملاء ماكينات الصرف الآلي من عدم الصيانة الدورية لماكينات الصرف الآلي التابعة للبنوك وخاصة المتواجدة بالمولات التجارية فمن المعروف أن معظم المواطنين أصبحوا يخشون من حمل نقود كثيرة أثناء سيرهم بالطرق خوفاً من حوادث السرقات المنتشرة خلال هذه الأيام ليكون الصرف الآلي البديل الآمن لسداد قيمة المشتروات ولكن نجدها معطلة أو فارغة لتفقد وظيفتها وتخرج من المنظومة المصرفية بشكل يؤثر بالسلب عليها ككل. ويطالب أحمد بدري مهندس بضرورة الصيانة الدورية لماكينات الصرف الآلي وإصلاح الأعطال بها باستمرار حتي لا يبذل العملاء الجهد والمشقة في صرف رواتبهم ومعاشاتهم وأنه للحصول علي أمواله اضطر للسير مسافات طويلة هنا وهناك ليجد الماكينة تلو الأخري إما فارغة أو معطلة ليفقدنا الثقة في البنوك والاقتصاد ككل. مشاجرات دائمة وتضيف ناريمان السيد موظفة أنها عند الحصول علي الراتب الشهر الماضي كان الزحام شديداً علي الماكينات واضطررنا لعمل طابور للسيدات وآخر للرجال واستغرقنا وقتا طويلا لصرف النقود واندلعت العديد من المشاجرات بيننا للأحقية في الدور ومن يصرف الأول مستغلين الفراغ الأمني وعدم وجود حارس الماكينات المكلف بحمايتها سابقاً. ويتمني نبيل أحمد إبراهيم موظف بشركة النصر للسيارات أن يتم تحويل جميع رواتب الموظفين إلي البنوك وصرفها عبر ماكينات الصرف الآلي للتشجيع علي الادخار وصرف ما نحتاج إليه فقط لتستغل البنوك الفروق مؤقتاً لنساهم بها في انعاش الاقتصاد المصري بإدخالها عجلة الاستثمار وتعميم الفكرة يحتاج منذ البداية لتلافي جميع الأخطاء الموجودة حالياً لتكتمل المنظومة.